ما بين مساعدة دولة دينية سلفية متعصبة ودولة مدنية نختار الدولة المدنية
السبت 19 تشرين ثاني 2011 - 10:21 صباحاً
راى رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، أننا "ننتسب إلى وطن يمر بصعوبات عديدة، وأولى هذه الصعوبات هي افتقادنا للقدوة التي يجب أن تكون أمامنا ونتمثل بها، في كل مجتمع، يكون هناك قدوات عديدة في كل ميادين وقطاعات الحياة: في المدارس هناك قدوة، في الكنائس، في الحكومات، أينما كان هناك قدوة، وعندما تفشل القدوة يفسد المجتمع ونصل لصعوبات أكثر فأكثر، وطبعا لا أقصد الكل بل البعض الكثير منها، وعندها لا يعود بإمكاننا مواجهة المشاكل التي تعترضنا من الخارج لأن ضعفنا يصبح من الداخل".
وسأل عون، خلال العشاء السنوي لهيئة المعلمين في التيار الوطني الحر، "لماذا أصبح لدينا هذا الخلل في مجتمعنا؟ وهنا أتذكر حديثا بين "أندريه مالرو" والجنرال ديغول، حين تساءل ديغول عن سبب الضعف الذي يصيب فرنسا، فأجابه مالرو: "لأن فرنسا خسرت إيمانها وتنازلت عن القيم وأصبحت تهجر أرضها". ونحن عندما نفقد إيماننا ونخسر قيمنا وعندما، ليس فقط نهجر أرضنا بل عندما نبيعها، عندها نضعف ولا نبني وطنا بل نبني مجتمعا برسم التصدير"، متابعاً "أين مسؤوليتكم أنتم المعلمون؟ يعقد المجتمع اللبناني آمالا كثيرة عليكم، لأنكم أنتم من ستدفعون اللبنانيين نحو الإيمان، أنتم من ستربونهم على احترام القيم، وأنتم من يجب أن تعلموهم التعلق بالأرض ومحبتها. لماذا نحن لبنانيون؟ لأن أرضنا اسمها لبنان. ونحن رفعنا شعار أرضي هويتي، وهو ليس مزحة أو شعارا تجاريا، بل شعار حقيقي "أرضي هويتي"، فنحن لبنانيون لأن أرضنا اسمها لبنان. وأرض بدون شعب هي أرض مشاع، وشعب بدون أرض هو شعب لاجئ، ونحن لا نريد أن تكون أرضنا مشاعا ولا أن نكون لاجئين، بل نريد أن نحتفظ بأرضنا وبهويتنا، وأن نحتفظ بإيماننا وبقيمنا وبكل ما يدفعنا لتحقيق ذاتنا ضمن هذه القيم".
وأردف عون: "نحن اليوم نمر بصعوبات كثيرة، ولا يمكن أن تكون خياراتنا سطحية وغير معمقة بنفوسنا. عندما نتحدث عن الفساد، لا نجد ردة الفعل الطبيعية التي يجب أن تهب ضد الفساد، إذ يبدو أن الفساد في لبنان أصبح نمطا من أنماط حياتنا ولقد تآلفنا معه. يطالبونني بالزفت على الطريق أو بالمياه أو بالكهرباء، ولكن إذا كانت أموالكم تضيع إما بالسرقة وإما بالهدر، فمن أين سنحضر أموالا كي نبني، كي نزفت الطرقات، أو نمد شبكات المياه أو ننتج كهرباء؟ بلدكم مسروق، ولقد قلتها أكثر من مرة، أين التجاوب في المجتمع؟ أين الاعتراضات والاحتجاجات؟ 170 يوما في مجلس النواب كي تمكنا من إقرار قانون معجل مكرر! ولقد حولوه مشوها خلافا لكل القواعد الدستورية، على الرغم من ذلك قبل به وتحفظت عليه لأني لا أريد أن أكسر التضامن الحكومي".
