Arabes du Christ


" الهجرة المسيحية تحمل رسالة غير مباشرة للعالم بأن الإسلام لا يتقبل الآخر ولا يتعايش مع الآخر...مما ينعكس سلباً على الوجود الإسلامي في العالم، ولذلك فإن من مصلحة المسلمين، من أجل صورة الإسلام في العالم ان .... يحافظوا على الوجود المسيحي في العالم العربي وأن يحموه بجفون عيونهم، ...لأن ذلك هو حق من حقوقهم كمواطنين وكسابقين للمسلمين في هذه المنطقة." د. محمد السماك
L'emigration chretienne porte au monde un message indirecte :l'Islam ne tolere pas autrui et ne coexiste pas avec lui...ce qui se reflete negativement sur l'existence islamique dans le monde.Pour l'interet et l'image de l'Islam dans le monde, les musulmans doivent soigneusement proteger l'existence des chretiens dans le monde musulman.C'est leur droit ..(Dr.Md. Sammak)

mardi 1 novembre 2011

بطاركة ثلاثة معاصرون إختلفوا في الاسلوب والصخرة واحدة

بطاركة ثلاثة معاصرون
إختلفوا في الاسلوب والصخرة واحدة

لا يختلف أثنان على أن البطريركية المارونية هي إحدى المؤسسات الشرقية القليلة الباقية ، من دون انقطاع أو اندثار ، على نقيض ما جرى للكثير من المؤسسات الشرقية العريقة ، دينية كانت أم سياسية ، طيلة القرون الثلاثة عشر الماضية.
قد يختلف الباحثون في التاريخ الكنسي في تحديد عدد البطاركة الموارنة منذ تأسيس الكنيسة المارونية على يد يوحنا مارون ، بعد الفراغ الذي وقع لأنطاكية، ونزح بها من ضفاف العاصي الى جبل لبنان ، ونقل بها من حالة جماعة كنسية تستلهم تعاليم مار مارون وروحانيته الى حالة أمة ربطت هويتها بجبل اتخذت منه حصنا وساحة شهادة. يعزو البعض ذلك الاختلاف  في عدد افراد سلسلة البطاركة لا الى انقطاع بل الى اضطراب في احوال امنية واجتماعية كانت أحيانا ولا تزال تحول دون إمكانية التواصل مع الخارج والداخل على حد سواء.
مهما يكن الأمر من هذه المسألة فمن الثابت أن سلسلة البطاركة الموارنة سواء فاق عدد بطاركتها عن السبعة والسبعين ام قلّ فإنها قد حافظت على ثوابتها الروحية والكنسية والوطنية التي قامت عليها ومنها:
أ- ألامانة لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية – الارثوذكية ، على قاعدة  رست عليها المجامع الاولى ولا سيما منها المجمع الخلقيدوني( 451) الذي كان من أكثر المتحمسين له رهبان دير مار مارون ، والذي وازن في المسيح بين الطبيعتين الشرية والالهية.
ب- الارتباط بلبنان موطنا وساحة شهادة للأيمان والقيم ، وفي طليعتها الحرية ، امتدادا وبديلا عن انطاكية بوصفها اولى المدائن المسيحية التي اطلق فيها لأول مرة على اتباع المخلص التسمية التي عرفوا بها لاحقا ، اي " مسيحيون " ، قبل أن تمزق هذه المدينة الانقسامات ويتشتت ابناؤها في اقطار العالم .
ج- استمرارية الانفتاح على الشرق من دون ذوبان لا في اورثوذكيته بيزنطية وسريانية، يعززها انفتاح رديف على العروبة من دون ذوبان لا في الاسلام من جهة ، ولا انفتاح على الغرب والكثلكة ، من جهة أخرى .
بهذا التوازن الدقيق تكمن مفارقة المارونية وخصوصيتها ، بين الامس واليوم ، على اختلاف الاحوال وتبدل الدول ، كما على تنوع أسماء المتعاقبين على كرسي انطاكية وسائر المشرق .
كيف تظهر حقيقة تنوع الادوار في وحدة الاهداف والثوابت داخل القيادة الكنسية المارونية، وأين يكمن سر قوة بقائها واستمراريتها على الرغم من الاخطار والويلات التي أحاقت بها وهددت وجودها على مدى القرون الثلاثة عشر الماضية  ؟
للأجابة على مثل هذه الاسئلة اخترنا منهجية الوقوف على عينة من الخطاب الكنسي الماروني لقراءتها وتحليلها . وإيجازا في هذه العملية اقتصر اختيارنا على ثلاثة من البطاركة المعاصرين  (خريش (1975- 1986 ) وصفير( 1986-2011) والراعي ) ، في ما عبّروا عنه في مطلع ولايتهم البطريركية من خلال العظة الاولى التي القاها كل منهم يوم "توليته" ، وعلى أساس المعايير الاربعة التالية:
أ‌-   الخلفية البيبلية او الكتابية التي استند كل منهم  اليها ، تعبيرا عن رؤيته الى الأفق الروحي،  وبالتالي الراعوي الذي يتطلع الى تحقيقه لدى لحظة اجتيازه العتبة الاولى من ولايته البطريركية.
ب‌-   سلسلة البطاركة والقديسين والوجوه التي يشير اليها في عظته ، باعتبارها رموزا يستلهم كل منهم خطوط منهجه الرعوي ، ووجوها يتطلع الى التمثل بها في تعامله مع الرعية والمجتمع بمختلف دوائره ومستوياته.
ج-   برنامج العمل الذي يرسمه لنفسه سواء بالعبارة الصريحة ام  بصورة غير مباشرة.
د-     وأخيرا اجراء قراءة موجزة في قاموسه اللغوي ورصد المفردات التي قد تلخص رؤيته ، علما أن "الاسلوب هو الرجل" ، توضيحا لمعالم الاختلاف والتشابه  في ألاسلوب بين الشخصيات الثلاث.

من المتعارف عليه أن تتضمن بنية عظة البطريرك الاولى ، الى الآية التي تُستهل  بها ، ترحيبا وشكرا يتوجه بهما البطريرك الجديد الى الشخصيات الرسمية والدينية والاجتماعية والوفود الشعبية المشاركة في الاحتفال أو المُمثّلة فيه . ثم يلي ذلك عرض بالذاكرة لمسيرة الكنيسة عبر مراحلها التاريخية من مار مارون ويوحنا مارون الى السلف او الاسلاف الاقربين في الزمن. تعقبه أو تتداخل في متن النص نقاط تحدد خطة عمل البطريرك بما يراه ملائما وما تقتضيه الظروف والاوضاع الحالية والمستقبلية في ضوء تعاليم الكنيسة الجامعة وثوابت الكرسي البطريركي في مختلف المجالات الكنسية منها والوطنية خصوصا وغيرها بصورة عامة.
ولا بد قبل الشروع في تحليل العظة من الاشارة السريعة الى أن المدة الزمنية التي تفصل بين الخطابين الاول والثالث هي 36 سنة (1975-2011) ، اي عمر الازمة اللبنانية ، والى أن العمر المتوسط للبطريك الجديد ( من الثلاثة ) هو 68 سنة ، وأن كلا منهم يتميز بمؤهلات وبجانب علمي مرموق. فبالبطريرك خريش يتميز بشهاداته العليا في الفسلفة ( نال دكتوراه في السابعة عشرة من العمر في سابقة ملفتة) واللاهوت والقانون، كما يتميز  البطريرك صفير بغزارة الانتاج الفكري  وبأسلوبه الادبي الذي يصفه البعض بالسهل الممتنع، وهو يشترك مع خريش بانهما خريجا الجامعة اليسوعية في بيروت في دراسة علم اللاهوت، ويتميز البطريرك الراعي ، الى كونه راهبا ورجل قانون ، بأنه اعلامي بامتياز ، وهو يشترك مع خريش بأنه مثله ايضا خريج إحدى جامعات روما الكاثوليكية. وثلاثتهم يجمعهم قاسم مشترك : جذور جبلية في كل من الجنوب وكسروان والمتن، وخلفيات اجتماعية مكافحة. يرتبط اسم الاول بتأييد مبكر وملفت لمسقط رأسه عين إبل على الحدود الجنوبية ل "مشروع لبنان الكبير" الذي كان قد نادى به البطريرك الياس الحويك ابي الاستقلال، و قدمت  هذه البلدة في سبيل الدفاع عنه بواكير شهداء الوطن الوليد ،وكان في طليعة المجاهدين والد البطريرك . ويرتبط اسم صفير بشيوخ شباب آل صفير وثورة طانيوس شاهين في ريفون - كسروان وعامية أنطلياس . يجمع بين ثلاثتهم قاسم مشترك من حيث تعرّض كل منهم في أكثر من مناسبة الى مضايقات وتهديدات لا تخفى تفاصيل بعضها على الجيل اللبناني الحالي. وقد واجهها ثلاثتهم  بروح الشجاعة عينها التي واجه بها أسلافهم الاشداء مظاهر الظلم وبطش الحكام في الايام السوداء من زمانهم ، معتبرين إياها جزءا من الشهادة للصليب الذي على كل منهم أن يتحمل ثقله ويرتضيه كما فعل سمعان القيرواني خلف يسوع على طريق الجلجلة.

