«القلب يتهمّ وإن صدق اللسان».
أكسم التميمي.
لم يكن أحد يتوقع ان تثير زيارة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي إلى فرنسا، بدعوة من رئيسها نيكولا ساركوزي، هذا السيل من ردود الفعل والتعليقات الغاضبة، وخصوصاً من أركان المعارضة بأطيافها المختلفة. ولقد كان مستغرباً في الدرجة الأولى توقف منتقدي البطريرك عند موقفه من المقاومة وسلاحها، وكذلك من النظام السوري وضرورة منح رئيسه الدكتور بشار الأسد «فرصة» لتنفيذ الإصلاحات التي أعلن عنها بعيداً من ضغط العنف في الشارع. في حين ان أهم ما قاله البطريرك للفرنسيين بأعلى مراتبهم، والذين أرادوا «ان يستوضحوا الحقيقة بموضوعية بعيداً من أي مصلحة أو ارتهان، بعدما اعتادوا ربما على من يذهب إليهم من لبنان شاكياً ومستزلماً»، على ما أوضح الراعي في شأن الهدف من زيارته الفرنسية، «هو ان الغرب، والأميركيين والفرنسيين خصوصاً، يستعملون المسيحيين وقوداً للنار في المنطقة، بفعل سياساتهم الخاطئة، وخدمة لمصالحهم مع الحكام الديكتاتوريين، ثم «يقولون لنا إنكم تحترقون»!
يضاف إلى ذلك موقف البطريرك الماروني من إسرائيل التي وصفها بما لم يرد إطلاقاً على لسان أي حبر مسيحي من قبل، لا في الشرق ولا في روما والفاتيكان، من ان «إسرائيل رابضة على قلبنا»، في حين ان الفلسطينيين، أصحاب الأرض في الديار المقدسة مشردون، لاجئون «عندنا»، ولا أحد في الغرب المسيحي يضغط عليها لتنفذ القرارات الدولية التي يحاصر هذا الغرب لبنان لتنفيذ مثلها وإلا خضع لعقوبات خانقة، وخصوصاً في موضوع المحكمة الدولية وتمويلها. وهو يعني بذلك إلزامها بتنفيذ القرار 1701 ووقف انتهاكاتها لـ«الخط الأزرق»، الذي عقد أمس اجتماع في الناقورة حضره ضباط لبنانيون وإسرائيليون في رعاية قيادة القوى الدولية «اليونيفيل» من أجل البحث في الانتهاكات والحؤول دون توسل إسرائيل لها لشن حرب على لبنان، نظراً إلى ان الحرب التي اندلعت في 12 تموز 2006، لم تتوقف نارها بالقرار 1701، بل توقفت عملياتها موقتاً.
وهو يعني أيضاً الطلعات الجوية الإسرائيلية اليومية في الأجواء اللبنانية التي تقدر بعشرات الألوف منذ 2006 في تجاهل علني ووقح للقرار الدولي.
ثم عندما يقول إن «إسرائيل في قلبنا، والفلسطينيين هنا» فإنما يقصد احتلال إسرائيل لوطن الفلسطينيين منذ العام 1948، وطرد قسم منهم في اتجاه الدول العربية، ومنها لبنان، ورفضها تنفيذ القرار الدولي رقم 194 لإعادتهم إلى ديارهم، مما يبقي اللاجئين الفلسطينيين مشردين ومرشحين للتوطّن في الدول التي استضافتهم، وهذا ظلم وامتهان لكرامة الإنسان ولحقوقه التي يطالب الغرب الأنظمة العربية بتأمينها لشعوبها، بينما إسرائيل تحظى بدعم هذا الغرب لاستمرار حرمان الفلسطينيين، وهم عرب مثل سواهم في سوريا ومصر وتونس...، حقهم في العودة إلى ديارهم واسترجاع الأرض التي سلبت منهم ليستوطنها شتات يهود العالم.
ولا يتوقف البطريرك، الذي سينصفه التاريخ، عند هذه الأمور فحسب، بل هو طرح على الغرب المسيحي، عبر الفرنسيين، تصوّره لأخطار دعم قرار الحكـــم اليمــيني الديني المتطرف في تل أبيب
أكسم التميمي.
لم يكن أحد يتوقع ان تثير زيارة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي إلى فرنسا، بدعوة من رئيسها نيكولا ساركوزي، هذا السيل من ردود الفعل والتعليقات الغاضبة، وخصوصاً من أركان المعارضة بأطيافها المختلفة. ولقد كان مستغرباً في الدرجة الأولى توقف منتقدي البطريرك عند موقفه من المقاومة وسلاحها، وكذلك من النظام السوري وضرورة منح رئيسه الدكتور بشار الأسد «فرصة» لتنفيذ الإصلاحات التي أعلن عنها بعيداً من ضغط العنف في الشارع. في حين ان أهم ما قاله البطريرك للفرنسيين بأعلى مراتبهم، والذين أرادوا «ان يستوضحوا الحقيقة بموضوعية بعيداً من أي مصلحة أو ارتهان، بعدما اعتادوا ربما على من يذهب إليهم من لبنان شاكياً ومستزلماً»، على ما أوضح الراعي في شأن الهدف من زيارته الفرنسية، «هو ان الغرب، والأميركيين والفرنسيين خصوصاً، يستعملون المسيحيين وقوداً للنار في المنطقة، بفعل سياساتهم الخاطئة، وخدمة لمصالحهم مع الحكام الديكتاتوريين، ثم «يقولون لنا إنكم تحترقون»!
