هكذا اختُطف المطرانان بولس اليازجي ويوحنا 13/8/2013- إبراهيم | As-Safir
مطرانان مغيّبان أم مطرانان شهيدان، وما علاقة الأب باولو دالوليو بالقضية، وتكليفه بالتوسط لدى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الرقة لاستيضاح مصيرهما، واختفائه، وربما مقتله؟
فرضيتان في قضية مطراني حلب للروم الأرثوذكس بولس اليازجي والسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم، ما لم تظهر دلائل مادية حتى اليوم تؤكد إحدى الفرضيتين وتلغي الأخرى.
وتميل معلومات متقاطعة نحو الفرضية الثانية، أي أن المطرانين قد يكونان قتلا قبل نهاية أيار الماضي، بعد شهر على خطفهما قرب حلب. والمعلومات مصدرها تحقيقات أجرتها جهات في «الجيش السوري الحر»، مقربة من «الفرقة التاسعة» العاملة في حلب كانت تحمل اسم لواء «أنصار الخلافة»، وأخرى حصلت عليها جهات أمنية عربية من الاستخبارات التركية.
فبحسب المصادر العسكرية السورية المعارضة، قام الخاطفون بقتل أحد المطرانين بعد أيام من خطفه، فيما قُتل الثاني خلال أيار. أما المرجع الأمني العربي فيقول إنه خلال لقاء مع مسؤولين في الاستخبارات التركية، قبل شهرين، لبحث قضية الرهائن اللبنانيين التسعة، طرح سؤالا عن مصير المطرانين المخطوفين، وكان جواب المسؤول الأمني التركي مقتضباً، بأنهما قتلا.
وخلال الساعات الأخيرة احتدم النقاش الإعلامي حول قضية المطرانين، عندما وجدت الخارجية التركية نفسها مضطرة لنفي وجود المطرانين المخطوفين على الأراضي التركية. وجاء النفي التركي بعد رسالة من البطريركية السريانية في دمشق الأسبوع الماضي تطالب جميع الأطراف بتوضيح مواقفهم من قضية المطرانين اللذين مضى على اختطافهما نيف ومئة يوم، من دون أن يتوصل المتدخلون من جميع الأطراف إلى مجرد بداية خيط، أو وساطة توصل إلى الخاطفين.
وتتركز الأنظار على الاستخبارات التركية لوجودها على مقربة من جميع عمليات الخطف التي دارت كلها، على بعد كيلومترات قليلة، من عبور المخطوفين، من لبنانيين وسوريين وأوروبيين ومن كل الجنسيات، الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية.
وتقاطعت مصادر عدة في القول ان جماعة «جند الخلافة»، التي قادها «أبو عمر الكويتي»، هي التي نفذت عملية خطف المطرانين في 22 نيسان الماضي، بعد دقائق من عبورهما حاجزا لـ«الجيش الحر» في المنصورة، على بعد 3 كيلومترات من مدخل حلب الشمالي.
وبحسب خبراء «الجهادية السورية» فإن المجموعة الخاطفة، المؤلفة من 8 شيشانيين، تنتمي إلى جماعة أبو عمر الكويتي، التي عرفت حتى أشهر قليلة باسم «جند الخلافة» قبل أن تغيّر اسمها إلى «لواء المسلمين». وأبو عمر الكويتي يقود مجموعة من «المهاجرين»، من بينهم 200 مقاتل شيشاني. والكويتي شيعي تسنن والده، واسمه الحقيقي حسين لاري، بايع على السمع والطاعة محمد الرفاعي، أحد قدامى «الجهاد الأفغاني» المقيم في لندن خليفة على المسلمين.
ماذا جرى قبل الخطف، وهل وقع المطرانان في فخ معد؟ وهل كان الفخ معداً للمطران يوحنا إبراهيم، أم أن الخاطفين وقعوا بالمصادفة يوم الثاني والعشرين من نيسان على المطرانين في منطقة باب الهوى، فنظموا عملية سريعة لاختطافهما؟
لو صحت فرضية الفخ، فعندها سيكون الهدف من عملية الخطف المطران يوحنا إبراهيم وحده من دون المطران بولس اليازجي، لأن وجود اليازجي في سيارة «السيراتو» الفضية إلى جانب المطران إبراهيم، لم يتقرر إلا في الساعات الأخيرة، وبمحض المصادفة. أما المطران يوحنا إبراهيم فكان حضوره في المنطقة وضمن شبكة علاقاتها عادياً.
لم تشهد قضية المطرانين تحقيقاً جدياً يمكن منه الوصول إلى مفاوضات مع الخاطفين، بل لقد سلكت القضية منذ البداية طريق الاتهام السياسي ضد النظام أولاً، من دون دليل قاطع، وهو ما أتاح دخول تجار الفدية على خط محاولات البحث عن طرف خيط من قبل الكنيسة و«الائتلاف» و«الجيش الحر».
ومن مفارقات هذه القضية أن تصدر بيانات عن جميع الأطراف باستثناء «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي تلتزم الصمت ولم تستحب إلى أي من نداءات «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أو الناشطين في الشمال السوري لتوضيح مصير المطارنة والمخطوفين الآخرين.
ونفى نائب مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب تشيرو بينيديتّيني، في تصريح لوكالة «آكي» الايطالية، علم الفاتيكان بمقتل دالوليو، معربا عن أمله بأن «يتم حل المسألة في أقرب وقت وإيجابياً»