أولا: في المحور البيبلي ( الكتاب المقدس ) والروحي عامة
يستند كل من البطاركة الثلاثة في عظته الى عدد من آيات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، إضاءة  للفكرة الرئيسية او الشعار الذي اتخذ من عنوانا لولايته.
البطريرك خريش استشهد بست آيات تكررت إحداها 3 مرات في البداية ومتن النص والخاتمة، مرددا فيها ما قاله القديس بولس الى تلميذه تيموتاوس: " فاثبت أنت على ما تعلمته وكنت منه على يقين ، فأنت تعرف عمّن أخذته" ( 2 تيم 14:3 ) . تنطلق العظة من هذه الاية لتعدد في ما بعدها  المنابع الروحية والثقافية والوطنية التي نهل منها  البطريرك بنفسه. في رأس هذه المنابع او المنارات "رأس الحكمة " في الكتاب المقدس حيث جاء " رأس الحكمة مخافة الله " ( مزمور 10:110 )، ثم كتاب العهد الجديد ، الانجيل حيث يظهر الله بصفته الاولى  "الله محبة " ( 1 يوحنا  (8-9 : 4 ، وحيث يعلن  السيد المسيح أنه كنيسته على صخرة. " لا تقوى عليها أبواب  الجحيم" ( متى(16:18 ، ويقيم فيها رسلا وخلفاء ( مرقص 14:3  ، متى18:16) .
-                     بدوره يعمد البطريرك صفير الى اسلوب مشابه بحيث يستعين بآيتين فقط من كتاب العهد الجديد : " وجعلوا عليه الصليب ليحمله وراء يسوع ، وكان يتبعه كثيرون من الشعب" ( لوقا 26:23)، ويستند الى آية من بولس الرسول يشير فيها الى الصليب باعتباره " منّة  ...حيث لكم من الله لا أن تؤمنوا بالمسيح بل أن تتألموا بسببه وتحتملوا الجهاد"  ( من دون تحديد رقم الآية ). هكذا تبدو صورة الصليب والشهادة وما يرتبط بهما من معان مهيمنة على مجمل نص العظة. ولهذا التكرار او الايقاع أكثر من دلالة ، خصوصا وأن البطريرك صفير كان فور انتخابه قد استفاض في خطبة ارتجالية كرر فيها مرارا لفظة "الصليب" . قال : حمّلتموني صليبا ثقيلا" ، مضيفا أن المسيحية في كل زمان ومكان انما هي "شهادة لصليب المسيح"  ، موضحا أن المارونية من جهتها كانت "كنيسة حمل الصليب" ،  وقد أدت هذه الشهادة منذ نشأتها ولا تزال. بهذه الكلمات تنبّا غبطته عما سيتحمله هو بنفسه من مضايقات ، وما شهده وسيشهده وطنه من ويلات وكوارث.
-                     الفكرة عينها تتكرر في خطاب البطريرك الراعي ولو بأسلوب مختلف وبلهجة أقل مأسوية إن صح التعبير . يقول: " إنني مدعو لحمل صليب الفداء بكل ثقله" ، ويتفرد ، لا في الاستناد الى آيات من الكتاب المقدس بل يذهب  في خطاب غير مسبوق ، ربما ، الى قراءة آيات قرآنية من وحي عيد البشارة الذي يصادف وقوعه في اليوم عينه لتولية غبطته السدة البطريركية، ولعيد البشاره الذي أصبح عيدا وطنيا في لبنان يشارك فيه جميع المواطنين . يقول : " في بشارة الملاك لمريم تجلت الشركة والمحبة التي اتخذتها شعرا لخدمتي البطريركية " ، " أنا خادمة الرب فليكن لي حسب قولك" ( لوقا 38:1 ، 35:1). ثم قرأ من سورة آل عمران ( 48:44) وزاد عليها  آيات مكملة لها من سورة مريم ( 36:15، 20، 29،32). وكإعلامي دقيق وعصري يخرج البطريرك الراعي عن اسلوب سابقيه من الاحبار ليستند أيضا الى بنود من الوثيقة الدستورية اللبنانية، دعما لما يريد أن يبينه لأبنائه الموارنة ولكل اللبنانيين ، وليخلص الى التأكيد بأن " لبنان هو وطن الشركة والمحبة "  ، وكاد يقول "وطن مريمي"  عندما ذكّر بمضمون توصية من توصيات سينودس الاساقفة لأجل كنائس الشرق الاوسط : " بانتظار تكريس بلدان الشرق الاوسط لأمومتها بفعل واحد" ، وفي منطقة ينبغي أن تتحقق فيها الحرية والكرامة لجميع المواطنين وأن   " يتمتع فيها الجميع بحق العيش المشترك "، مذكرا بما نصت عليه الوثيقة الدستورية اللبنانية : " لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك".
-                     بإشارته الى الى هاتين المرجعين ( القرآن الكريم والدستور اللبناني) أضاف الراعي خروجا آخر عن تقاليد الخطاب البطريركي عندما ذكّر بما قاله أحد كبار المفكرين اللبنانيين ، جبران خليل جبران برغم ما عرف عنه  من عدم  الوفاق التام مع كنيسته المارونية في أمور عديدة. تنطوي هذه الاشارات على دلالات صريحة وغير مسبوقة ربما من قبل السلطة الدينية المارونية بمثل هذا المستوى من التمثيل  على صعيد تأكيد أرادة التلاقي والمصالحة مع الاديان والثقافات الاخرى.
-                     يمكن القول إن أفق الاستنادات المعتمدة في النص البطريركي كان لدى الراعي أبعد وأرحب مدى ، فيما اقتصر لدى خريش على عدد من آيات الكتاب المقدس وبأقل منها لدى صفير. بالطبع لم تغب عن خطاب البطاركة الثلاثة الاشارة الى سلطة تعاليم الكنيسة وبخاصة الى تعاليم المجامع التي عايشها كل منهم.

-                     ثانيا : الوجوه المُستلهَمَة في مسيرة الكنيسة المارونية التاريخية .