يضاف إلى ذلك موقف البطريرك الماروني من إسرائيل التي وصفها بما لم يرد إطلاقاً على لسان أي حبر مسيحي من قبل، لا في الشرق ولا في روما والفاتيكان، من ان «إسرائيل رابضة على قلبنا»، في حين ان الفلسطينيين، أصحاب الأرض في الديار المقدسة مشردون، لاجئون «عندنا»، ولا أحد في الغرب المسيحي يضغط عليها لتنفذ القرارات الدولية التي يحاصر هذا الغرب لبنان لتنفيذ مثلها وإلا خضع لعقوبات خانقة، وخصوصاً في موضوع المحكمة الدولية وتمويلها. وهو يعني بذلك إلزامها بتنفيذ القرار 1701 ووقف انتهاكاتها لـ«الخط الأزرق»، الذي عقد أمس اجتماع في الناقورة حضره ضباط لبنانيون وإسرائيليون في رعاية قيادة القوى الدولية «اليونيفيل» من أجل البحث في الانتهاكات والحؤول دون توسل إسرائيل لها لشن حرب على لبنان، نظراً إلى ان الحرب التي اندلعت في 12 تموز 2006، لم تتوقف نارها بالقرار 1701، بل توقفت عملياتها موقتاً.
وهو يعني أيضاً الطلعات الجوية الإسرائيلية اليومية في الأجواء اللبنانية التي تقدر بعشرات الألوف منذ 2006 في تجاهل علني ووقح للقرار الدولي.
ثم عندما يقول إن «إسرائيل في قلبنا، والفلسطينيين هنا» فإنما يقصد احتلال إسرائيل لوطن الفلسطينيين منذ العام 1948، وطرد قسم منهم في اتجاه الدول العربية، ومنها لبنان، ورفضها تنفيذ القرار الدولي رقم 194 لإعادتهم إلى ديارهم، مما يبقي اللاجئين الفلسطينيين مشردين ومرشحين للتوطّن في الدول التي استضافتهم، وهذا ظلم وامتهان لكرامة الإنسان ولحقوقه التي يطالب الغرب الأنظمة العربية بتأمينها لشعوبها، بينما إسرائيل تحظى بدعم هذا الغرب لاستمرار حرمان الفلسطينيين، وهم عرب مثل سواهم في سوريا ومصر وتونس...، حقهم في العودة إلى ديارهم واسترجاع الأرض التي سلبت منهم ليستوطنها شتات يهود العالم.
ولا يتوقف البطريرك، الذي سينصفه التاريخ، عند هذه الأمور فحسب، بل هو طرح على الغرب المسيحي، عبر الفرنسيين، تصوّره لأخطار دعم قرار الحكـــم اليمــيني الديني المتطرف في تل أبيب
السفير 16-9-2011-
:
الراعي و«مجد لبنان»
«... ويحتلبون الدنيا درّها بالدين»
الإمام علي
فيما «خطة باسيل الكهربائية» تعلّق البلاد كلها على خطوط توتر عالية، يبادر رئيس الكنيسة المارونية إلى تعليق توتر اللبنانيين وهواجسهم على خط واحد من أهم مراكز القرار في العالم.
فقد زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي باريس مطلع هذا الأسبوع حاملاً إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة لبنانية تدعو إلى استخلاص العبر من الثورات العربية، وخصوصاً بعد مشاركة الطائرات والقوات الفرنسية في إطاحة نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، لافتاً زعماء الغرب، وخصوصاً الدول التي يضمها حلف شمال الأطلسي الذي ألحقت طائراته دماراً هائلاً في المدن والمنشآت المدنية والعسكرية في ليبيا، إلى ان الحرية والديموقراطية لا تصنعهما المدافع بل ارادة الشعوب
: فقد زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي باريس مطلع هذا الأسبوع حاملاً إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة لبنانية تدعو إلى استخلاص العبر من الثورات العربية، وخصوصاً بعد مشاركة الطائرات والقوات الفرنسية في إطاحة نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، لافتاً زعماء الغرب، وخصوصاً الدول التي يضمها حلف شمال الأطلسي الذي ألحقت طائراته دماراً هائلاً في المدن والمنشآت المدنية والعسكرية في ليبيا، إلى ان الحرية والديموقراطية لا تصنعهما المدافع بل ارادة الشعوب
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1940&ChannelId=45800&ArticleId=782