مع التحيات الى الاستاذ وليد
والاصدقاء
_________________________
إثر الحملة على الراعي، غياض يرد: الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة،
لا نهاية قريبة لملف النازحين السوريين.. اذا طالت الأزمة قد يلقوا سيناريو الفلسطينيين والعراقيين
إثر موجة الاستغراب والاستنكارات على تصريح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لوكالة رويترز، والتي جاء أعنفها من الشيخ داعي الاسلام الشهال، الذي رأى أن الراعي "نصّب نفسه كمحامي الظل عن نظام فاسد مجرم"، أشارت "النهار" اليوم الى أن رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عمّما على حزبيهما عدم التعليق ولو بكلمة واحدة.
الى ذلك، تمنّى المنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار عدم الربط بين مصير المسيحيين في الشرق بمصير نظام كالسوري، أجمع العالم على الاعتراف باجرامه.
وعليه، كانت لنا مقابلة مع المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض توقفنا خلالها عند هذه الحملة التي طالت الراعي، كما استوضحنا منه موقف الصرح في بعض القضايا.
فقد أكد غياض أن "بكركي ليست بموقع الرد على أحد، ولا بموقع الدفاع عن النفس، فلكل إنسان رأيه ووجهة نظره، ونحن نحترم الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي".
وأوضح أن "كلام البطريرك أتى بإطار معين ولكن كالعادة، سبّب الحديث المجتزأ والتعليق المجتزأ أحيانا موجة من الاستنكارات وسوء التفاهم"، مشيرا الى أن "كلام الراعي أتى وحدة متكاملة، فهو في حين تحدث عن الديمقراطية كان يتكلم حصرا عن دين الدولة ولم يقصد بذلك الديمقراطية في سوريا".
الى ذلك، أعرب فياض في حديث الى ليبانون ديبايت عن اعتقاده أن "هذه الحملة ليست بريئة، يقصد من خلالها أصحاب الضغينة والحقد والخلفيات إسكات كل صوت يدعو الى الحوار والتقارب".
وأردف: "من يغذي هذه الحملة، وإن من الشخصيات القوية يعتمد على مبدأ "فرّق تسد"، لكننا دوما نقول إن "الشجرة المثمرة ترشق بالحجارة".
واستطرد: "منذ بدء عهده، وفي الكثير من القضايا، ظهرت حملات وهجومات على البطريرك الراعي، لكننا نرى اليوم أننا وصلنا الى ما حذذر منه الراعي، بحيث نواجه اليوم مخاطر الارتدادات السورية على لبنان وخيوط حرب أهليةن لذلك نؤكد أن كلام الراعي لطالما اتى من باب التحذيرات انطلاقا من ضمير ومسؤوليات وليس من باب الاصطفافات".
وردا على سؤال عما اذا كان الراعي سيحمل تحذيراته هذه الى الأردن وقطر، أشار غياض الى أنه "وكما سرت العادة ونظرا لموقع البطريركية، فإنه عندما يزور البطريرك إحدى الدول، فإنه من باب الاحترام أن يلتقي رئيسها أو كبار المسؤولين فيها، كما أن الزيارة الى قطر هي ذات طابع رسمي، الا أن الراعي لا يحمل معه برنامجا معينا بل إن اللقاءات ستشهد بحثا في كل الأمور والمستجدات، فتكون فرصة لجمع وجهات النظر".
وقال: "الراعي سيطرح من جهته، هواجس الناس في هذا الشرق بشكل عام وهواجس المسيحيين بشكل خاص".
وعليه، جدد غياض التأكيد أن "البطريركية لا تدخل في أية اصطفافات أو محاور، وهي لا تتلون ولا تدعم هذا النظام أو ذاك، إنما تحصر اهتمامها وشجونها بتأمين الحرية للانسان والاصلاحات بعيدا عن كل أشكال العنف والقتل والحروب خصوصا الأهلية منها".