-                     تقتضي بنية العظة التي نحن  بصدد نماذج ثلاثة منها أن يستلهم الواعظ الروح القدس اولا ، لا سيما بعد دورات الاقتراع التي يؤمن أصحاب السيادة أن له دورا اساسيا في اختيار البطريرك. ثم بعد تقديم الشكر والترحيب بكل الفئات التي اشرنا اليها يستخضر البطريرك الجديد بالذاكرة عددا من  الوجوه التي يختارها من سلسلة أسماء عديدة من بين أسماء البطاركة والقديسين والشهداء العظام الذين يحفل بهم التاريخ الماروني . وقد يبدأ بذكر من كان لهم تأثير مباشر عليه خلال مرحلة الطفولة والشباب ، كالوالدين والمعلمين في مختلف مراحل الدراسة. وهذا ما فعله البطريرك خريش مثلا  عندما أشار ، في طليعة من ذكرهم بالفضل،  الى والديه . والدته ابنة ال 98 قال عنها: " ما رأينا يوما الا والسبحة بيدها ، وما طلبت لنا يوم أتاها النبأ المفرح غير الصلاة" . ثم والده الذي قال عنه: " تعلمنا منه محبة الوطن في بيت نشأنا فيه تحت سقفه في كنف والد شهد له عارفوه... باستقامة الضمير والعناد في الحق والاستهانة في المخاطر ، حفاظا على شبر من أرض سقاها عرق الجبين ودم القلب وغامر غير مرة دفاعا عنها وعن الكرامة.." ، وذلك في إشارة الى حوادث 5 ايار  1920 حيث استشهد حوالى مئة من أبناء بلدته وكان من الممكن ان يكون هو واحدا من بينهم. والى والديه يذكر أساتذته "الفضلاء العلماء " الذين استهدى بهم في جامعات روما وجامعة القديس يوسف في بيروت. يلي في الاستذكار الى مار مارون ويوحنا مارون أربع فئات من البطاركة :
-                     بطاركة قرى بلاد جبيل والبترون " الذين حملوا عروشهم على ظهورهم وجاهد جهادهم من خلفائهم في حقلي الدين والدنيا" .
-                     بطاركة الاجيال الوسطى : دانيال الحدشيتي المجاهد، وجبرايل حجولا الشهيد ، ويوحنا الجاجي  " الذي لاذ هو وخلفاؤه اربعين سنة بوكر النسور في وادي قنوبين، حفاظا على الوديعة الثمينة" .
-                     بطاركة الشمال وبخاصة الرزيون الثلاثة الذين كانوا " اول من نهل الثقافة الدينية الغربية من معين روما"، والاهدنيون يوحنا مخلوف واسطفان الدويهي ( اللذان تم تقديم دعوى تقديسهما في وقت لا حق) وجرجس عميره.
-                     بطاركة كسروان والمتن ، ولا سيما منهم الخازنيون ومن بينهم " أعلام قانون ودهاقنة سياسة وبناة كنيسة ووطن".
-                     البطاركة الاقربون منا في الزمن :البطريرك  الياس "الحويك الكبير الذي لا نزال نذكر كفاحه في سبيل لبنان"  والبطريرك أنطون عريضة، والسلف المباشر " مار بولس بطرس المعوشي ... إبن الجنوب المنكوب الذي نحمل في جسدنا جراحه ونعيش في نفسنا آلامه" ، في اشارة  الى اعتداء عليه في أملاك ابرشية صور في أقصى الجنوب ، كما تعرض لا حقا في بداية الحرب اللبنانية الى تهديد كاد يودي بحياته عند درج الصرح البطريركي من قبل أحد عناصر المليشيات المسيحية ،على مرأى من شهود لا يزالون على قيد الحياة ،لأن البطريرك خريش  رفض يومذاك وبعناد تقسيم لبنان – كما قال عنه البطريك الراعي –. 
-                     بهذا التعداد شمل خريش أبرز بطاركة المناطق اللبنانية ممن تميزوا بثلاث خصال اساسية : القداسة والبطولة والثقافة، في حين اكتفى البطريرك صفير في تعداده للوجوه التي اختارها بذكر يوحنا مارون فقط ، مسهبا في تعداد أسماء أماكن تنقل أسلافه عبر " الاودية والجبال من يانوح والعاقورة، الى ايليج وهابيل ، الى وادي قنوبين ومجدل المعوش ، الى الديمان وبكركي" ، مشددا على" أي صليب ثقيل حملوا وأي تضحيات جسام ارتضوا" ، مخصصا سلفه المباشر انطونيوس خريش بالقول : " وشهدنا أي صليب حمله وأية ألام تحمّل " ، معتبرا أن حمل الصليب في المارونية منة من الله  وسمة من شخصيتها ، آسفا ان يكون الصليب قد اصبح لدى بعض المؤمنين " مفرغا من قوة" ، في حين أنه  يثمر قداسة من خلال "ما تميز به القديس شربل" و" ما تفردت به الطوباوية رفقا" ، وما  أخصبت الرسالات من خلاله شرقا وغربا على يد كثيرين من هذا الجبل الذي هو " معقل إيمان وقلعة حية وحصن كرامة وقدس أقداس حقوق الانسان". بهذه الرؤية يبدو واضحا  في ضمير البطريرك أن حملة الصليب على غرار     " سمعان القيرواني " هم كثيرون ، وقد أموا الصرح البطريركي  من جميع المناطق : من الابرشية البطريركية و" نهر ابراهيم ، الى العاقورة والبترون، زغرتا، إهدن، بشري، دير الاحمر ، وادي الرطل" ، ولا يغفل بالطبع " بني قومنا الأقربين في منطقة كسروان العزيزة وجميع المناطق اللبنانية ، عين إبل وجزين آخر رموز لبنان الموحّد ، زحله، البقاع والشوف وقراه الحزينة، عكار، القبيات، منبت رجال حماة العلم اللبناني، جميع أبناء الموارنة في البلدان العربية والمهاجر، الولايات المتحدة، وكندا والبرازيل واستراليا" . البطريرك الهادىء يستعرض أسماء مناطق أبنائه على اتساع خريطة الوطن ، بمعرفة الراعي لرعيته في مكامن ضعفها كما في مكامن قوتها. يأسف للضعف ، ولا يستسلم لتجربة الاحباط . يأمل دائما بأن  مسيرة الصليب لا تنتهي بخيبة أمل بل بالقيامة ومجد المنتصر على الموت بجميع عوامله من ظلم وفساد وكل شر وخطيئة.
-                     بعيدا عن أي عرض كلاسيكي يذهب البطريرك بشاره الراعي مباشرة الى صلب الموضوع، عندما يدمج بين برنامجه الرعوي وتاريخ أسلافه : " برنامجي امتداد لتاريخ أسلافي وعلى مدى 1600 سنة لثوابتهم الايمانية والوطنية" . فبعد أن ذكر المؤسس مار مارون وتلاميذه والبطريرك يوحنا مارون الذي " ثبّت الكنيسة المارونية على العقيدة الكاثوليكية وجعلها أمة مستقلة بحكمها الذاتي في جبل لبان " راح يعدد أسماء اسلافه الذين يستوحي من حياتهم برنامج عمله  وهم :
-                     أرميا العمشيتي الذي أحيا العلاقة بين البطريركية المارونية والكرسي الرسولي في مجمع اللاتران ( 1213)، وجبرايل حجولا الذي قدم نفسه فدية عن الاساقفة والاعيان الذين كان الحاكم المملوكي  قد احتجزهم في طرابلس ( 1367) . والبطاركة من آل الرزي الذين انفتحوا على الحداثة الاوروبية وأسسوا المدرسة المارونية الرومانية،( 1584)، الى يوحنا المخلوف وجرجس عميره اللذين أرسيا العلاقات بين الامراء اللبنانيين وأحبار اوروبا وملوكها في القرن السابع عشر، الى اسطفان الدويهي مؤسس كتابة التاريخ الماروني ، ويوسف ضرغام الخازن مفتتح النهضة المارونية في المجمع اللبناني     ( 1736) ، ويوسف حبيش الذي شهدت أيامه عامية انطلياس ، الى الياس الحويك ابي الاستقلال اللبناني، (1919- 1920)، وأنطون عريضة الذي رهن صليبه الذهبي وخاتمه لإطعام جياع الحرب العالمية الثانية، وبولس المعوشي الذي انفتح على العالمين العربي والغربي وهدّأ ثورة 1958، وانطونيوس خريش الذي " كربّان حكيم قاد سفينة الكنيسة والوطن وسط أمواج الحرب اللبنانية الهائجة ورفض بعناد مشروع تقسيم لبنان والتحالفات الخارجية". وفي الحلقة الراهنة من سلسلة هذه الوجوه الكبيرة وجه نصرالله صفير " الذي ناضل من أجل تحرير القرار الوطني والارض اللبنانية من ةكل أشكال الوصاية والاحتلال" وجرت في عهده احداث كنسية كبيرة"  تُذكر ، كلها امتداد لربيع الكنيسة الذي بزغ مع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني " ( 1962- 1965)، وما عقبه من مجامع كنسية في لبنان أو ومن أجل كنائس لبنان والشرق الاوسط .
-                     تلك هي الطريق التي سلكها الاسلاف والتي يريد البطريرك الجديد ان يسير عليها مقتفيا  آثارهم.
-                      
-                     ثالثا : برنامج العمل او الخطة الراعوية لكل من البطاركة الثلاثة .
-                     تختلف خطة العمل التي رسمها  لعهده كل من البطاركة الثلاثة ، تحديدا وتوضيحا لخطوطها ، ووفقا لظروف كل منهم ، بحيث إن البطريرك خريش جاءت ولايته عشية اندلاع الحرب اللبنانية ، وبعد عشر سنوات على انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني ، الذي لم يكن سلفه البطريرك بولس المعوشي على حماس صريح لتطبيق مقرراته ، اعتبارا منه أنها كانت تعني كنيسة الغرب أكثر مما تعني الكنائس الكاثوليكية في  المشرق . لذلك كان على خريش أن أن يشرع في تطبيق مقررات هذا المجمع أولا ، بدءا بتأسيس مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك ، كخطوة اولى لتعزيز الحوار وإحداث ديناميكية على صعيد  كل ميدان من ميادين العمل الرعوي، توخيا للاصلاح والتنمية ضمن المؤسسات  الكنسية على اختلافها ، من كاريتاس الى الصندوق الماروني، والمركز الكاثوليكي للاعلام ، الى الاكليريكية البطريركية وسواها من المؤسسات. اقتصرت عظة البطريرك خريش في ما يعني خطته الرعوية على المحاور التالية :
-                     "تأمين  من يكسر خبز الكلمة ويزع اسرار المسيح " في اشارة الى الاصلاح اللتيرجي، والتربية الاكليريكية وتفعيل النشاط الرعوي في الابرشيات والرعايا والرهبانيات وحركات العمل الرسولي ....
-                     الانفتاح على فئة العلمانيين من أبناء الكنيسة الذي يوصي المجمع الفاتيكاني " بفسح المجال لهم للمساعدة على تأمين مسيرة شعب ألله " على الصعيدين الروحي والزمني .
-                     إعارة القضايا الاجتماعية ما يجب من عناية في ضوء تعاليم المجمع والرسائل الاجتماعية الحبرية التي صدرت في أعقابه ولا سيما منها رسالة " ترقي الشعوب ".
-                     تنمية التراث الوطني اللبناني ، بما فيه الروابط بين مختلف مكونات الوطن، ومد الجسور نحو    " إخواننا المسيحيين والمسلمين " على اختلاف المستويات والنزعات " لنكمل معا إعلاء البناء في سبيل توطيد كرامة الانسان وتعزيز مرتبته وتثبيت أركان هذا الوطن العزيز ... ليظل منفتحا على كل حقيقة أكيدة وعلى كل قيمة أصيلة ... بفضل تضافر جهود أبنائه مقيمين ومغتربين " .
-                     ولعل ما تميزت به خطة عمل خريش ، بالأضافة الى التصميم على " رفع الصوت عاليا... نصرةً  للبنان وقضاياه وقضايا الشرق " التي كانت قد هيأته لها خدمته الاسقفية في كل من فلسطين وجنوب لبنان ، انطواؤها على تأييد " قضية فلسطين العادلة " ، مما تسبب له منذ اولى خطواته البطريركية بانتقادات واعتراضات جاءت من داخل البيئة السياسية المارونية  فأعاقت  عمله الرسولي وساهمت في اضعاف صورة البطريركية وهيبتها وحالت دون تمكين الرسالة المارونية من تحقيق أهدافها في أبعادها الوطنية والانسانية الحق. وفي هذا المنحى  يقول بعض العارفين بأن  "البطريرك خريش كان أهم البطاركة الذين عملوا على توحيد الطائفة" ، فشبّهوا دوره بدور البطريرك دانيال الشاماتي ( 1230- 1239) الذي جمع زعماء البلاد "ليوقّعوا على كلمتهم وتوطيد الأمن". فتجرّأ بذلك على وُلوج جبهة قلّما تجرّأ غيره من البطاركة على وُلوجها، وهي "جبهة الموازنة في مواقف بعض زعماء الطائفة السياسيين". إلاّ أن حدّة الانقسامات والخلافات الدموية وسيف الحرب ظل هو الأقوى فكانت أصوات المدافع أقوى منه فظلمته، كما ظلمت معاصره الرئيس الياس سركيس.
-                     أما خطة عمل البطريرك نصرالله بطرس صفير فقد عبّر عنها في عظته المشار اليها في سياق واسلوب مختلفين. كانت الحرب في 13 نيسان 1986 عندما اعتلى السدة البطريركية قد مضى على انطلاق شرارتها الاولى احدى عشرة سنة على وجه الضبط. وبعدما كانت قد حصدت مئات الالاف  في الارواح ( بينهم العشرات من  الكهنة والرهبان والراهبات)  والكثير مما لا يحصى في الممتلكات والارزاق . ومن بينها مئات الكنائس والمؤسسات الدينية والاجتماعية ، ولا سيما في بداية الاحداث وأثناء الاجتياح الاسرائيلي لقسم كبير من لبنان والعاصمة  وما عقبه من حرب بشعة وتهجير في الجبل. في هذه الاجواء كان على البطريرك الجديد ، بعد أن رافق بطريركين سلفين ، أن يضع في طليعة خطته الرعوية،التي ألمح اليها في  عظته الاولى ، البنود التالية :
-                     العمل على تعميق معنى الصليب ، عن طريق "بعث نهضة روحية يشارك في القيام بها شعب لبنان بأسره "، ترمي الى نشر ثقافة السلام والعدالة الاجتماعية، بالوسائل المتاحة وعلى أوسع مدى وفي جميع الاوساط ( من العائلة الى المدرسة والمجتمع) وتشمل تربية الضمير والمجتمع على قواعد قيم الحق.
-                     أعادة النظر في الطقوس الكنسية ، وتنظيم الادارة الكنسية المادية منها واروحية ، والاستعانة لتحقيق ذلك بالوسائل الحديثة.
-                     - التأكيد على المسؤولية المشتركة بين الاكليريكيين والعلمانيين ، مع الاشارة الى ان لهؤلاء دورا كبيرا في الشؤون الادارية ، لا سيما وأن تعاليم الكنيسة الاجتماعية كانت قد تطورت كثيرا في هذا المجال مع صدور عدد من الرسائل والارشادات الحبرية .
-                     لم تخل عظة البطريرك من انتقادات لاذعة الى حالات البذخ في بعض الاوساط  اللبنانية وبالأخص المسيحية منها ، والدعوة بالتالي الى ضرورة التضامن الاجتماعي ، كتعبير عن المحبة  المسيحية، والى حوار صريح لاقامة العدالة الاجتماعية واعادة السلام ، من خلال " إعادة بناء الدولة بالقضاء على سلطان الدويلات" ، ومن خلال " الانفتاح على جميع العائلات الروحية اللبنانية وعلى الشرق والغرب " . توجّه الى  المتقاتلين ومن يقف وراءهم بنداء شديد اللهجة: "إعلنوا بالله عليكم نهاية الحرب، رحمة بالناس ،كفانا ما سقط من ضحايا ، كفانا ما حل بنا من فواجع وخراب " .

