ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام 11 تموز 2014 مع مداخلة لبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان
جل الديب, (زينيت) فيوليت حنين مستريح | 112 زيارة\زيارات
عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول " واقع المسيحيين اليوم في العراق"، ترأس الندوة رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وشارك فيها بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في زحلة والبقاع المطران مار يوستينوس بولس سفر، ممثل مطرانية الكلدان الأب رافائيل طرابلسي، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضور الأباتي حنا ياكو، والأباء مازن متوكا وفراس دردر وعدد كبير من العراقيين السريان الكاثوليك والأرثوذكس والكلدان في لبنان. رحب المطران مطر بالحضور وقال:"يسرنا أن نستقبل في هذا المركز وأن نرحب باسم اللجنة الكاثوليكية للإعلام بصاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وهو في بيته وهو الذي نسمعه صوتاً مدوياً في كل القارات وفي المحافل الدولية يصرخ ويقول "ما يجري في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط بأسره يحدثنا اليوم عن وضع المسيحيين في العراق وربما في المنطقة كلها أيضاً، ونرحب بالمطران بولس سفر، وهو أيضاً معروفاً بمحتبه للكنيسة وللمسيحيين ولجميع الناس في منطقة الشرق يحدثنا عن المسيحيين في بلاد الرافدين، والأب رفائيل ممثلاً مطرانية الكلدان الكاثوليكي في لبنان."تابع "العراق بلد ابراهيم الخليل والديانات الابراهيمية هي ديانات منتظر منها أن تتعاون في سبيل الإنسان لا في الشرق بل في العالم كله، ونحن نضرع إلى الله ونصلي من أجل السلام بين أبناء هذه الديانات كلها خدمة للإنسانية بأسرها. وفي هذه الظروف التي نحياها في العراق وسوريا وفي كل منطقة من منطقة الشرق الأوسط نسـأل هل ما يجري هو موافق لما يطلبه الله ويأمر به؟ هل الأديان تأمر بذلك وهي براء من كل ما هو مناف للحق وللأخلاق ولإحترام الآخر، المسيحيون في العراق وفي كل الشرق هم جزء لا يتجزأ من هذا الشرق من ماضيه من حاضره من مستقبله من مصيره، والحضارة الاسلامية والعربية نحن المسيحيين كنا وما نزال بناة لها مع إخواننا المسلمين من أجل خير الإنسان في المنطقة وخير الجميع. "أضاف: "ما يجري اليوم لا يتوافق مع هذا التاريخ ولا مع هذا التطلع يجب على الجميع أن يرفضوا كل أنواع التطرف حتى يلتقي الإنسان بالإنسان، نحن نعرف أن الاسلام يقول "إن الناس خلقهم الله ليتعارفوا ليتقابلوا ليتعاونوا" أين هو هذا التعارف عن بعض الذين يتصرفون تصرفات سلبية تجاه إخوانهم كائن من كان والمسيحية تدعو الجميع إلى الوحدة إلى أن يكونوا أبناء عائلة واحدة مع بولس الرسول نقول: "إن يسوع المسيح قد هدم العدواة بصليبه والبعيدين والقريبين جعل منهم كياناً واحداً إنساناً واحداً جديداً، نتمنى من صميم القلب أن تُهدم كل عداوة بروح الله وأن يتقرب الناس بعضهم من بعض، وأن يتعاونوا إلى ما فيهم خيرهم ومستقبلهم الواحد المشترك، لا معنى للشرف بتجزئته إلى طوائف ومذاهب، لا معنى للحياة أن نكون كلّ منا بمعزل عن الآخر، المعنى في أن نقيم معاً ونتعاون في السراء والضراء ونبني إنسانية جديدة متصالحة في ذلك نستنكر كل ما يجري من سلبيات لا تجاه المسيحيين فقط بل أيضاً تجاه المسلمين بعضهم لبعض نحن مع كل إيجابية مع كل تطور بناء من أجل مستقبل زاهر في هذا الشرق." ثم