مجلة "الشرق الأوسط المسيحي" من القدس إلى اليسوعية مؤتمر يناقش دورها في التواصل واستقطاب الشباب
على الرغم من الانفجارات التي استهدفت المدنيين واغتيال الإنسان وإلغاء الآخر، آثر المنتدون، إكليريكيون ومدنيون، التمسك بالحياة والرجاء، من خلال تفعيل الشركة وتبادل الخبرات، في مؤتمر دولي دعا إليه مركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات ومجلة "الشرق الأوسط المسيحي" الفرنكوفونية في جامعة القديس يوسف.
قارب السؤال المطروح "تحديات الكنيسة الواحدة-رسالة المجلة المسكونية الفرنكوفونية" وتحديداً مدى تأثير المجلات المسكونية الكاثوليكية الفرنكوفونية على الواقع الكنسي الحالي في الكنائس المحلية؟". وأعلن رئيس الجامعة اليسوعية الأب سليم دكاش عن انتقال مجلة "الشرق الأوسط المسيحي" إلى الجامعة منذ كانون الثاني 2015″. وقال "أنها "جاءت إلينا من القدس، مدينتنا المقدسة(…) فجامعة القديس يوسف وكلية العلوم الدينية تتسلمان معها إرثاً يبلغ من العمر 65 عاماً".
يصبو الفريق الجديد للمجلة، وفقاً لدكاش، من خلال التفكير "مع المجلات الناطقة بالفرنسية (الفرنكوفونية) والتي تتطرق إلى المقاربة ذاتها، الى تعاون مشترك معها. وأعلن عن اتصال مع كل من مجلة "Irénikon"، ومجلات أخرى مثل Istina"، الوحدة المسيحية من "ليون" والنشرة الإخبارية المسكونية التي يصدرها مركز القديس إيريناوس من ليون "المسيحيون في مسيرتهم".
والتقت "النهار" على هامش المؤتمر، الأستاذة الجامعية في كلية العلوم الدينية الدكتورة ثريا بشعلاني ومدير تحرير المجلة الأب غبريال الهاشم للحديث عن المجلة وتواصلها مع الناس وتحديات دخول المطبوعة، التي تصدر كل 6 اشهر، العالم الرقمي.
وردت بشعلاني، التي هي عضو في كل من فريق تحرير المجلة ولجنة إعداد المؤتمر" على اسباب عدم مشاركة الأرثوذكس في المؤتمر، قائلة: "لسنا بصدد ندوة دولية عن معالجة المعضلة المسكونية في ذاتها. لو كان الأمر كذلك لكان وجب علينا دعوة الأخوة الأرثوذكس والبروتستانت".
ولحظت أن الظروف اليوم تفرض علينا معرفة "أين تتموضع الرعية". واعتبرت أننا في مناخ جديد لا يرتكز على نشر الكتب والعقائد فقط، بل "يعبق" بمسؤولية تفرض على المتخصصين في الكنيسة والمسؤولين فيها الإصغاء إلى ممارسة المعمدين ، أن الإصغاء لهم هو من علامات الروح القدس". ولفتت إلى أن "الشعب المعمد سبق سلطته الكنسية وهو يعيش أبعد منها من خلال مشاركته بالقداديس المشتركة والمناولة وعقد الزيجات المشتركة".
وانتقلت في حديثها إلى دور المجلات (محور اللقاء) التي يجب ألا تتوجه إلى المتخصصين فقط بل أن تكون في خدمة الشعب الذي لم يعد مجرد متلقٍ للمعلومات بل يشكل صوتاً نبوياً يمكنه أن يصرخ في وجه السلطة". وعما إذا كان طرحها مثالياً أجابت بثقة كبيرة: "لسنا مثاليين بل نحن أبناء الرجاء".
أما بالنسبة الى هاشم، فقبوله تولي إدارة تحرير المجلة يعود لكون هذه المطبوعة علامة من علامات الرجاء، رغم التحديات كلها وواقع الإحباط المسيحي والمشرقي الذي يشارف حد اليأس.
وأوضح أن المجلة ليست بحثية بل هي لاهوتية للشرق المسيحي كله، مع بقائها أمينة لفكر مؤسسيها أي الآباء البيض. وقال: "هويتها تصب في تعزيز "الروح المسكونية في كنائس الشرق الأوسط وفي ما بينها وصولاً إلى التكلم بإسمها أمام العرب المسيحيين ونقل خصوصيتها ولاهوتها ومعاناتها وتطلعاتها".
وأكد تمسك المجلة بمستوى الفكر اللاهوتي الذي يحاكي الواقع الكنسي واللاهوتي، "ففي ظل إهتمام الإكليريكيين والباحثين والمكتبات بالمجلة، فإننا نولي إهتماماً لجذب الشباب الذي يقرأ لغة فيها الفكر ومنهم جامعيون في الكليات اللاهوتية وجيل من الشباب المقبل على التنشئة، وسواهم.
أما أبواب العدد الأول من المجلة التي تم توزيعها في المؤتمر فيضم وفقاُ له "مقالات عن التنشئة اللاهوتية تتوزع إلى أربعة أقسام هي، "نشر الدراسات عن تقاليد الكنائس الشرقية، نقل الخبرات المحلية ومبادرات كنسية ومسكونية، ورفعها إلى مستوى أكاديمي، مع إضافة باب جديد يعنى بالعلاقات مع الأديان".
وانتقل في عرضه لباب مميز يعرف بالـ"يوميات" وهو مؤلف من قسم يعنى بتبادل أخبار الحركة المسكونية والعلاقات، وقسم ثانٍ عن الواقع بين الكنيسة والأوطان". وأعلن عن دراسة مقترحات عدة، منها إعداد ملف خاص مرتبط بقضايا آنية وطرح مدى تفاعل الكنيسة معها.
واعتبر أن التمسك بالكتابة الفرنسية يرتكز على إعتمادها كلغة تدريس لدى الجماعات الكاثوليكية ووسيلة تواصل مع الغرب بمعظمه. وعما إذا كان ثمة طرح لإصدار نسخة عربية للمجلة قال: "تشكل الخطوة تحدياً آخرَ وهو مشروع ندرسه بتأن".
وقال اننا "سنحافظ على خصوصية المجلة الورقية مع إطلاق نسخة رقمية في السنتين المقبلتين تتضمن مقالات صغيرة الحجم مرفقة بوسائل سمعية وبصرية وصوراً، مع توفير فرصة تصفح المخزون الغني للمجلة منذ تأسيسها إلى اليوم.
Jtk