-                     أما خليفته البطريرك الراعي فكان لدى تسلمه مقاليد الرعاية قد تراكم وراءه كم هائل من التوصيات والخطط الكنسية التي انتهت اليها المجامع الكنسية ، من المجمع الفاتيكاني الثاني الى سينودس الاساقفة لأجل كنائس الشرق الاوسط ( 2010 )، مرورا بالسينودس لأجل لبنان ( 1991-1995) والارشاد الرسولي الملحق به ( 1997) ، الى المجمع البطريركي الماروني (2004-2006) ، والى العديد من الرسائل والمقررات الصادرة عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان ( (APECL وفي الشرق الاوسط ( (CPCO .  يوم استلامه عصا الرعاية كانت قد جرت تطورات خطيرة على الساحة اللبنانية أدت الى انسحاب القوات السورية بعد وصاية بلغ عمرها عمر الازمة اللبنانية وكانت سببا لها ونتيجة ، كم كان قد بدأ "الربيع العربي" منذ أشهر و بلغت آثاره الى سوريا  أسبوعا واحدا بعد تسلم غبطته مقاليد الرعاية البطريركية. مجمل هذه المجامع المشار اليها لم يكن البطريرك الراعي بعيدا عنها بل مشاركا فيها وفي مرتبة عاليةة من المسؤولية ،  كاأمانة السر في بعضها. لذلك جاء القسم المتعلق ببرنامج عمله في العظة التي نحن بصددها من صميم هذه الوثائق ، وقد عبر عن ذلك بقوله:  
-                     "برنامجي استكمال التنفيذ والتطبيق لمقررات وتوصيات هذه المجامع" .
-                     برنامج لن يكون الا " بمؤازرة الجميع وبأسلوب حديث وآلية فاعلة تتفق والتقنيات الحديثة".
-                     خدمة راعوية "متنوعة ألابعاد والمساحات" ، تتضمن لفتة خاصة الى عنصر " شبابنا وصبايانا أمل كنيستنا والوطن"، ، والى " العائلة الحلقة الاساسية لمجتمعنا ... الكنيسة المنزلية المربية على الايمان" .
-                     لفتة خاصة أيضا الى المرضى والمعوّقين وسائر المتألمين...
-                     تأكيد على أن "قوتنا" هي من قوة الاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والدعوات الاكليريكية والمؤمنين والمؤمنات.
-                     الوعد ب"أني أواصل عيش الشركة والمحبة " ،  الشعار الذي اتخذه البطريرك الراعي مستلهما إياه من نهج قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر .
-                     الاتكال على " استحقاقات دماء شهداء لبنان"، وصلاة المتألمين " الذين يضمون آلامهم الى آلام المسيح الخلاصية "،
-                     والايمان بأن:  " ضماننا المسيح ، رجاؤنا الروح القدس ومحبة الله الآب" ، بشفاعة قديسي لبنان ، وبخاصة "رفقة إبنة حملايا ورسولة الألم " .
-                     ولا ينسى البطريرك أن يوكل الكنيسة والوطن الحبيب الى " أمنا سيدة البشارة وسيدة لبنان ، بانتظار تكريس بلدان الشرق الاوسط لأمومتها".

في خلاصة هذه القراءة في العظات الثلاث الاولى للبطاركة الثلاثة المعاصرين يتبين لنا عدة نقاط واختلاف في الاسلوب ولكن أيضا عدة نقاط مشتركة، ولا سيما في الثوابت الاولى التي أشرنا اليها.
ولكن اذا كان لا بد من مقارنة موجزة ،يتبيّن ما يلي:
-                     في القاموس اللغوي لكل منهم ، وردت عند البطريرك خريش عبارة " ما تعلمته وأخذته" عن السلف مكررة 6 مرات ، وذلك بمثابة لازمة ، الى جانب كلمات مثل : السلف الصالح،  التراث ، الوديعة،...ما يشير بنحو بارز الى الطابع المحافظ ، الحريص على التقاليد . ولكنه  طابع مقرون أيضا بالحكمة والهدوء والوداعة وحب السلام، الى نزعة عقلانية ورؤية واسعة . الامر الذي جعله يبدو في نظر بعض أمراء السياسة والحرب كنيسته إنسانا غريبا عنهم. وهذا  ربما ما جعل أحدهم يقول عنه في زمن جنون الحرب : " ما كان يجب أن يولّى ابن جبل عامل في جبل لبنان". لم يفهمه أهل السياسة  بقدر ما فهمه البسطاء من أبناء الشعب اللبناني من مختلف الفئات والمناطق ،ومن المثقفين والنخبة. وهو من كان يردد : قد يأتي يوم تفهمون ما أقول ، وخصوصا عندما قال لمن حاول الاعتداء عليه عند درج بكركي  : "قوصني يا ابني اذا كنت ترى في موتي خلاصا للبنان".
-                     في المقابل وردت عند البطريرك صفير كلمة " صليب " تكررت 9 مرات، ما عدا المفردات الرديفة للصليب ومعاني الألم. فلا غرابة أن تهيمن على تفكيره ورؤيته للامور صورة الصليب في شكل  عام ، فلم تنطبع بها عظته وحسب بل كان كل زمن ولايته الحبرية مصبوغا بهذا الرمز. نظر الى الأمور بمنظار واقعي قاتم ، ولكن من دون إحباط أو يأس ، لأنه كان يعبّر دائما بأن وراء جلجلة الصليب قيامة مكللة بالانتصار والمجد. غالبا ما كان يقول كلمته ويمشي ، معتبرا هو أيضا أنه "إن لم يفهموا اليوم فغدا يفعلون". وقد برهنت الأحداث أن ثورته الهادئة التي أثمرت تحريرا لم تكن من دون جدوى.
-                     أما في قاموس بشاره الراعي فقد غلبت عليه عبارة " الشركة والمحبة " التي تكررت 14 مرة. وقد أسعفه اسلوبه الاعلامي الحيوي ، بما فيه أحيانا من حماس ومواجهة حادة ، هي جزء من نهجه وطبعه، ومن  خطاب متفلّت  من القيود والعقد، لينطلق معه بمنطق جديد يقلب به أحيانا الطاولة على رؤوس المتحاورين في الساحة اللبنانية وفي المحافل الدولية ( فرنسا والولايات المتحدة)، ليعيدهم الى جوهر القضايا ،وخصوصا قضية لبنان، والى ما يعتقده الحقيقة ، واثقا من أن الراعي هو من يجب أن تتبعه الرعية ، لا أن يكون هو تابعا لبعض "كرازيها" ، وواثقا أيضا أن بكركي هي "الصخرة" الألفية الصامدة في بعديها العمودي والأفقي. مركوزة هي في جبل لا تهزه الرياح وعواتي الدهر. لم يُعطَ احد ما أعطي "راعيها" من مجد. بهذا الوعي بدا البطريرك الجديد أنه يأخذ بزمام الأمور بنمط جديد من الخطاب والتصرف .
-                     والسؤال هل ينجح الراعي في متابعة المسيرة بزخم جديد وآلية جديدة على حسب ما وعد به ، أم سيصطدم هو أيضا ببطاركة السياسة من أبناء  كنيسته ، فيُحرم من إمكانية ما منع البطريرك خريش من تحقيقه في مصالحة المتخاصمين وتوطيد دعائم وحدة الوطن والعيش المشترك؟ 
-                     هل سيتغلب على الجمود المؤسساتي الداخلي والعائد بأدواته التقنية والبشرية الى زمن من غير هذا الزمن ، فيحيي في النفوس ما حفل به عهد البطريرك صفير  من رميم  أكداس النصوص حبرا على ورق ؟
-                      قال غبطته في عظته الاولى : إن خدمتي الراعوية ستكون متعددة المساحات والأبعاد .
 فهل ستبلغ حقا مساحات لبنان وانطاكية وسائر المشرق وعالم الاغتراب ، تخصبها خميرة بيت مارون بقوتها ،  وتضفي عليها " الوردة بين الاشواك " جمالا ، كما قيل في  الكنيسة المارونية يوم كانت ربيعا زاهرا في خريف العرب والشرق المستديم ؟!
إن أنظار الجميع تتطلع الى عدم تفويت الفرصة الجديدة المتاحة لعهد أبينا البطريرك بشاره بطرس الراعي،  من أجل ربيع ماروني ولبناني دائم ، وحضور مسيحي حي ّ، وفاعلية مشرقية زاهرة ، انطلاقا من أرض التجسد ووطن الرسالة ، لبنان.
J.T.K..

lundi 31 octobre 2011

Les chrétiens de Bagdad, entre l’exil et l’espoir

Les chrétiens de Bagdad, entre l’exil et l’espoir
Un an après le massacre dans la cathédrale syriaque de Bagdad, les chrétiens s’accrochent à leurs paroisses et à leurs écoles.
Des enfants dans la cour de l’école paroissiale de la Tente-de-la-Vierge à Bagdad. Aujourd’hui, 7...
(François d'Alançon)

Des enfants dans la cour de l’école paroissiale de la Tente-de-la-Vierge à Bagdad. Aujourd’hui, 75 % des enfants y sont musulmans à la suite du départ de nombreux chrétiens.