تحدت البطريرك يونان فقال:"شكراً لسيادة المطران مطر على كلماته الأخوية التي تعطينا فيما نحن نجتاز هذه المرحلة الدقيقة في الشرق الأوسط تعطينا نفحة سماوية من الرجاء رغم كل ما يعانيه شعبنا. كنا نفضل أن تكون لقاءاتنا في هذا المركز لقاءات فرج لقاءات رجاء لقاءات مشاريع للمحبة والسلام ولكن للأسف هذا اللقاء هو للتكلم عن أوضاعنا واقعنا المسيحي المرير الذي يعيشه اخوة وأخوات لنا إن كان في بلاد الرافدين أو في سوريا ولكنا نعلم ما هذه الآلام التي يحتملونها والأسباب التي جعلتهم يهجرون وينزحون عن بلادهم إلى لبنان الذي هو وكان وما زال وسييبقى ملجأً لكل مضطهد ولكل مهجر."تابع: "واقعنا في شمال العراق واقع أليم جداً، فقد كنت هناك منذ اسبوعين زرت زيارة خاطفة شمال العراق بعدما شهدنا النزوح القسري لآلاف العائلات سيما بعد نزوح المسيحيين من الموصل ونزوح المسيحيين من مدينة قره قوش السريانية حيث كان هناك ويبقى التجمع المسيحي الأكبر (أكثر من 40 ألف نسمة من المسيحيين هجروا بظرف ساعات وذلك على إثر التهديدات والقصف التي نالته تلك البلدة الآمنة والتي كانت لسنوات ولأشهر خلت ملجأ للكثير من المهجرين والنازحين كانت تعتبر البلدة الآمنة ولكن الظروف التي نعرفها هجرتهم، التقيت المهجرين في مراكز نزوحهم حيث استقبلتهم الكنيسة أبرشية أربيل الكلدانية برعاية رئيس أساقفتها المطران بشار ورده وكهنته والجمعيات الخيرية وكنت في كل لقاء أشجع النازحين أن يعودوا إلى بلدتهم أقله اولئك الذين يستطيعون تاركين الأطفال والنساء والشيوخ اما الذين يستطعيون من رجال وشباب عليهم أن يعودوا وأن يلتصقوا من جديد بأرضهم ويدافعوا عن بلدتهم ونشكر الله كانت تلك العودة إذ في اليوم التالي وهو يوم الأحد 29 حزيران عيد القديسين بطرس وبولس عندما احتفلنا بالذبيحة الإلهية في كنيسة السيدة الطاهرة في قره قوش من أكبر كنائس الشرق الأوسط كانت الكنيسة والحمدلله مليء بكليتها أكثر من ألفين ومئات من الأشخاص كانوا موجودين في الكنيسة عادوا وكلهم أمل ورجاء رغم أنهم كانوا يعلمون أنهم سيلاقون صعوبات عدة ليست أقلها الحرمان من الكهرباء والماء بسبب هجمة المسلحين على الموصل ومحافظة نينوى قطعت الكهرباء كما الماء عن تلك البلدات في سهل نينوى. وهذا الواقع المرير هو حال حلب تلك المدينة المعروفة يحتاجون إلى الماء والكهرباء."أضاف: "هذا واقعنا ونحن طبعاً نكرّر الدعاء إلى الربّ إله السلام أن يحل أمنه وسلامه في تلك المنطقة من الشرق الأوسط بلاد ابراهيم الخليل بلاد الكنيسة الأولى في القرون الأولى حيث شعت المسيحية ليس فقط في بلاد الرافدين وبلاد فارس شرقاً إلى الباكستان حتى إلى الهند إلى اليوم نعرف أن السريان حاضرون في ولاية جنوب غرب الهند (كيرلا) بشكل ملحوظ وكبير قبل أن يتوجه إليها الأوربيون وينقلوا البشارة هناك. هذا هو واقعنا المرير ولكن اليوم باسم جميع اخوتي أصحاب الغبطة البطاركة والأساقفة الإكليروس وكل الجمعيات والمنظمات التي تعنى بالإنسان لدينا كلمة معاتبة نحو الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة بلاد الشرق الاوسط من اخوتنا المسلمين سنة كانوا أم شيعة لأننا نحتاج إليهم كي يرفعوا الصوت عالياً وينددوا بما حدث ويحدث من تهجير من ابتزاز من تقتيل وخطف للمسيحيين في بلداننا بلدان الشرق الأدنى سوريا والعراق خاصة، هذا الموقف نحتاج إليه ليس فقط مجرد شعارات وتطمين ولكن بإفعال ووقفات حقيقية يجتمعون لكي ما ليس فقط يستنكرون ما ترتكبه عصابات الإجرام باسم الدين ولكن لكي ما ينبهوا جميع المؤمنين في جماعاتهم بأن المسيحيين هم من أصل من هذه الأرض ارض الشرق وكانوا يعيشون فيها منذ آلاف السنين وهم رسل حضارة وسلام وبناء ليس هم دعاة للحرب ولا لهم أطماع في السلطة أو يعادون أحداً"".