"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
أنْ يقصدَ سياسيٌّ لبنانيٌّ المملكة العربيّة السعوديّة أمرٌ عاديّ، لكن أنْ يُلبّي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوة المملكة لزيارتها، تحديداً في الوقت الراهن، فهو حدثٌ لا بدَّ من التوقّف عنده، خصوصاً أنّها الزيارة الأولى التي تطأ قدما بطريركٍ مارونيٍّ السعوديّة منذ عقود.
وتحمل الدعوة التي تسلّمها الراعي من القائم بأعمال السفارة السعوديّة في لبنان وليد البخاري لزيارة الرياض رسائل عدّة، خصوصاً أنّه يلتقي خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، وسط تساؤلات حول أسباب هذا الانفتاح واختيار رمزيّة دينيّة من البلد المسيحيّ في الشرق الأوسط.
يربط البعض هذه الزيارة التاريخيّة بتعهّد الأمير بن سلمان بالعمل على إعادة "الإسلام المُعتدل" إلى البلاد، في ظلّ تفشّي الإرهاب عربيّاً ودوليّاً، وهي الخطوة التي ستبدأ بتنفيذها المملكة انطلاقاً من لبنان الذي قد يُصبح مركزاً لحوار الأديان، كما تحدّثت أوساط البطريركيّة.
في هذا السياق، يُؤكّد مستشار الرئيس ميشال سليمان بشارة خيرالله لـ"ليبانون ديبايت" على ثبات وتاريخيّة العلاقة بين بكركي والسعوديّة، مع ما يحمل من محطاتٍ إيجابيّةٍ لم تتأثّر يوماً منذ نشأة الكيان اللبنانيّ، مروراً باتفاق الطائف ودور بكركي الطليعيّ في تأييده وتغطيته، وصولاً إلى مطالبة بكركي الدائمة سواء في بيانات مجلس المطارنة أم في عِظات سيّدها المُنسجِمة مع روحيّة الطائف وتمسّكها بضرورة تحييد لبنان عن صِراعات المحاور، كما جاء في "إعلان بعبدا" الذي أيّدته المملكة ودعمته وما تزال، لتفادي زجّ لبنان في أتون النار المُشتعلة في المنطقة، لا سيّما في سوريا.
ويعتبرُ أنّ زيارة رأس الكنيسة المارونيّة في أنطاكية وسائر المشرق ستُعزّز شعار "الشراكة والمحبّة" الذي رفعه مار بشارة بطرس الراعي عند انتخابه، لأنّ المملكة تنظر دائماً الى لبنان وتحديداً إلى المسيحيّين فيه، نظرة الشريك المُحبّ، ليس قولاً فحسب، إنّما بالأفعال أيضاً، لا سيّما مع القيادة الحكيمة والشابة.
وعن إمكانيّة الذهاب في تطوّر العلاقة بين المملكة والمسيحيّين إلى حدِّ بناء كنيسةٍ في السعوديّة، ينفي خيرالله علمه بالأمر من دون أن يستغربه لأنَّ التطوّرات النوعيّة في عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان تحمل الكثير من المُؤشّرات الإيجابيّة التي ستظهر تِباعاً.
ويلفت المُستشار ذاته إلى ضرورةٍ مُلحّةٍ لضمان اعتماد لبنان مركزاً لحوار الأديان، وهذا ما يحتاج إلى صيانةٍ دائمةٍ للموقف اللبنانيّ الرسميّ سواء أكان صادراً عن رئاسة الجمهوريّة أم عن مجلس الوزراء لجهة المُجاهرة والإصرار على ضرورة "تحييد لبنان"، مع ما يتطلّب هذا الموقف من مستلزمات، لتطمين الأديان أنّ لبنان واحةُ حوارٍ وليس ساحةُ حربٍ أو مِنصّةٌ يستعملها فريقٌ مسلّحٌ، أو ورقةٌ يرميها على طاولة المفاوضات متّى نضج الحلّ في سوريا.
ويُردّد خيرالله عبارةً لطالما ردّدها البطريرك مار نصراالله بطرس صفير في الأزمات: "بكركي من عركةٍ لعركةٍ لا نورا ولا زيتا شح، كلن عم يحكوا تركي وبكركي عم تحكي صح".
وردّاً على سؤالٍ يتعلّق حول إمكانيّة زيارة الرئيس سليمان إلى السعوديّة، يُؤكّد خيرالله أنّ علاقة الرئيس ميشال سليمان بالمملكة هي علاقةٌ مُمتازةٌ وثابتةٌ منذ قيادة الجيش ثمّ الرئاسة وما بعدها، والزيارات إلى المملكة هي زياراتٌ دوريّةٌ لم تنقطع، والزيارة واردةٌ في أيّ وقتٍ تدعو فيه الحاجة، ونتائجها دائماً تنعكس إيجاباً لمصلحة البلدين.
فيفيان الخولي | ليبانون ديبايت
2017 - | تشرين الثاني - |
03
|
http://www.lebanondebate.com/news/356403?utm_source=Karim&utm_campaign=ca90def963-EMAIL_CAMPAIGN_2017_11_03&utm_medium=email&utm_term=0_7cd68eedd8-ca90def963-197616569