La dernière vague d’émigration a encore réduit le nombre des fidèles.
Ceux qui restent ne perdent pas l’espoir de contribuer à la construction du nouvel Irak.
Avec cet article
Église Sayidat Al-Najat (Notre-Dame-du-perpétuel-secours), la cathédrale syriaque catholique de Bagdad. Dans la rue interdite à la circulation, un véhicule blindé, des blocs de béton et des rouleaux de barbelés. Deux policiers en treillis montent la garde devant le portail métallique, surplombé des portraits de Wassim, 27 ans, et Taher, 32 ans, les deux prêtres martyrs massacrés le 31 octobre 2010 par un commando terroriste, avec 44 autres fidèles.
Dans l’édifice entièrement vide, les travaux de rénovation, financés par le gouvernement, traînent en longueur. Les murs blancs criblés d’impacts portent encore les stigmates de la tragédie. « Le choc a été difficile à surmonter »,  affirme le P. Aysar, 35 ans, rappelé de Rome où il achevait une thèse de doctorat sur la doctrine sociale de l’église, pour reprendre le flambeau. « L’hémorragie s’est intensifiée. Pendant quatre mois, les familles se sont succédé dans mon bureau pour demander les certificats de baptême ou de mariage nécessaires à leur dossier d’émigration. Nous souhaitons que les familles restent, mais nous pouvons d’autant moins les y obliger que nous ne sommes pas en position de leur garantir une protection. Chacun doit choisir ce qui est pour lui la meilleure solution. »

Insécurité et pressions

Plus encore que l’insécurité chronique qui touche l’ensemble de la population, une pression plus insidieuse mine les communautés chrétiennes. Menaces écrites ou verbales, racket au nom de l’« impôt islamique »,  diktats vestimentaires envers les femmes. Ce sont des persécutions invisibles, souvent motivées par le simple appât du gain chez des promoteurs immobiliers désireux de pousser un propriétaire chrétien à la vente. Comme si la culture hégémonique dominante au sommet de l’État, dans les institutions publiques et l’administration, avait désormais libre cours dans la société.
 « Récemment,  raconte Mgr Shlemon Warduni, évêque chaldéen, un médecin chrétien s’est vu réclamer successivement 10 millions, puis 5 millions de dinars, sous la menace que sa maison soit brûlée, et il a fini par quitter Bagdad pour le nord. »  « Que peut-on faire s’il n’y a ni gouvernement, ni loi ?  interroge le prélat. Vivre dans une société sans État de droit, c’est comme habiter une maison sans toit. L’émigration détruit notre culture, notre histoire, notre foi, nos églises et nos fidèles. C’est une maladie contagieuse et dangereuse face à laquelle nous ne pouvons rien. »
Partir ou rester ? Un an après la « Toussaint sanglante », le dilemme taraude les familles et les couples, amplifié par le constat d’impuissance des responsables religieux. « Tout le monde se sent seul,  lâche Nada, 42 ans, directrice d’école. Le Vatican et les évêques font des déclarations, mais personne ne nous protège. Même les prêtres sont livrés à eux-mêmes. Toute ma famille vit à Chicago. Si mon mari n’avait pas un bon travail, nous serions déjà partis la rejoindre. »

Comment vivre dans une société violente ?

 « Ma femme ne se voyait pas élever notre fille dans cet environnement,  explique Faris, un ingénieur de 41 ans, qui vend sa maison et ses meubles. Le mois prochain, nous partons à Ankara, où je déposerai ma demande d’asile auprès du Haut Commissariat aux réfugiés. Nous attendrons là-bas, dans un centre d’accueil, un an ou plus s’il le faut, mais nous ne reviendrons pas en arrière. »
Saad, 38 ans, fait le choix inverse. « Pour une raison pratique,  dit-il. Si je pars, je perds le bénéfice de plus de douze ans de travail pour   créer mon entreprise de plomberie et me faire une clientèle.  » Pas sûr, pourtant, qu’il résiste longtemps à la pression. « Les gens pensent à l’avenir de leurs enfants et se demandent comment ils pourront grandir dans une société aussi violente, »  ajoute-t-il devant son épouse silencieuse.
Employée dans une banque, la jeune femme a perdu son père dans le carnage de l’église syriaque et rêve de rejoindre sa mère, sa sœur et son jeune frère restés en France après leur évacuation.

La question de la création d’une « province chrétienne »

Pour échapper au piège de l’extinction, des parlementaires et partis chrétiens prônent la création d’une province à majorité chrétienne dans la plaine de Ninive, aux confins de la province de Mossoul et du Kurdistan. Des milliers de déplacés y ont déjà grossi la population de Karakosh et de quelques autres bourgades chrétiennes.
Les leaders kurdes agitent en sous-main cette proposition afin de renforcer leur position dans la bataille pour le contrôle de territoires qu’ils disputent aux Arabes sunnites, en créant une zone tampon. L’idée rencontre un accueil mitigé de la part des autorités religieuses chrétiennes, divisées sur la question. « Les Kurdes veulent nous utiliser en nous mettant entre le marteau et l’enclume,  affirme Mgr Warduni. Nous avons besoin de protéger nos droits de citoyens partout où les chrétiens se trouvent, pas de créer un ghetto. »
 « Au moins, là-bas, les chrétiens sont en Irak » , répond Mgr Avak Asadourian, primat du diocèse arménien d’Irak et secrétaire général du Conseil des chefs d’Églises, tout en récusant le terme de « province chrétienne » . « Ce serait résoudre un problème en en créant un autre,  souligne, de son côté, Hanaa Edwar, fondatrice d’Al-Amal, une ONG irakienne des droits de l’homme. Les Arabes sunnites de Mossoul ne l’accepteront pas.  »
Rester, mais pour quoi faire ? À Bagdad, la question anime des chrétiens décidés à jouer un rôle dans la construction du nouvel Irak aux côtés des musulmans, et pas seulement calfeutrés à l’abri de leurs églises-bunkers aux trois quarts désertes. Au cœur du quartier chiite Al-Jadida, la paroisse Mar Eliya compte aujourd’hui moins de 300 familles contre 2 500 il y a dix ans.
Adossée à l’église, l’école paroissiale, fondée en 2005, accueille 800 enfants, dont 75 % de musulmans. « Si vous voulez vous plaindre, partez, si vous décidez de rester, vivez ! Voilà ce que je dis à mes paroissiens » , lance le père Douglas Al Bazi, 39 ans, un des dix derniers prêtres chaldéens en activité dans la capitale. « J’aimerais que l’Église ne culpabilise pas ceux qui partent et soit le meilleur avocat de ceux qui restent. En 2006, j’ai été kidnappé pendant neuf jours. Les mauvais traitements ont ruiné ma santé, mais cette expérience m’aide à partager la peine des très nombreux Irakiens qui ont subi le même sort. »
 « Notre salut viendra de l’extérieur,  martèle le dominicain Yousif Thomas Merkis. Plus on est minoritaires, plus il faut sortir de l’enfermement et s’ouvrir au dialogue avec les autres. Les chrétiens ont toujours été en pointe dans le secteur de la santé, de l’éducation et de la culture. Leur contribution dans ces domaines reste très appréciée et nous sommes sollicités pour participer à la réforme du système éducatif. »

Des rencontre encourageantes avec des chiites

Sous l’impulsion des dominicains de Bagdad et de plusieurs personnalités musulmanes, les échanges se multiplient entre intellectuels et religieux chrétiens et chiites. L’université de Nadjaf accueillera en avril prochain un colloque sur le dialogue entre les religions. Toujours à Nadjaf, la ville sainte chiite, Jawad Al Khoei, petit-fils du grand ayatollah Qasim Al Khoei, va créer un institut ouvert à l’enseignement des autres religions. Dans un autre registre, l’organisation Caritas soutient un programme de formation de « réconciliateurs » chrétiens et musulmans.
Reste le défi de l’influence pour une minorité en mal de représentation politique. « Nous devons avoir une voix forte dans les allées du pouvoir pour obliger le gouvernement à agir » , tranche Mgr Avak Asadourian. Encore faudrait-il s’entendre sur une vision de l’avenir. « Les chrétiens souffrent d’un déficit d’analyse politique qui remonte à l’époque de Saddam Hussein,  constate l’archevêque latin Mgr Jean Sleiman. Des questions comme le fédéralisme, les relations entre le centre et les régions méritent une sérieuse réflexion.  »
Au printemps dernier, une rencontre a réuni pour la première fois les leaders religieux et politiques chrétiens. Un premier pas timide pour discuter, clarifier, examiner les projets et les solutions.