أضاف "هذا من جهة ومن جهة ثانية موقفي اليوم مثل ما تفضتلم سيدنا أتهم الذين يسمحون ويشجعون على هذه الأفعال أفعال الشر والتهجير المكونات الصغيرة من الشرق الأوسط لا أعني فقط المسيحيين ولكن كل المكونات الأخرى تسمى أقليات وهذا ليس عار علينا أن نسمى أقليات لأننا بالعدد أقل ولكننا من أساس نسيج البقعة من الأرض لذلك تلك القوى الدولية للأسف شمالاً وغرباً لم تهتم بالوجود الحضاري للمكونات المسيحية لا بل شجّعت على تهجيرها على ابتزازها على تخويفها لكي ما تفرغ المنطقة منهم، والبرهان على ذلك ما نلقاه من مشاهد مؤلمة للنازحين إن كان من العراق سابقاً وحاضراً وإن كان من سوريا منذ 3 سنوات يأتون إلى لبنان لكي ينشدوا الحرية والكرامة بين اللبنانيين من مختلف الديانات والمذاهب، نحن نتألم جداً لأن هذا البلد الصغير المضياف لا لم يعد يستطيع تحمل هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، لذلك نتهم تلك القوى الدولية التي اليوم تأتينا بما نسميه وعود الإهتمام بالحاجات الإنسانية للنازحين في الوقت الذي كنا نرجو ونأمل وندعو جميع المسؤولين والذين لهم كلمة على الساحة الدوليّة أن يمنعوا هذه النتائج الوخيمة من نزوح وتهجير وكان باستطاعتهم أن يحلوا نوعاً ما المشاكل التي تحدث في بلادنا وهي مشاكل معقدة طبيعياً إن كان من الناحية الدينية أو المذهبية أو العرقية كانوا أيستطيعون ن يستعملوا كل إمكانياتهم كي يمنعوا هذه الصراعات في هذا المستوى المخيف، نحن علينا أن نستمر ونصرخ كما كان يوحنا المعمدان يصرخ، علينا أن لا نشعر بالفشل، علينا أن ننقل هذه الصرخة إلى جميع المحافل الدولية تلك التي لها تأثير على الساحة الدولية ونقول لهم أن "المسيحيين لهم الحق أن يعيشوا في أرضهم أرض أجدادهم بحرية وكرامة وعلى هذه القوى أن تسعى لكي ما تفرض شرعة حقوق الإنسان وفيها الحرية الدينية وحرية الضمير وايضاً الفصل بين الدين والدولة أي أن يعيش الإنسان بحريته".
كلمة المطران بولس سفر جاء فيها:
"يتعرض مسيحيو العراق اليوم إلى أزمة كبيرة تُعتبر الضربة القاضية لهذا الحضور المسيحي العراقي التي ابتدأت مأساته منذ الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم حرب الكويت ومن بعدها سقوط صدام واكتملت الكارثة باعلان المجموعات المسلحة قيام دولة الخلافة التي مركزها الموصل، وقد تشرّد ما كان قد بقي وصمد من المسيحيين في مدينة الموصل ومحيطها، بعد دخول ما يسمى الدولية الاسلامية في العراق والشام إلى الموصل وتوجهوا إلى سهل نينوى وإلى مناطق إقليم كردستان، بعض الفقراء منهم اضطر للعودة إلى الموصل والخضوع لشروط الحكام الجدد القاسية، البعض الآخر قرر صرف ما بقي معه من الأموال لترك العراق والتوجه إلى تركيا خاصة والتسجيل لدى الأمم المتحدة كلاجئين وطلب السفر والهجرة إلى الخارج. "
تابع "يبدو أن الأمل يضعف أمام من تبقّى من المسيحيين في العراق، فبعد سنة 2003 انخفض عدد المسيحيين إلى أقل من الثلث وإذا بقيت الحال كذلك سيتحول الوجود المسيحي في العراق إلى حالة من الماضي. أما الكنائس فنُزعت صلبانها وارتفعت عليها الأعلام السوداء."