وتابع "والصناعيون الذين يعترضون يوميا، أليست لديهم طاقة كافية؟ لكني لم أسمع صوتهم! والمزارعون الذين يحتجون يوميا، لم أسمع صوتهم. إذا لماذا يحملوننا المسؤولية، وعندما يجب أن نسمع صوتهم، لا نسمعه. يجب أن نسمع صوتكم أنتم. من منكم لا يريد كهرباء في منزله 24 ساعة على 24 ساعة. أين هو المجتمع المدني؟ لمن نقوم بهذا العمل؟ ألا نقوم بكل ذلك من أجل اللبنانيين؟ يجب أن تتنظموا ويجب أن نسمع صوتكم. الأكثرية الصامتة هي التي تشجع على الجريمة. الأكثرية الصامتة هي التي تدفع الثمن لأنها صامتة، وهي التي تعاني".
وتوجه عون إلى المعلّمين "بالإضافة إلى مسؤوليتكم التربوية، وتربية النشئ وتنبيهه الى المخاطر، عليكم رفض النماذج السيئة التي ترونها يوميا على شاشات التلفزة، بسبب قلة تهذيبهم، وحرب النوايا التي يقومون بها. إن الأكثر وقاحة من الذين يظهرون على شاشات التلفزة، ويتكلمون عن الفضائل ويعطوننا دروسا بها، هم الذين سرقوا أكثر من غيرهم، ويصح فيهم ما قاله الشيخ تقي الدين: "ما أفصح إذا تكلمت عن العفة". هذا الطقم السياسي هو بأغلبيته غير كفؤ وغير نظيف، لذلك تسمعونه يصرخ دائما ويخرج عن المواضيع. لم نعد نستطيع مناقشة أي موضوع علمي في مجلس النواب لأن الرد سيكون عبارة عن مجموعة من الشتائم. نقدم الأرقام فيجيبوننا بالنوايا. ما من أحد يقدم إجابة عن أي سؤال، وكل ذلك لتعمية الرأي العام. المصيبة الكبرى هي أن الحس النقدي لم يعد موجودا في المجتمع، إذ لم يعد يميز بين رجل يتكلم بالأرقام والقرائن، وآخر يتكلم بمواضيع فارغة، فيعود عندها لغريزته وطبيعة بيئته. كل هذه الأمور هي تربوية، ونحن نتكل عليكم في تطوير الحس النقدي في المجتمع. الحس النقدي يساعدنا على التمييز بين الحق والباطل. نحن نفتقد الحقيقة في إعلامنا، فإذا قرأنا نفس الخبر في عشرين صحيفة مختلفة، نحصل على عشرين خبرا مختلفا عن قضية واحدة. والرأي الجيد يتم اجتزاؤه واقتطاعه دائما لئلا يصل كاملا للرأي العام، فيصدر مشوها. لم أعد أجرؤ على إعطاء حديث لصحيفة أو حديث مسجل لأي تلفاز خوفا من التحريف والاجتزاء، لذلك اعتمدت الخطاب المباشر فصرت أخاطبكم كل يوم ثلاثاء ولو لنصف ساعة. وذلك أفضل من أن أعطي أي وسيلة إعلامية حديثا مسجلا. تنبهوا لكل ما نقول لنجتاز هذه المرحلة بسلام، لأن الأيام صعبة".
وتطرق عون إلى الأوضاع في سوريا "تتابعون بالطبع ما يحصل في سوريا، ونحن نستطيع أن نساعد كي تكون النتيجة سعيدة، ولذلك تروننا نتخذ المواقف، لأن أي نتيجة سلبية عن هذه الأحداث، ستشمل لبنان. لا يعتقدن أحد منكم أننا بمنأى عن هذه الأحداث. ونحن، ما بين مساعدة دولة دينية سلفية متعصبة ودولة مدنية، نختار مساعدة الدولة المدنية. لا نستطيع أن نساعدها عبر تقديم الأسلحة أو المقاتلين، إنما عبر الكلمة الواعية، والنصيحة التي نستطيع أن نقدمها لإخوتنا في الوطن الشقيق. ونصيحتنا هي أن الحوار هو أفضل وسيلة للوصول إلى حل سليم يبني عهدا جديدا من الديمقراطية والحريات العامة، وخلاف ذلك سيؤدي إلى الكارثة وعلى جميع الدول العربية. أنبه من ذلك وأكرره مشددا عليه لأنني أراه بوضوح تام. وكلما ازداد انهيار الدول الغربية، كلما شجعت على وقوع الفوضى هنا، لأنها تريد أن تبقى مسيطرة، وهذا ما نراه بوضوح. أميركا باتت مفلسة وكذلك الأمر بالنسبة لأوروبا غيرها من دول الغرب، لذلك تستدير إلى هنا لتغطية أزماتها الصعبة. الإفلاس يسير على قدم وساق نحو هذه الدول، فأين سيكون الاسترداد؟ الاسترداد سيكون هنا في الشرق الأوسط. نحن من الشرق، سنبقى في هذا الشرق، وسنكون فاعلين فيه".