Une minorité mal représentée

À la Faculté des sciences politiques où il donne un cours sur les droits de l’homme, Firas, doctorant de 31 ans, se sent parfois un peu seul au milieu de ses collègues musulmans. « L’année dernière, deux étudiants chrétiens ont obtenu leur diplôme. Cette année, il n’y en aura aucun… Au Parlement, les députés chrétiens ne jouent aucun rôle. Ce dont l’Irak a besoin, c’est un gouvernement laïque. »
Répartis au sein de plusieurs formations politiques, les députés chrétiens au Parlement sont largement ignorés de leur communauté, soupçonnés de poursuivre des intérêts personnels ou de servir de supplétifs à la représentation kurde.
Dernière halte à l’église syriaque Mar Behnam, dans le quartier Ghadir. Ghazwan Jabri, 41 ans, architecte, assure la catéchèse depuis quinze ans dans la paroisse, avec sa femme Raghad, 38 ans, directrice du jardin d’enfants. « Les évêques font ce qu’ils peuvent, mais les chrétiens ne font pas partie de l’équation. Nous sommes une minorité et nous n’avons aucun pouvoir. Moi aussi, j’ai une responsabilité envers mes deux enfants et j’ai pensé à partir. Les chrétiens ont bonne réputation dans ce pays et nous devons la maintenir. Nous devons vivre nos jours et être heureux, autant que nous le pouvons. »
François d’Alançon

http://www.la-croix.com/Actualite/S-informer/Monde/Les-chretiens-de-Bagdad-entre-l-exil-et-l-espoir-_NG_-2011-10-30-729561

samedi 29 octobre 2011

Al-Azhar méprise l'invitation du pape pour Assise III


AL-Azhar, plus grande université islamique du monde musulman, dont l'autorité est indiscutée,  par la voix de son président Ahmed Al Tayyeb, a fait savoir qu'elle n'enverrait aucun émissaire à la troisième rencontre d'Assise voulue par Benoit XVI afin de réunir les représentants des différentes religion pour construire un monde de paix, qui se déroule à partir de demain. L'évènement est important, 25 ans après la première réunion d'Assise en 1986 organisée par Jean-Paul II. Plus d'info ici.
Le dialogue est en fait suspendu depuis le début de l’année en raison d’une déclaration de Benoît XVI après l’attentat terroriste du 31 décembre dernier contre l’église copte d’Alexandrie, qui avait coûté la vie à 21 personnes. Benoît XVI avait alors dénoncé « les discriminations, les abus et l’intolérance religieuse qui frappent aujourd’hui en particulier les chrétiens ». Il avait affirmé : « Les paroles ne suffisent pas, il faut l’engagement concret et constant des responsables des nations. »

En réponse, Ahmed Al Tayyeb avait qualifié les propos de Benoît XVI d’« ingérence inacceptable dans les affaires intérieures égyptiennes » et demandé : « Pourquoi le pape n’a-t-il pas appelé à la protection des musulmans quand ils se faisaient tuer en Irak ? » alors que Jean-Paul II et Benoit XVI ont condamné fermement l'invasion américaine de 2003, et qu'en Irak les Chrétiens sont persécutés odieusement, ce qui a entrainé la fuite de 500 000 d'entre eux. Quelques jours plus tard, le 12 janvier, le gouvernement égyptien avait  rappelé son ambassadeur près le Saint-Siège.

Le pere Boulad:le monde arabe est en train de virer dans l’islamisme avec la bénédiction des puissances Occidentales

Pour moi, il est clair que le monde arabe est en train de virer dans l’islamisme avec la bénédiction des puissances Occidentales. A croire que l’Occident n’a rien appris du passé. Qu’a-t-on fait de l’expérience de l’Irak ? Il faut dire aussi qu’il y a une manipulation médiatique de l’opinion. Les rebelles sont unanimement présentés comme des libéraux qui veulent la démocratie. Au lieu de démocraties, se sont des régimes islamistes qui vont se mettre en place.  Je pense que l’intervention de l’Occident dans les scénarios des pays arabes est dictée par des intérêts économiques et financiers. Il y a un manque d’objectivité total. Est-ce que l’Occident se rend compte qu’en mettant en place tous ces régimes dans le monde arabe, il se prépare à un avenir amer ? Personne n’a pas pris la véritable mesure de la puissance, de l’organisation et de la détermination des islamistes. Lire la suite
http://www.islamisation.fr/archive/2011/10/25/egypte-beaucoup-de-chretiens-preparent-leur-valise.html

mercredi 26 octobre 2011

Les révolutions arabes profitent aux partis islamiques

Les révolutions arabes profitent aux partis islamiques
Le parti Ennahda tunisien est crédité de 40 % des voix aux législatives de dimanche 23 octobre.
Militants du parti Ennahda lors d’un meeting, à Ben Arous, le 21 octobre. Le p...
(LIONEL BONAVENTURE / AFP)

Militants du parti Ennahda lors d’un meeting, à Ben Arous, le 21 octobre. Le parti islamiste aurait recueilli près de 40 % des voix aux élections tunisiennes.

La Libye veut instaurer la charia.
Les frères musulmans égyptiens devraient fortement progresser.
Avec cet article
Les dictatures arabes éliminées en Tunisie, Égypte et Libye, donneront-elles naissance à des sociétés dominées par les mouvements religieux islamiques ? C’est la crainte de l’Occident alors qu’en Tunisie comme en Égypte ces partis, les mieux structurés, pourraient remporter les premières élections. Il est peu probable que la disparition d’une dictature entraîne automatiquement la mise en place d’une démocratie libérale, comme Washington l’espérait pour l’Irak.

Tunisie : victoire annoncée pour Ennahda

 « Il faut avoir confiance dans les Tunisiens » . Yadh Ben Achour, le président de la haute instance de la réforme politique qui a achevé sa mission avant les élections dimanche 23 octobre, veut rassurer face au raz de marée islamiste annoncé dans les urnes. Le parti Ennahda (« renaissance ») était crédité le 24 octobre à lui seul de 40 % des voix et 60 à 65 des 217 sièges de l’assemblée constituante, les résultats officiels devant être connus dans la journée.
Arrivé en tête dans 24 des 27 circonscriptions du pays, le parti islamo-conservateur a d’autant plus la majorité à portée de main que le parti qui s’opposait frontalement à lui, le parti démocrate progressiste (PDP) ne devrait arriver qu’en quatrième position avec quelque 10 % des voix. Le PDP a pris, lundi 24 octobre, acte de sa défaite et annoncé se ranger dans l’opposition. Le projet de coalition des « modernistes » pour marginaliser Ennahda a été ainsi tué dans les urnes. Et Ennahda se trouve quasi maître du jeu pour choisir un président, former un gouvernement et rédiger une constitution.
« Il faut coopérer avec Ennahda, et je vous assure que s’il y a des débordements, les Tunisiens ne se laisseront pas faire », affirme en irréductible optimiste Yadh Ben Achour. À ses yeux, il ne peut y avoir d’hiver islamiste avec une population que l’on dit centriste dans l’âme. Faiza, styliste, qui a voté pour Ennahda ne dit rien d’autre : « Il n’a pas carte blanche. S’il ne tient pas parole, je serai la première à voter contre la prochaine fois », avertit-elle.
 Le parti le plus crédible
Mais pour l’heure, elle estime qu’Ennahda est le mieux placé pour « sauver la Tunisie. On veut nous enfermer dans la question du voile, mais ce n’est pas le problème, les vrais problèmes, ce sont le chômage et la liberté ».
Vierge de toute compromission avec l’ancien régime qui a persécuté, pourchassé et emprisonné ses militants, Ennahda est apparu le parti le plus crédible et le plus proche de la population, notamment en œuvrant tel l’État providence auprès de la population défavorisée. « C’est un vote de sanction, un vote contre le passé, analyse le juriste et universitaire Kais Saied. Les Tunisiens ont dû se prononcer par rapport à un débat bipolarisé entre les islamistes et les modernistes ». Or les modernistes étaient éclatés en plusieurs partis et listes indépendantes, quand Ennahda ne faisait qu’un bloc.
Le parti islamiste a lui-même conscience du séisme qu’il vient de provoquer dans le pays. « Il nous faut lancer des messages rassurants », admet Samir Dilou, membre de son bureau politique, surpris par l’ampleur du succès. « Il nous faut former une majorité et rédiger une constitution à l’image du peuple tunisien, ouvert, modéré et tolérant », promet-il.
 « Un parti civil moderniste » ? 
« Un parti civil moderniste ». C’est ce que plaidait Souad Abderrahim, tête de liste d’Ennahda à Tunis, vendredi 21 octobre lors du dernier grand meeting du parti dans la banlieue de la capitale. « Il est temps de mettre fin à la phobie instrumentalisée par les autres partis », martelait la candidate, tête nue, gage de modernité du parti.
Kais Saied estime cependant que le parti est loin d’avoir clarifié ses positions, ni éclairé sur l’origine de ses financements. « Ses dirigeants se prononcent parfois en leur nom personnel, parfois au nom du parti et ménagent ainsi un électorat ouvert et une frange de la base plus radicale », souligne-t-il. Une manière douce d’évoquer le double langage du parti que dénoncent ses opposants.
Dernier épisode en date : Ennahda s’est bien gardé de condamner la violence après que des Salafistes ont saccagé le 14 octobre dernier le domicile du directeur de la chaîne Nessma TV qui avait diffusé le film Persepolis .

