كلام المفتي الميس "أحمر بالخط العريض"
"لا إكراه في الدين" تظلّ مبنى من دون معنى
ِالنهار 8-6-2011
|
|
العروسان وليام ونادين. | المفتي يخلع الميكروفون ويهم بترك الستوديو |
فقد خرج مفتي زحلة للطائفة السنية الشيخ خليل الميس عن طوره ليخرج لاحقاً من الستوديو قائلاً انه لا يجلس "في هيك مجتمع" رافضاً الرأي الآخر في ظاهرة تؤكد سلطوية الدين على العقول والنفوس، اذ تحوّلت الفتاة كافرة وملحدة وسمعنا عبارات "النكاح الفاسد والباطل".
صحيح ان للمفتي الميس التزامه الديني الذي يدفعه الى رفض كل ما يخرج عن اطار التشريعات والقوانين والالزامات الطائفية، لكن ليس له الحق في رفض كل رأي آخر كما حصل في تلك الحلقة، اذ بدل ان يعلن احترامه خيارات الناس ويؤكد انها تعارض الاسلام، تحول الى الهجوم الشخصي الذي انتقص من حرية الناس، وحتى كراماتهم.
بدأت الحلقة مع العروسين نادين سمكو المسلمة السنية التي قررت الارتباط بزواج مدني مع الشاب وليام محفوض المسيحي الارثوذكسي، وقد بدا العروسان في حالة انسجام عاطفي وفكري رائعة، كما بدت والدة العروس في نضج انساني وقبول للآخر ولفكره بطريقة منفتحة قلّ نظيرها اذ قالت "بعكس الاقارب، لم اعتبر للحظة انني خسرت ابنتي بزواجها من مسيحي". بخلاف التقليد "الشرعي" السائد لدى المسلمين بجواز زواج الفتاة المسيحية بمسلم وعدم جواز العكس، والحجة دائماً ان الاسلام يعترف بنبوة المسيح ورسالته وبالدين المسيحي تالياً، علماً ان اللاهوتيين يرون هذا الاعتراف منقوصاً اذ هو رؤية جديدة من وجهة نظر اسلامية للمسيح والمسيحيين وليس تبني الرؤية المسيحية للامور. لذا يؤكدون ان هذا الاعتراف منقوص.
قال المفتي الميس ايضاً ان الحب ليس كافياً للزواج وتوجه للفتاة "لم تعودي مسلمة وليس لك الكلام". وتابع "اذا ماتت لا تدفن في مدافن المسلمين ولا يصلى عليها. الله الموجود لا يسمح لك بزواجك".
واضاف "من انت حتى تبدي رأيك، لا تتحدثي بأمور لا تفهمين فيها شيئاً". في المقابل كانت اجابات العروس ووالدتها في غاية الاحترام لمقامه، إذ لم تخرجا عن اللياقات رغم الاذى المعنوي الذي اصابهما.
ان مجريات الحلقة تؤكد بما لا يقبل الشك الحاجة الى اقرار الزواج المدني في لبنان، رحمة بالناس الذين يرفضون احكام الشريعة والقوانين الكنسية، لأنه على رغم ترداد رجال الدين عبارة "لا إكراه في الدين" الا ان كل مواجهة فكرية في هذا المجال تذهب في الاتجاه المعاكس اي في اتجاه التكفير والرجم واباحة القتل.
"الاحمر بالخط العريض" تجاوزه كلام تلك الحلقة باتجاه الفتنة.
غدي حداد