وسأل عون، خلال العشاء السنوي لهيئة المعلمين في التيار الوطني الحر، "لماذا أصبح لدينا هذا الخلل في مجتمعنا؟ وهنا أتذكر حديثا بين "أندريه مالرو" والجنرال ديغول، حين تساءل ديغول عن سبب الضعف الذي يصيب فرنسا، فأجابه مالرو: "لأن فرنسا خسرت إيمانها وتنازلت عن القيم وأصبحت تهجر أرضها". ونحن عندما نفقد إيماننا ونخسر قيمنا وعندما، ليس فقط نهجر أرضنا بل عندما نبيعها، عندها نضعف ولا نبني وطنا بل نبني مجتمعا برسم التصدير"، متابعاً "أين مسؤوليتكم أنتم المعلمون؟ يعقد المجتمع اللبناني آمالا كثيرة عليكم، لأنكم أنتم من ستدفعون اللبنانيين نحو الإيمان، أنتم من ستربونهم على احترام القيم، وأنتم من يجب أن تعلموهم التعلق بالأرض ومحبتها. لماذا نحن لبنانيون؟ لأن أرضنا اسمها لبنان. ونحن رفعنا شعار أرضي هويتي، وهو ليس مزحة أو شعارا تجاريا، بل شعار حقيقي "أرضي هويتي"، فنحن لبنانيون لأن أرضنا اسمها لبنان. وأرض بدون شعب هي أرض مشاع، وشعب بدون أرض هو شعب لاجئ، ونحن لا نريد أن تكون أرضنا مشاعا ولا أن نكون لاجئين، بل نريد أن نحتفظ بأرضنا وبهويتنا، وأن نحتفظ بإيماننا وبقيمنا وبكل ما يدفعنا لتحقيق ذاتنا ضمن هذه القيم".
وأردف عون: "نحن اليوم نمر بصعوبات كثيرة، ولا يمكن أن تكون خياراتنا سطحية وغير معمقة بنفوسنا. عندما نتحدث عن الفساد، لا نجد ردة الفعل الطبيعية التي يجب أن تهب ضد الفساد، إذ يبدو أن الفساد في لبنان أصبح نمطا من أنماط حياتنا ولقد تآلفنا معه. يطالبونني بالزفت على الطريق أو بالمياه أو بالكهرباء، ولكن إذا كانت أموالكم تضيع إما بالسرقة وإما بالهدر، فمن أين سنحضر أموالا كي نبني، كي نزفت الطرقات، أو نمد شبكات المياه أو ننتج كهرباء؟ بلدكم مسروق، ولقد قلتها أكثر من مرة، أين التجاوب في المجتمع؟ أين الاعتراضات والاحتجاجات؟ 170 يوما في مجلس النواب كي تمكنا من إقرار قانون معجل مكرر! ولقد حولوه مشوها خلافا لكل القواعد الدستورية، على الرغم من ذلك قبل به وتحفظت عليه لأني لا أريد أن أكسر التضامن الحكومي".
وتابع "والصناعيون الذين يعترضون يوميا، أليست لديهم طاقة كافية؟ لكني لم أسمع صوتهم! والمزارعون الذين يحتجون يوميا، لم أسمع صوتهم. إذا لماذا يحملوننا المسؤولية، وعندما يجب أن نسمع صوتهم، لا نسمعه. يجب أن نسمع صوتكم أنتم. من منكم لا يريد كهرباء في منزله 24 ساعة على 24 ساعة. أين هو المجتمع المدني؟ لمن نقوم بهذا العمل؟ ألا نقوم بكل ذلك من أجل اللبنانيين؟ يجب أن تتنظموا ويجب أن نسمع صوتكم. الأكثرية الصامتة هي التي تشجع على الجريمة. الأكثرية الصامتة هي التي تدفع الثمن لأنها صامتة، وهي التي تعاني".
