من جبيل حتى كسروان وصولاً إلى زحلة وبعلبك، ومختلف المناطق اللبنانية، تتزايد في الآونة الأخيرة حوادث سرقة الكنائس والمزارات. أفراد وعصابات متنقلة ومتخصصّة بفنون كسر وخلع صناديق النذورات من أمام الكنائس وداخلها. أضف الى سرقة الأواني الذهبية والموجودات الثمينة، حتى وصل الأمر بهؤلاء الى سرقة جرس الكنيسة الذي يزن مئة كيلو ويقدر ثمنه بنحو 3500 دولار، كما حصل في احدى الكنائس الشمالية سابقا. أمام هذه المعضلة، هل باتت حماية الكنائس لنفسها أمراً متوجباً عبر نشر رجال أمن خاصة لحراستها؟
على الرغم من تحرّك القوى الأمنية الفوري للقبض على السارق وتوقيفه، وملاحقة القضية، تكرار هذه الحالات تدق ناقوس الخطر وتهدد أمن زوّار الكنائس، خصوصاً أن الملاحقة الأمنية الرسمية تجري بعد حصول الحادثة، وبالتالي، فإن استباق عمليات الشغب أمر بديهي لحماية دور العبادة.
في السياق، أشار مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" الى ان هذه الحوادث تتزايد ولم تعد مقبولة، خصوصا ان السارق بات يشرّع لنفسه سرقة الكنائس والمزارات تحت تبرير ان الأموال المسروقة تعود الى وقف الكنائس الذي باعتقاد السارق ألا مصاريف ومسؤوليات عليه.
تدفع الضيقة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان نحو السرقة، بحسب أبو كسم. ورأى انه من غير اللائق وضع عناصر من القوى الأمنية أمام الكنائس لحراسة المزارات لما قد يزرع ذلك من قلق وخوف في نفوس المواطنين. الّا انه لا ينكر أهمية تشديد الاحتياطات لاستباق تكرار هذه الحوادث، معترضا على صناديق النذورات الموضوعة على الطريق أمام بعض المزارات، اذ اعتبر ان من السهولة التعرض لها وخصوصا في الليل.
وفي ما يتعلّق بالكنائس التي تتعرّض محتوياتها وصناديق التبرعات والنذورات فيها للسرقة، لفت أبو كسم الى ان السبب الأبرز هو ترك أبواب بعض الكنائس مفتوحة ليلا وتسمح بدخول الزوار اليها. وسلط الضوء على الكنائس البعيدة عن الأحياء السكنية وعملية السطو عليها سهلة ولا تخضع لأية رقابة.
من هنا، شدد ابو كسم على ضرورة التنسيق بين البلدية ورعية الكنيسة لتأمين الحراسة في محيط الكنائس والحرص على ضبط الأمن. ورأى انه من حق الكنائس الحصول على الحراسة اللازمة من قبل عناصر شرطة البلدية لأن وقف الكنائس يلتزم بدفع الرسوم والضرائب المتوجبة عليه كسائر المواطنين.
أضف الى وضع كاميرات مراقبة داخل وأمام الكنائس لرصد أي من أنواع التحركات المشبوهة منعا لتعرض الكنيسة لأي خطر. وخلال النهار على الشمّاس الموجود داخل الكنيسة الانتباه أكثر ومراقبة التحركات داخل الكنيسة لعدم وقوع أي مشكلة أو سرقة، بحسب أبو كسم.
وبعد ما شهد شهر أيار وحده على عشرات السرقات للكنائس والمزارات، طالب أبو كسم المعنيين كافة من قوى أمنية وبلديات تشديد الحراسة على أماكن العبادة لمنع التعرض لها وسرقتها. وأشار الى ان هناك تفاوتاً بين البلديات من حيث الاهتمام بتأمين حراسة خاصة لدور العبادة، منها من يشدد على هذا الأمر وبعضها لا يكترث.
حتى اليوم لا وجود لأي بروتوكول تعاون بين وقف الكنائس والبلديات تلزم الأخيرة بوضع حراسة أمام الكنائس في المناطق. والتنسيق يقتصر على اتفاق بين خوري الرعية ورئيس البلدية، على أمل انشاء بروتوكول تعاون بين المطرانية والمحافظ في كل منطقة للالتزام بفصل حراسة للكنائس، وفقاً لمدير المركز الكاثوليكي.
وبعد القاء القبض على عصابة سرقت صناديق نذورات، في الفترة الأخيرة، من داخل كنائس ضمن محافظة جبل لبنان بواسطة الكسر والخلع من بينها جبيل ولحفد ومستيتا وبشلي، علّق رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مرتينوس في حديث لـ"ليبانون ديبايت" ان التنسيق بين بلديات قضاء جبيل ووقف الكنائس موجود ووثيق. وتختلف درجاته بحسب تعاون عناصر شرطة البلدية مع كل رعية.
لكن مع تزايد حوادث سرقة الكنائس في المنطقة، أكد مرتينوس ان البلديات ستعقد اجتماعات لوضع خطة استباقية لمنع تكرار الحوادث من هذا النوع. وتحتاج لتنفيذ الأمر، التعاون مع القوى الأمنية ووقف كل رعية في المنطقة.
كريستل خليل | ليبانون ديبايت
2018 - | حزيران - | 09 |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.