رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في بكركي أمس، وألقى عظة دينية، ثم تحدث عن مشاركته في إيطاليا في مؤتمر "البرلمانيين الكاثوليك الدوليين"، وهو مؤتمر تناول أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط ومعاناتهم وسط الأحداث الدامية الجارية على الأخص في العراق وسوريا. وقال: "ما لفتني وأفرحني أن هؤلاء البرلمانيين، ومن بينهم نواب ووزراء ورؤساء برلمانات وشيوخ، يعيشون إيمانهم المسيحي ويشهدون له في نشاطاتهم التشريعية والإجرائية والسياسية، بروح إنجيلية ومسؤولية مسيحية. كانوا اثنين وتسعين شخصية سياسية مسيحية كاثوليكية من خمسة وثلاثين بلداً من القارات الخمس، ما عدا لبنان والشرق الأوسط. مؤسسهم ومرشدهم الكاردينال Schonborn رئيس أساقفة فيينا. رأيت هؤلاء يتعمقون في كلام الله وتعليم الكنيسة (…) وتساءلت: هل في إمكاننا أن نجد واحدا أو اثنين ملتزمين هكذا لكي يدعوهم هذا "التجمع الدولي للبرلمانيين الكاثوليك" إلى المشاركة في مؤتمره السنوي، والتزام مقرراته وتوصياته في وطننا مثلهم في أوطانهم؟"
إننا ننتظر من السياسيين المسيحيين صوتاً نبوياً يخرج بلادنا من أزمة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، ومن شلل المؤسسات، ويدفع بأصحاب الإرادات الوطنية الطيبة إلى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وننتظر منهم التحلي بالتجرد من مصالحهم الخاصة، والتحرر من أسر مواقفهم، والشجاعة في تخطي الذات وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع ما يمكن".
ويغادر الراعي بيروت اليوم مع البطاركة الشرقيين إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر بموضوع: "الدفاع عن مسيحيي الشرق الأوسط". كذلك يقوم بزيارة راعوية لبعض الرعايا المارونية.
وفد بعلبكي
وكان الراعي استقبل السبت وفداً مسيحياً – اسلامياً من العائلات والعشائر في بعلبك – الهرمل والبقاع الاوسط ووادي خالد وبشري وعكار، سلمه "وثيقة وطنية لترسيخ العيش المشترك والسلم الاهلي".
وجاء في الوثيقة: "اعتبار العلاقات التاريخية القائمة بين العائلات والعشائر منطلقاً لتعزيز الولاء الوطني وبناء الدولة والانسان. المؤسسة العسكرية الدرع الحامية للوطن والالتفاف حولها واجب. مواجهة الارهاب التكفيري وتجريمه ومحاربته بكل الوسائل. العمل على صوغ قانون انتخاب مرتكز على أسس وطنية. تعجيل انتخاب رئيس الجمهورية. تشجيع عودة المغتربين للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم للنهوض في بناء الوطن. الطلب من الحكومة اللبنانية التنسيق في قضية النازحين السوريين، للحفاظ على حقوقهم الانسانية والعمل على عودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا. التنبه بصورة دائمة ومستمرة لاخطار العدو الاسرائيلي الذي يهدد لبنان أرضاً وشعباً".
وألقيت كلمات لعدد من أعضاء الوفد. ورد الراعي مرحبا وقال: "لطالما سمعنا ان راحة إسرائيل وإنشاء كيانها يفترض تفتيت الشرق الاوسط، وان اسرائيل هي أساس الحرب لكسر هذا التلاحم العربي المكون من المسلمين والمسيحيين، ويبدو انهم نجحوا في إشعال فتنة سنية – شيعية بحسب ما يبدو، ولكن سوف نبقى نراهن على العقول الراجحة التي تدعم أفكار الوحدة الوطنية والعروبة بدل التمذهب الطائفي البغيض".
وتناول موضوع رئاسة الجمهورية قال: "نطالب المسؤولين وأولهم النواب بأن ينتخبوا رئيسا جديدا للجمهورية في أسرع وقت، ونحن لا نقبل بأن يقطعوا رأسنا. دولة بدون رئيس يعني جسماً بدون رأس".
ممثلو المفتي
ثم استقبل الراعي وفداً يمثل مفتي الجمهورية المنتخب الشيخ عبداللطيف دريان سلمه دعوة إلى حضور احتفال تنصيب المفتي الجديد الذي سيقام عند الخامسة بعد ظهر الخميس 16 أيلول في جامع محمد الامين في وسط بيروت.
عرس جماعي
وبعد الظهر ترأس البطريرك الراعي عرساً جماعياً في بكركي، لـ30 ثنائياً، نظمته الرابطة المارونية، في حضور السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا ومطارنة، ورئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع واعضاء المجلس التنفيذي للرابطة.
ويذكر أن كل عروسين يحصلان على: مساعدة مالية بألفي دولار، نفقات السيارات وزينتها، بطاقات الدعوة، فساتين الزوجات، بزات العرسان، زينة الكنيسة، بركة رسولية من البابا، فراش تقدمة شركة "فاب"، بوليصة تأمين لمدة عام في الصندوق الماروني للعرسان غير المضمونين، تصوير فوتوغرافي وفيديو، الحصول على وثائق الزواج والمعاملات ذات الصلة مجاناً.
النهار
Envoyé de mon Ipad