أضاف: "لا يُعفى من تحمّل المسؤولية دول إقليمية أو دول كبرى ساهمت في هذا التهجير وهي اليوم مدعوة خاصة الدول الكبرى وكذلك جمعية الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها بالحفاظ على ما تبقّى من الحضور المسيحي العراقي وكذلك أبناء العراق من السّنّة والشيعة والأكراد لأن فقدان هذا المكون الأساسي والهام والحضاري من العراق سيترك آثاراً سلبية لن تُمحى عبر التاريخ على كل المكونات الأخرى."
وختم بالقول: "إننا نعلن من هنا وقوفنا إلى جانب أهلنا في العراق من كل الجوانب الروحية والاجتماعية والمادية، آملاً أن تنتهي هذه الفوضى ويعود ما تبقّى من أهلنا في العراق إلى بيوتهم وكنائسهم وأعمالهم."
ثم كانت مداخلة الأب رافائيل طرابلسي جاء فيها:
"إنَّ ما يحدثُ اليوم في العراق الجريح منذُ ابتداءِ الحرب فيه، يُدمي الأفئدة التي تبصرهُ مرسحاً لويلاتٍ شتّى يتعرّضُ لها أبناءُ ذاك الوطنِ المضيافِ على تعدُّد طوائفهم وانتماءاتهم. ممّا لا شكّ فيه أنّ محاولاتِ الزعزعة والتوتير الأمني من قِبل المتطرّفين، تقابلها أيضاً جهودٌ دوليّةٌ ومساعٍ محليّة تهدف كلُّها الى ترسيخ الأمن والاستقرار. لكنّ أخطر النزاعات قاطبةً هي التي تُبعدُ المسافات ما بين أهل العراقِ وتُثير البغضاء والتقاتل فيما بينهم، ممّا يهدّد جِديّاً تغييبَ شرائحَ أساسيّةٍ في المجتمع ولا سيّما المسيحي، عن المشاركةِ الفعّالةِ في بناء الوطن. "
تابع: "في هذا السياق تأتي كلّ المواقف والمساعي الصادرة عن الدولة العراقية والتي تتلاقى مع مشاعر معظم المواطنين، لتأكّد مجدّداً على الرغبة في بقاء العراق كما كان، أرضَ تلاقي الأديان والحضارات في تنوّعٍ ثقافيٍ فريدٍ. لا غروَ أنَّ هناك حرصاً أكيداً نابعاً من الممسكين بزمام الدولة العراقية والمنظمات الدوليّة، على بقاء المواطنين المسيحيين في أرض الرافدَين، لكنَّ هذه التصريحاتِ المبنيّةَ على قناعاتٍ عميقةٍ يقابلها على الأرض واقعٌ مريرٌ لا يتماشى مع ما ترغبُ فيه قلوب ذوي النوايا الحسنة. لقد بات معلوماً لدى القاصي والداني أنَّ الأقليّة المسيحيّة في العراق تعاني من وضعٍ صعبٍ ودقيقٍ للغاية لأنّها مستهدفةٌ من قبل مجموعات متطرّفةٍ لا طائل لها، ومن قبل عصاباتٍ مسلّحةٍ لا تعرف للحوار سبيلاً. ومع كونها الحلقةَ الأضعفَ، تعاني العائلاتُ المسيحيّة من وطأةِ نير المحنة وتتحمّل برجاءٍ وشيءٍ من العزم خسائرَ بشريّةً أسوةً بباقي المواطنين العراقيين."