Libye : une législation fondée sur la charia

Agnès ROTIVEL ET MARIE VERDIER (A TUNIS)

Les révolutions arabes profitent aux partis islamiques

Les révolutions arabes profitent aux partis islamiques
Le parti Ennahda tunisien est crédité de 40 % des voix aux législatives de dimanche 23 octobre.
(LIONEL BONAVENTURE / AFP)

Militants du parti Ennahda lors d’un meeting, à Ben Arous, le 21 octobre. Le parti islamiste aurait recueilli près de 40 % des voix aux élections tunisiennes.

La Libye veut instaurer la charia.
Les frères musulmans égyptiens devraient fortement progresser.
Avec cet article
Les dictatures arabes éliminées en Tunisie, Égypte et Libye, donneront-elles naissance à des sociétés dominées par les mouvements religieux islamiques ? C’est la crainte de l’Occident alors qu’en Tunisie comme en Égypte ces partis, les mieux structurés, pourraient remporter les premières élections. Il est peu probable que la disparition d’une dictature entraîne automatiquement la mise en place d’une démocratie libérale, comme Washington l’espérait pour l’Irak.

Tunisie : victoire annoncée pour Ennahda

 « Il faut avoir confiance dans les Tunisiens » . Yadh Ben Achour, le président de la haute instance de la réforme politique qui a achevé sa mission avant les élections dimanche 23 octobre, veut rassurer face au raz de marée islamiste annoncé dans les urnes. Le parti Ennahda (« renaissance ») était crédité le 24 octobre à lui seul de 40 % des voix et 60 à 65 des 217 sièges de l’assemblée constituante, les résultats officiels devant être connus dans la journée.
Arrivé en tête dans 24 des 27 circonscriptions du pays, le parti islamo-conservateur a d’autant plus la majorité à portée de main que le parti qui s’opposait frontalement à lui, le parti démocrate progressiste (PDP) ne devrait arriver qu’en quatrième position avec quelque 10 % des voix. Le PDP a pris, lundi 24 octobre, acte de sa défaite et annoncé se ranger dans l’opposition. Le projet de coalition des « modernistes » pour marginaliser Ennahda a été ainsi tué dans les urnes. Et Ennahda se trouve quasi maître du jeu pour choisir un président, former un gouvernement et rédiger une constitution.
« Il faut coopérer avec Ennahda, et je vous assure que s’il y a des débordements, les Tunisiens ne se laisseront pas faire », affirme en irréductible optimiste Yadh Ben Achour. À ses yeux, il ne peut y avoir d’hiver islamiste avec une population que l’on dit centriste dans l’âme. Faiza, styliste, qui a voté pour Ennahda ne dit rien d’autre : « Il n’a pas carte blanche. S’il ne tient pas parole, je serai la première à voter contre la prochaine fois », avertit-elle.
 Le parti le plus crédible
Mais pour l’heure, elle estime qu’Ennahda est le mieux placé pour « sauver la Tunisie. On veut nous enfermer dans la question du voile, mais ce n’est pas le problème, les vrais problèmes, ce sont le chômage et la liberté ».
Vierge de toute compromission avec l’ancien régime qui a persécuté, pourchassé et emprisonné ses militants, Ennahda est apparu le parti le plus crédible et le plus proche de la population, notamment en œuvrant tel l’État providence auprès de la population défavorisée. « C’est un vote de sanction, un vote contre le passé, analyse le juriste et universitaire Kais Saied. Les Tunisiens ont dû se prononcer par rapport à un débat bipolarisé entre les islamistes et les modernistes ». Or les modernistes étaient éclatés en plusieurs partis et listes indépendantes, quand Ennahda ne faisait qu’un bloc.
Le parti islamiste a lui-même conscience du séisme qu’il vient de provoquer dans le pays. « Il nous faut lancer des messages rassurants », admet Samir Dilou, membre de son bureau politique, surpris par l’ampleur du succès. « Il nous faut former une majorité et rédiger une constitution à l’image du peuple tunisien, ouvert, modéré et tolérant », promet-il.
 « Un parti civil moderniste » ? 
« Un parti civil moderniste ». C’est ce que plaidait Souad Abderrahim, tête de liste d’Ennahda à Tunis, vendredi 21 octobre lors du dernier grand meeting du parti dans la banlieue de la capitale. « Il est temps de mettre fin à la phobie instrumentalisée par les autres partis », martelait la candidate, tête nue, gage de modernité du parti.
Kais Saied estime cependant que le parti est loin d’avoir clarifié ses positions, ni éclairé sur l’origine de ses financements. « Ses dirigeants se prononcent parfois en leur nom personnel, parfois au nom du parti et ménagent ainsi un électorat ouvert et une frange de la base plus radicale », souligne-t-il. Une manière douce d’évoquer le double langage du parti que dénoncent ses opposants.
Dernier épisode en date : Ennahda s’est bien gardé de condamner la violence après que des Salafistes ont saccagé le 14 octobre dernier le domicile du directeur de la chaîne Nessma TV qui avait diffusé le film Persepolis .

 Libye : une législation fondée sur la charia


http://www.la-croix.com/Actualite/S-informer/Monde/Les-revolutions-arabes-profitent-aux-partis-islamiques-_EG_-2011-10-24-727051

lundi 24 octobre 2011

الشرق : محمد السمّاك : ممَ يخاف المسيحيون العرب؟
24 / 10 / 2011
هناك ادعاء بأن ما بات يُعرف بـ«الربيع العربي» سوف ينعكس سلبا على أوضاع مسيحيي الشرق. وهناك ادعاء معاكس يقول إن المسيحيين الذين كانوا أساسا في الحضارة العربية - الإسلامية،
وفى النهضة العربية الحديثة، وفي مقاومة الاستعمار الأجنبي والاحتلال الصهيوني، لا يمكن إلا أن يكونوا أساسا أيضا في الربيع العربي، وتاليا، لابد أن ينعكس ذلك خيرا عليهم. فأي الادعاءان هو الصحيح؟
لا تنطلق المخاوف المسيحية من فراغ. هناك أسباب مبررة لها. بعض هذه الأسباب واقعي. وهو يتمثل في المأساة البشعة التي حلت بالمسيحيين العراقيين على نطاق واسع. كما يتمثل في المأساة الأقل بشاعة التي حلت بالمسيحيين المصريين على نطاق أضيق.
في الحالة العراقية جاء التغيير من الخارج. وفى الحالة المصرية جاء التغيير من الداخل. وفى الحالتين لم ينجُ المسيحيون من بعض تداعياتهما السلبية. لقد هدمت كنائس ودمرت بيوت، وقتل رهبان وشردت عائلات أشورية وكلدانية، سريانية وكاثوليكية، على نحو لم يعرفه العراق منذ استقلاله عن بريطانيا. لم تساعد الاضطرابات الطائفية في مصر على محو صورة المأساة العراقية، ولا حتى على التخفيف من وقعها. حمل المهاجرون المسيحيون العراقيون وقائع مؤلمة عن معاناتهم إلى إخوانهم في سوريا ولبنان والأردن. كان طبيعيا أن يتسلل الخوف إلى قلوب هؤلاء أيضا. وبدلا من أن يتساءلوا: ماذا نستطيع أن نفعل لمساعدتهم، غلب عليهم التساؤل: متى يحين دورنا؟ ولما انفجرت الأحداث في سوريا كان طبيعيا أن يتساءلوا: هل حان دورنا؟
مع تضخم الأحداث في سوريا، تضخمت علامة الاستفهام. وزاد في تضخمها غياب أي تحرك إسلامي على المستوى العربي لتبديد هذه المخاوف. كل ما حدث هو صدور بيان من هنا، وتصريح من هناك يستخف بهذه المخاوف، ويطعن بمبرراتها. غير أن الخائف من الظلام لا يطمئنه سوى النور.
حاول الأزهر الشريف أن يضيء شمعة عندما أصدر وثيقته التي قال فيها بالدولة الوطنية لا الدينية. وبالمساواة بين المواطنين، وباحترام حقوق الإنسان والحريات العامة. ولكن ظلام البيانات والتصريحات الأخرى التي تحاول استخراج رفات الذميّة وهي رميم، أرخى بكلكله فوق مناطق «الربيع العربي»، فلم تعد الأولوية لدى المسيحيين تنشق أزهار هذا الربيع التي تعبق بنسائم الحرية، ولم يعد همّهم أن تتفتح هذه الأزهار ليعمّ أريجها المنطقة كلها، ولكن همّهم انصبّ على كيفية إعادة طمر هذه الرفات في غياهب الماضي بكل ما تحمله من ذكريات أليمة، وبكل ما تثيره من مخاوف على الكرامة الإنسانية. ومن هنا كان يفترض أن ينطلق موقف المسلمين ليس من أجل طمأنة مواطنيهم المسيحيين فقط، ولكن من أجل تأكيد فك الارتباط بين الإسلام كعقيدة، وبين الذمية كنظام سياسي - اجتماعي اعتمده حكام مسلمون في مرحلة زمنية غابرة.
لم تكن صيغة المواطنة معتمدة أو معروفة في ذلك الوقت في دول متعددة الأديان والأجناس. ثم أسيء استخدام هذا النظام في مرحلة التقهقر والانحطاط، خاصة في أواخر العهد العثماني. وبلغت قمة الإساءة عندما انفجرت حرب التحرير اليونانية ضد الاحتلال التركي، فتحول الصراع التركي - اليوناني إلى صراع تركي - أرثوذكسي، ومن ثم إلى صراع ضد مسيحيي الشرق، حيث فرض عليهم اللباس الأسود والعمائم السوداء، وسواها من الإجراءات لتمييزهم عن بقية المواطنين. لم يفرض العرب تلك الإجراءات. ولم يكن لفرضها أساس في الإسلام. فرضها الأتراك ولأسباب سياسية انتقامية، فحمل وزرها الإسلام ظلما وافتئاتا. ولا يزال حتى اليوم.
فالقاعدة النبوية لعلاقة المسلمين بالمسيحيين في الدولة الواحدة هي: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا». وهذه القاعدة تترجم بالمساواة في المواطنة. وهي ليست مشروطة بالمساواة في العدد، لأن الحق قيمة انسانية مطلقة، وهو غير مرتبط بنسبية الأعداد.
ولكن إذا كان هناك تقصير من المسلمين في التوافق على الجهر بهذه المبادئ الكلية، فإن هناك تقصيرا من المسيحيين في التوافق على الجهر بالموقف الديني والأخلاقي والوطني من «الربيع العربي». ولعل بعض السبب في ذلك يعود إلى الواقع غير السليم وغير الصحي الذي يمر به مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي يفترض أن يمثل كل كنائس الشرق، وأن ينطق باسم مسيحيي الشرق جميعا.
أدى هذا الواقع إلى تعدد مواقف كنائس الشرق، وحتى إلى تعدد المواقف داخل الكنيسة الواحدة، الأمر الذي أثار حالة من الإرباك الشديد. فالمجلس إن لم يكن موجودا، فإن الظروف الراهنة وما يرافقها من تداعيات ومخاوف تتطلب إيجاده. ومما يؤكد ضرورة ذلك، إدراك الكنائس نفسها، كذلك الدول الغربية الراغبة في مد يد العون إلى مسيحيي الشرق، بالحاجة إلى آلية صالحة وجامعة للعمل من خلالها. ولكن هناك ما يثير مخاوف مبررة من احتمالات سوء تفسير مبادرة من هذا النوع وتصويرها وكأنها تربط مسيحيي الشرق بالغرب.. وتاليا بسياسة الغرب وطموحاته وأطماعه التاريخية. وإذا حدث ذلك نتيجة خطأ ما، فإنه قد يؤدي إلى عكس النتائج التي ينشدها مسيحيو الشرق ويتعاطف معها مسلموه. وذلك بتكريس خطأ الاعتقاد بأن مسيحيي الشرق هم امتداد للغرب. وهو خطأ ألحق في الماضي أفدح الأضرار بالعلاقات الإسلامية - المسيحية، وبمبدأ حقوق المواطنة وبالتطلعات المشروعة نحو الدولة المدنية. إن أي تصرف يوفر صدقية مجانية لهذا الاعتقاد الخاطئ، ولو بصورة غيرة مقصودة من شأنه أن يعمق من هوة التباينات القائمة حاليا، وذلك بإضافة مخاوف إسلامية إلى المخاوف المسيحية.
من هنا الحاجة، في إطار «الربيع العربي» العام إلى ربيع مسيحي خاص، يعيد الصدقية المسيحية المشرقية والعربية القومية، إلى مجلس كنائس الشرق الأوسط ليتمكن المجلس من ملء فراغ التحدث باسم المسيحيين جميعا، وليستأنف تاليا دوره البناء في الحوار المسيحي - الإسلامي.
ثمة سلبيتين إسلامية ومسيحية لابد من تفكيكهما. تتمثل السلبية الإسلامية في تضخم -أو في تضخيم- الحضور السياسي الإسلامي في أساس حركات «الربيع العربي». أما السلبية المسيحية فإنها تتمثل في غياب -أو فى تغييب- مجلس كنائس الشرق الأوسط بصفته الناطق الشرعي باسم مسيحيي الشرق. تؤجج حالة اللاتوازن هذه بين الحضور -أو الاستحضار- الإسلامي المبالغ فيه، وبين الانكفاء -أو الاستغناء- المسيحي المبالغ فيه أيضا، من مشاعر الخوف المسيحي، ومن مشاعر الخوف الإسلامي من هذا الخوف.
فالخوف يؤسس للاثقة. ومن المستحيل أن يقوم عيش واحد أو حتى عيش مشترك على قاعدة الخوف واللاثقة.
عن الشروق المصرية 23\10\2011