وتوجه عون إلى المعلّمين "بالإضافة إلى مسؤوليتكم التربوية، وتربية النشئ وتنبيهه الى المخاطر، عليكم رفض النماذج السيئة التي ترونها يوميا على شاشات التلفزة، بسبب قلة تهذيبهم، وحرب النوايا التي يقومون بها. إن الأكثر وقاحة من الذين يظهرون على شاشات التلفزة، ويتكلمون عن الفضائل ويعطوننا دروسا بها، هم الذين سرقوا أكثر من غيرهم، ويصح فيهم ما قاله الشيخ تقي الدين: "ما أفصح إذا تكلمت عن العفة". هذا الطقم السياسي هو بأغلبيته غير كفؤ وغير نظيف، لذلك تسمعونه يصرخ دائما ويخرج عن المواضيع. لم نعد نستطيع مناقشة أي موضوع علمي في مجلس النواب لأن الرد سيكون عبارة عن مجموعة من الشتائم. نقدم الأرقام فيجيبوننا بالنوايا. ما من أحد يقدم إجابة عن أي سؤال، وكل ذلك لتعمية الرأي العام. المصيبة الكبرى هي أن الحس النقدي لم يعد موجودا في المجتمع، إذ لم يعد يميز بين رجل يتكلم بالأرقام والقرائن، وآخر يتكلم بمواضيع فارغة، فيعود عندها لغريزته وطبيعة بيئته. كل هذه الأمور هي تربوية، ونحن نتكل عليكم في تطوير الحس النقدي في المجتمع. الحس النقدي يساعدنا على التمييز بين الحق والباطل. نحن نفتقد الحقيقة في إعلامنا، فإذا قرأنا نفس الخبر في عشرين صحيفة مختلفة، نحصل على عشرين خبرا مختلفا عن قضية واحدة. والرأي الجيد يتم اجتزاؤه واقتطاعه دائما لئلا يصل كاملا للرأي العام، فيصدر مشوها. لم أعد أجرؤ على إعطاء حديث لصحيفة أو حديث مسجل لأي تلفاز خوفا من التحريف والاجتزاء، لذلك اعتمدت الخطاب المباشر فصرت أخاطبكم كل يوم ثلاثاء ولو لنصف ساعة. وذلك أفضل من أن أعطي أي وسيلة إعلامية حديثا مسجلا. تنبهوا لكل ما نقول لنجتاز هذه المرحلة بسلام، لأن الأيام صعبة".
وتطرق عون إلى الأوضاع في سوريا "تتابعون بالطبع ما يحصل في سوريا، ونحن نستطيع أن نساعد كي تكون النتيجة سعيدة، ولذلك تروننا نتخذ المواقف، لأن أي نتيجة سلبية عن هذه الأحداث، ستشمل لبنان. لا يعتقدن أحد منكم أننا بمنأى عن هذه الأحداث. ونحن، ما بين مساعدة دولة دينية سلفية متعصبة ودولة مدنية، نختار مساعدة الدولة المدنية. لا نستطيع أن نساعدها عبر تقديم الأسلحة أو المقاتلين، إنما عبر الكلمة الواعية، والنصيحة التي نستطيع أن نقدمها لإخوتنا في الوطن الشقيق. ونصيحتنا هي أن الحوار هو أفضل وسيلة للوصول إلى حل سليم يبني عهدا جديدا من الديمقراطية والحريات العامة، وخلاف ذلك سيؤدي إلى الكارثة وعلى جميع الدول العربية. أنبه من ذلك وأكرره مشددا عليه لأنني أراه بوضوح تام. وكلما ازداد انهيار الدول الغربية، كلما شجعت على وقوع الفوضى هنا، لأنها تريد أن تبقى مسيطرة، وهذا ما نراه بوضوح. أميركا باتت مفلسة وكذلك الأمر بالنسبة لأوروبا غيرها من دول الغرب، لذلك تستدير إلى هنا لتغطية أزماتها الصعبة. الإفلاس يسير على قدم وساق نحو هذه الدول، فأين سيكون الاسترداد؟ الاسترداد سيكون هنا في الشرق الأوسط. نحن من الشرق، سنبقى في هذا الشرق، وسنكون فاعلين فيه".