توصيات سينودس كنائس الشرق الاوسط
اختتم السينودس الخاص بكنائس الشرق الوسط الذي انعقد في روما في تشرين الاول ٢٠١٠ ب ٤٤ توصية او اقتراح ستكون في صلب الارشاد الرسولي الذي سيقدمه البابا الى مسيحيي المنطقة اثناء زيارته الى لبنان في ١٤-١٥١-١٦ ايلول الجاري .
ومن اهم هذه التوصيات التي جاءت في ثلاثة فصول ما يلي :
الفصل الاول من التوصية ١ الى ١٥:
- لفت انتباه العالم بأسره إلى الوضع المأساويّ الذي تعاني منه بعض الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط التي تتحمّل كلّ أنواع الصعوبات التي تصل أحيانا إلى حد الاستشهاد.ه
- خلق مشاريع تعمل على استثمار الأرض، ليتمكّن أصحابها من البقاء فيها بكرامة والسعي الى استرجاع المفقود منها والمؤمّم. وليرافق هذا الجهد تفكيرٌ عميق حول معنى الحضور المسيحيّ ورسالته في الشرق الأوسط.
-الادارة المالية - حتّى تتأمّن الشفافيّة، يجب اعتماد نظام مراقبة وتدقيق في شؤون الكنيسة الماليّة، والتمييز بوضوح بين ما هو ملك لها وما يعود للأشخاص العاملين فيها. كما تجب المحافظة على أملاك الكنيسة وخيراتها ومؤسّساتها
- تشجيع الحجّ المقدّس
-الالتزام بالعدالة والسلام والمطالبة بتطبيق توصيات الامم المتحدة :
"تلتزم كنائسُنا الصلاة والعمل لأجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط، وتدعو إلى تنقية الذاكرة، مفضِّلةً لغة السلام والرجاء على لغة الخوف والعنف. وهي تطالب السلطات المدنية المسؤولة بتطبيق توصيات الأمم المتّحدة الخاصّة بالمنطقة، ولا سيّما تلك المتعلّقة بعودة اللاجئين، والوضع الخاصّ بمدينة القدس والأراضي المقدّسة."
الترسيخ في الارض -المشاركة والتنشئة وتعزيز روح التضامن:
يجب على كنائسنا أن تُنشئ مكتبًا أو لجنة تُكلَّف بدراسة ظاهرة الهجرة ودوافعها، وذلك لإيجاد الوسائل لمواجهتها:
1. العمل على توعية المهاجرين لتعزيز روح التضامن والمشاركة لديهم مع بلدان المنشأ، وذلك بالمساهمة في المشاريع الراعويّة، والتنمية الثقافيّة، والتربويّة، والاجتماعية، والاقتصاديّة.
2. تربية مسيحيي المهجر على المحافظة بأمانةٍ على تقاليدهم الأصليّة.
3. تقوية رباط الشركة بين المهاجرين والكنيسة الأم
الهجرة والتنشئة
-نوصي كنائس البلدان المضيفة أن تتعرّف على لاهوت الشرقيّين وتقاليدهم، وتراثاتهم، وتحترمها في أنظمتها وممارستها الأسراريّة والإداريّة. فهذا الأمر يعزّز التعاون مع الكنائس الشرقيّة المتواجدة في بلدان المهجر، في ما يختصّ بتنشئة مؤمنيها ورعايتهم.
- الهجرة إلى بلدان الشرق الأوسط
إنّ أوضاع العمّال الوافدين إلى الشرق الأوسط، مسيحيّين وغير مسيحيّين، ولا سيّما النساء، هي مسألة تعنينا بشكل كبير. فالكثيرون منهم يعانون من أوضاع صعبة تنال من كرامتهم.
ندعو السينودسات البطريركيّة، ومجالس الأساقفة، والمؤسّسات الخيريّة الكاثوليكيّة، ولا سيّما رابطة كاريتاس، والمسؤولين السياسيّين، والناس ذوي الإرادة الصالحة، أن يعملوا كل ما تسمح به صلاحيّاتهم، من أجل احترام الحقوق الأساسيّة للمهاجرين التي أقرّتها الشرائع الدوليّة، بغض النظر عن جنسيّة هؤلاء أو انتمائهم الدينيّ. ونحثّهم على ضرورة مدّ يد العون لهم في المجالين الإنسانيّ والقانونيّ. وينبغي على كنائسنا أن تسهر على تأمين المؤازرة الروحيّة الواجبة كعلامةٍ بيّنة للضيافة المسيحيّة والشركة الكنسيّة.
- كنائس الإستقبال
في نطاق حسن استقبال المهاجرين إلى منطقتنا ومرافقتهم، تسعى كنائس الوطن الأم إلى التواصل المستمرّ مع كنائس البلدان المضيفة من أجل مساعدتها على توفير البنى الضروريّة لأبنائها، من رعايا ومدارس وأمكنة للتلاقي وغيرها.