وفي لبنان، حذّر غياض من "اننا شهدنا ملامح حرب أهلية عبر أحداث طرابلس وغيرهان في حين تكاثرت تصريحات مسؤولين لبنانيين ودوليين عن أنهم متخوفون من نشوب حرب أهلية في لبنان".
ولدى سؤاله عن قراءة بكركي للاعتصامين اللذين عرفتهما بيروت الأخد، اكتفى غياض بالقول إن "الاعتصامين لم يخرجا عن إطار التعبير عن حرية الرأي التي تحترمها الكنيسة تشجعها على أن تبقى ضمن القواعد والقوانين وأن تتقيد بالأمن".
وقال: "المهم ألا تنجر المظاهرات الى غير أهدافها".
وأيضا، تكلم غياض الى ليبانون ديبايت بإسهاب عن موضوع النازحين السوريين الى لبنان والذين تجاوز عددهم الـ950 عائلة، بحيث أسف المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي لهذا التهجير للعائلات السورية، مشيرا الى أن اللبنانيين ذاقوا هذا المر، داعيا "الجميع الى التعامل مع هذا الواقع الذي فرضته الظروف بإنسانية وتضامن".
وشرح غياض الى أن "الارباك الذي طال الحكومة إثر مطالبتها تحمل مسؤوليتها تجاه هذه العائلات، وهو ما عبّر عنه وزير الشؤون الاجتماعية وزائل أبو فاعور، ينطلق من أن الحكومة واعيد لامكانياتها القليلة، ومن تخوّف الأخيرة أيضا من النتائج السياسية والديمغرافية إذا طالت الأوضاع، حتى لا يتكرر مع هذه العائلات سيناريو الفلسطينيين والعراقيين الذين أتوا الى لبنان".
كذلك، اتهم غياض المجتمع الدولي بأنه "لا يتحرك تجاه هذه المسألة ويترك الأمور تتفاقم في هذا المجال"، ومتأسفا من أنه "لا أرى أن النهاية في هذه القضية قريبة".
وهنا، طالب غياض المجتمع الدولي بأن "يتحمل مسؤوليته تجاه هؤلاء النازحين ويساعدهم بالتعاون مع اللبنانيين الذين لا ينقصهم شيء من التضامن الانساني ولا المحبة، لكي لا يطول الملف ويتحول الى مأساة".
وفي الشق السياسي المحلي، أعلن غياض في ما خص اللقاء في بعبدا أن "اللقاء أفضل من عدمه وأنه جرى خلال اجتماع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون نوع من المصارحة والعتاب في مكان ما، وقد بادر الراعي لمثل هذه الخطوة انطلاقا من شعار "الشركة والمحبة ".
ووصف غياض أجواء اللقاء "بالممتازة، الكلام كان عاليا وراقيا جدا، على عكس ما حاول البعض تصويره، خصوصا أن هناك رغبة عند الطرفين بالحوار والتفاهم وقد طال النقاش كل المواضيع، كما أنه قد يكون أساسا للقاءات أخرى".
وأوضح أن ما جرى في احتفال مار مارون، لم يكن مقصودا إنما أتى نتيجة عقبات تقنية ولوجستية وأمنية".
وإذ أكد أن "اللجنة تتابع عملها في شأن ملف قانون الانتخابات، على أن تجتمع قريبا مع الراعي وقد يكون الاجتماع موسعا"، لاحظ غياض أن ملف بيع الأراضي "يتفاقم، خصوصا أن الغاية منه هي غاية سياسية، تهدد العيش المشترك ".
وأردف: "هناك حرية التملك والتصرف التي يحافظ عليها القانون، لكننا ضد بيع الأرض لأنها هي الهوية، والمثل يقول "هنّ الشاري وعزّ البايع".
وختاما، طمأن غياض أن ملف بلدة الحوارة هو قيد البحث والمتابعة وبند مدرج على جدول أعمال البطريرك الراعي".
الكاتب: هلا فرسان | المصدر: فريق موقع ليبانون ديبايت | التاريخ: 3/6/2012