أضاف :ومنذ أيامٍ قلائل، وفي ظلّ استمرار الوضع المتأزّم في العراق والمنطقة، ناشد آباءُ السينودس الكلداني الملتئم في العراق من 24 الى 28 حزيران 2014، جميعَ المسؤولين العراقيين، عساهم يعتمدون لغة الحوار للإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضمُّ كل المكوّنات الشعبيّة وتحققُ الاستقرار والعدالة وتتمكن من توفير الخدمات، كما ناشد الآباءُ منظمةَ الأمم المتحدة والقوى المؤثرة للوقوف مع العراق في هذه الظروف الصعبة بغية إيجاد حلّ ٍ سياسي مُرضٍ. وقام البطريرك لويس روفائيل ساكو يرافقه أصحاب السيادة بزيارةٍ الى قُرى قره قوش وكرمليس وتلكيف والقوش للاطلاع على أوضاع المهجّرين مسلمين ومسيحيّن وقدّموا لهم مساعداتٍ ضروريةً واكّدوا لهم أن الرجاء بمستقبلٍ أفضل ما زال وطيداً بالرغم من كل ما يجري، ونحن نتطلّع إليه بإيمانٍ وصبرٍ ينحدران من إله الرحمة والمحبة للبشر." وفي الثاني من شهر تموز الجاري، وجّه البطريرك ساكو نداءً هو بمثابة صرخة ألمٍ من شأنها أن تهزّ الضمائر وتحرّك قلوب ذوي النوايا الحسنة لا سيّما الذين يشكّلون منهم مراكز قرارٍ وقوّةٍ، لقد بيّن غبطتُه كم بات وضعُ العراق الأمنيّ مهتزّاً ومضطرباً، في ظلّ سيطرة منظمة "داعش " على الموصل ومحيطها. ولئن كان الأكراد مُمسكين بزمام الأمور في "كركوك"، إلاّ أنَّ النظام في "بغداد" لا يتمكّن من مراقبة المُدن السنيّة الأساسية ونظامُ الحكم المركزي لم يتشكّل بعدُ حتى الآن."
وختم مداخلته بما انتهى إليه غبطة البطريرك ساكو في ندائه المذكور حين قال:" نحن نعيش اليوم سرَّ المسيح النائم في وسط السفينة التي تتقاذفُها الرياح العاتية (مرقس 4: 35-41)... إلاّ اننا لا نيأس وها نحن مدعوون الى إيقاذِ يسوعَ عساه يقوّي إيماننا لنتابع الإبحار بهدوء... لا اعرف كم نستطيع الاتكال على السياسيين الذين لا يهتمّون بسوى مصالحهم الشخصيّة ولا سيّما بالنفط(...) نشكرُ ذوي النوايا الحسنة والمؤمنين الذين يذكروننا في صلواتهم وجميع القريبين منّا في هذه الأوقات الحساسة".
ثم كانت كلمة الخوري عبده أبو كسم:
"التقينا اليوم لنلقي الضوء على أوضاع إخوتنا العراقيين المسيحيين، الذين يواجهون مصيرهم بمفردهم متّكلين على رحمة الله، حاملين صليب التهجير ومن ثم الهجرة إلى بلاد الله الواسعة، فتاريخهم يعود إلى القرن الأول الميلادي إذ كان العراق موطناً لمختلف الكنائس الشرقية الكاثوليكيّة منها والأورثوذكسية ووجود هذه الكنائس كان علامةً على التنّوع العرقي والديني في العراق. وما تفريغ هذا الوطن من المسيحيين إلاّ ضرباً لهذا التّنوع."
وتساءل: "ما هو الموقف الذي اتخذته الكنيسة لمواجهة ما يحصل للمسيحيين هناك؟ هل نكتفي بمواقف الإستنكار والتنديد بما يحصل، ودعوة الناس إلى التّمسك بارضهم وعدم الهجرة؟ وما هو المطلوب منا ككنسية؟"
أجاب "المطلوب هو أن نقف فعلياً إلى جانب أبنائنا، أن نتضامن معهم بصدق، أن ندعمهم روحياً بالصلاة، فالصلاة تفعل فعلها، أن نشدّد عزائمهم، أن نشعر بقلقهم، أن نرفع الصوت عالياً إلى المجتمع الدولي، أن نزورهم كا فعلتم يا صاحب الغبطة وكما فعل غبطة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني."
أضاف: "المطلوب اليوم عقد مؤتمر طارىء لرؤساء الكنائس المسيحية من أجل الضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لتأمين الحماية اللازمة لهم حيث يقيمون، وبالتالي مناشدة المجتمع الاسلامي المعتدل ليحافظ على هذ التّنوع أي الوجود المسيحي الاسلامي في المنطقة."
وختم بالقول: "والمطلوب منا اليوم أيضاً وقفة تضامن روحيّة، بمعنى أن نتداعى إلى تخصيص يوم للصلاة في كل الكنائس من أجل مسيحي الشرق، لا بل من أجل هذا الشرق المُعذب بمسيحية ومسلميه كي يضع الله المحبّة في نفوسنا جميعاً، فتنتصر إرادة الخير على الشر مستذكرين كلام المعلم "ثقوا أنا غلبت العالم".