jeudi 13 octobre 2011

Ils ne veulent plus de chrétiens en Égypte

L’armée a violemment réprimé une manifestation de plusieurs milliers de coptes, dimanche 9 octobre, dans le centre du Caire.

(AFP/MAHMUD HAMS)

Lors des funérailles, lundi 10 octobre, des femmes coptes pleurent l'un des leurs, un jeune homme tué lors des affrontements avec l'armée dimanche au Caire.

Au moins 24 personnes ont été tuées. Des émeutes ont ensuite éclaté dans la capitale égyptienne.
Avec cet article
Dans la petite salle de la morgue, l’air est suffocant. Douze corps sont allongés, épaules contre épaules. L’un a le crâne défoncé, les yeux exorbités. « Tantawi assassin (1) ! », hurlent les hommes et femmes qui se pressent pour voir et embrasser les « martyrs ».
Sur l’une des tables, Mina Daniel, un jeune homme aux longs cheveux noirs, baigne dans une mare de sang. Blogueur et militant socialiste, il a participé à toutes les batailles de la révolution de janvier. Son ami Khaled El Said, leader musulman de la Coalition des jeunes de la révolution, est hébété.
Autour de lui, la foule est hystérique : les femmes lèvent les bras au ciel en pleurant, les hommes aux tee-shirts tachés du sang des blessés scandent des slogans hostiles à l’armée. « Est-ce que l’on n’est pas égyptien ? Est-ce que l’on n’est pas des humains ? », s’exclame Romani Samir, un bijoutier de 30 ans. « Ils ne veulent plus de chrétiens en Égypte ! Que n’importe quel pays nous offre l’asile et nous partirons ! »
Un prêtre copte note minutieusement les noms des défunts. Au moins 24 victimes des violences de la veille avaient été identifiées lundi 10 octobre, parmi lesquels des soldats. Certains ont été tués par balles, d’autres écrasés par des véhicules de l’armée. « Cela rappelle les pires moments de la révolution, lorsque les manifestants de Tahrir étaient directement attaqués par la police », commente Mohsen Isaaq, 27 ans, qui était dans la marche. Il y a eu par ailleurs au moins 328 blessés.

Une manifestation pacifique

Il s’agissait, au départ, d’une manifestation pacifique pour réclamer que l’église du village de Merinab, en Haute-Égypte, en partie brûlée la semaine dernière, soit reconstruite et que les responsables de l’attaque contre l’édifice soient arrêtés et jugés.
Depuis plusieurs semaines, ce village proche d’Assouan est agité par une querelle : un groupe d’habitants musulmans – salafistes, selon certains –, affirme que l’édifice est en fait une « salle commune » et que les coptes ne disposent pas du permis nécessaire pour construire les dômes qu’ils veulent ajouter.
Le prêtre local assure au contraire que le lieu est enregistré comme église depuis plus de quatre-vingts ans. La manifestation de dimanche se saisissait de cette dernière attaque contre les coptes pour réclamer une loi unifiée sur la construction des lieux de culte en Égypte.
« Nous sommes partis de Choubra (quartier du nord du Caire) vers 16 heures. Il y avait environ 10 000 personnes. En arrivant dans le secteur d’Oulali, le cortège a été attaqué à coups de pierre par des habitants ou des “baltaguis” » (hommes de main du régime), raconte Bishoï Tamry, un activiste de l’Union des jeunes de Maspero, un groupe de défense du droit des coptes.
« Le calme est revenu et nous avons pu repartir. Arrivés devant l’hôtel Ramses Hilton, nous nous sommes retrouvés face à un cordon de soldats. Ils ont tiré en l’air pour disperser la foule », continue-t-il.

Les soldats ont tiré à balle réelle sur la foule

Sherif Azer, un militant des droits de l’homme, précise : « Il y avait une forte tension entre les soldats et les manifestants, qui scandaient des slogans contre le Conseil suprême des forces armées (Scaf). On m’a dit qu’il y avait eu des accrochages individuels entre soldats et manifestants, avant que la situation ne dérape. » Des coups de feu sont échangés dans la confusion.
« La télévision d’État a tout de suite choisi sa version : les coptes sont arrivés armés et ont tiré les premiers sur les soldats qui n’ont fait que se défendre », fulmine Bola Abdu. Il semble clair que des groupes de « baltaguis », des hommes de main payés pour provoquer des violences, ont attaqué les coptes présents.
La réaction de l’armée a été plus violente que jamais : après les tirs de sommations et les habituelles bastonnades, des véhicules blindés ont zigzagué au milieu des manifestants affolés, fauchant plusieurs personnes. Les soldats ont tiré à balle réelle sur la foule, au hasard.
« L’armée a voulu montrer qu’elle pouvait utiliser la violence contre les manifestants avant les élections. Comme pour prévenir qu’aller manifester maintenant, c’est risquer sa vie, avance Sherif Azer. Il est plus facile de s’en prendre aux coptes, parce qu’ils savent que la population sera moins solidaire. »
Beaucoup redoutent que les événements ne provoquent des affrontements entre coptes et musulmans dans tout le pays, notamment en Haute-Égypte où les chrétiens sont proportionnellement plus nombreux.
(1) Le maréchal Tantawi dirige le Conseil suprême des forces armées, au pouvoir depuis la chute de Hosni Moubarak, le 11 février dernier.
NINA HUBINET, au Caire


http://www.la-croix.com/Actualite/S-informer/Monde/Ils-ne-veulent-plus-de-chretiens-en-Egypte-!-_NG_-2011-10-10-721447

lundi 10 octobre 2011

تصحّر مسيحي في «الربيع العربي»

<div style="direction:rtl;text-align:right">تصحّر مسيحي في «الربيع العربي»</div>:
«ويل للعرب من شرّ قد اقترب.
وويل لهم من إمارة الصبيان يحكمون فيهم بالهوى،
ويُقتلون بالغضب»
حكيم عربي

هل تأخر المسيحيون في البحث عن دورهم في «الربيع العربي» الذي دخل خريفه؟
بل، هل لهم دور في هذا الربيع الذي أقلق كثيرين منهم، وأيقظ في نفوسهم