_____________
الفصل الثاني من التوصية ١٦ الى ٢٩
الشركة الكنسية
أولاً: الشركة داخل الكنيسة الكاثوليكيّة
توصية رقم 16 : الشركة في الكنيسة الكاثوليكيّة
1. خلق لجنة للتعاون بين الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط، تكلَّف بتعزيز الخطط الراعويّة المشتركة، وبنشر معرفة التقاليد المتنوّعة، وإنشاء معاهد متعدّدة الطقوس، ومؤسّسات خيريّة مشتركة.
2. تنظيم لقاءات دوريّة ومنتظمة بين السلطات الكنسيّة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط.
3. ممارسة التضامن المادّي بين الأبرشيّات الغنيّة والأقل غنىً.
4. إنشاء جمعيّة كهنوتيّة Fidei Donum لتشجيع التعاون المتبادل بين الأبرشيّات والكنائس.
توصية رقم 17 الحركات الكنسيّة الجديدة
يعترف العديد من الآباء بدور الحركات الكنسيّة الجديدة ذات التقليد الغربي المتواجدة أكثر فأكثر في كنائس الشرق الأوسط ويعتبرونها عطيّة من الروح القدس للكنيسة بأسرها....... ومن المستحسن أن تتخذ السلطة الكاثوليكية في كل بلد من بلدان الشرق الأوسط موقفًا رعويًّا موحّدًا بالنسبة لهذه الحركات واندماجها ونشاطها الرعوي.
توصية رقم 18- ولاية البطاركة
....يتمنّى الآباء أن يتمّ بحث مسألة امتداد ولاية البطاركة الشرقيّين على الأشخاص التابعين لكنائسهم أينما وجدوا في العالم، وذلك من أجل اتخاذ التدابير الملائمة.
توصية رقم 19- أوضاع المؤمنين الكاثوليك في بلدان الخليج
نرغب، بروح الشركة ولخير المؤمنين، أن تُنشأ لجنة تضمّ ممثلين عن دوائر الكرسي الرسولي المختصّة، والنوّاب الرسوليّين في المنطقة، والكنائس ذات الشرع الخاصّ المعنيّة، لتتولّى دراسة أوضاع المؤمنين الكاثوليك في بلدان الخليج ومسألة الولاية الكنسيّة فيها، واقتراح الحلول على الكرسيّ الرسوليّ ليقدّر جدواها، في سبيل تعزيز العمل الراعويّ.
توصية رقم 20 - راعويّة الدعوات
تقتضي راعويّة الدعوات الأمور التالية :
.......
3. أن تعدّ برنامج تنشئة روحيّة معمّقة للشباب الملتزمين في الحركات الرسوليّة
5. أن تحافظ على المدارس الإكليريكيّة الصغرى أو تُنشِئها، حيث أمكن ذلك.
6. أن تدعو الكهنة والرهبان والراهبات إلى تقديم شهادة متناسقة بين حياتهم وخطابهم.
وفي سبيل تعزيز راعويّة الدعوات، نوصي بتقوية الشركة الكنسيّة الكهنوتيّة التي تستلزم انفتاحًا على الحاجات الراعويّة المتنوّعة للأبرشيّات لمؤازرتها في ما ينقصها من كهنة.
7. إنّ مثال الحياة الروحيّة العميقة المشعّة والفرحة هو وسيلة ناجعة لاجتذاب الشباب إلى الحياة المكرّسة.
توصية رقم 21 -اللغة العربيّة
لقد بيّنت خبرة السينودس من أجل الشرق الأوسط أهميّة اللغة العربيّة، لا سيّما وأنّها لعبت دورًا بارزًا في تطوّر الفكر اللاهوتيّ والروحيّ للكنيسة الجامعة، وتحديدًا تراث الأدب العربيّ المسيحيّ.
نقترح أن تُستخدم اللغة العربيّة بشكلٍ أوفر في دوائر الكرسيّ الرسوليّ واجتماعاته الرسميّة، حتّى يُتاح للمسيحيين ذوي الثقافة العربيّة الحصول على المعلومات الصادرة عن الكرسيّ الرسوليّ بلغتهم الأم.
ثانيًا: الشراكة بين الأساقفة والكهنة والمؤمنين
توصية رقم 22 - معيشة الإكليروس
في سبيل تأمين حياة كريمة ودخلٍ لائق للكهنة، ولاسيّما للكهول والمسنّين من بينهم، يجب:
1. اعتماد نظام تعاضديّ يؤمّن لهم جميعًا، عاملين ومتقاعدين، المدخول الماليّ نفسه، وذلك استنادًا إلى أحكام النصوص القانونيّة.
2. العمل على تأمين نظام حماية اجتماعيّة، يستند إلى ما هو معتمدٌ في كلّ بلد، ويشمل أيضًا الرهبان والراهبات وزوجات الكهنة وأولادهم القاصرين.
توصية رقم 23- الكهنة المتزوّجون (خارج الرقعة البطريركية)
لطالما كانت العزوبيّة الكنسيّة مقدّرة ومستحسنة في الكنيسة الكاثوليكيّة، في الشرق كما في الغرب. مع ذلك، وتسهيلاً لخدمة المؤمنين الراعويّة حيثما حلّوا، واحترامًا للتقاليد الشرقيّة، نتمنّى أن تُدرس إمكانيّة قيام كهنة متزوّجين بالخدمة خارج الرقعة البطريركيّة.
توصية رقم 24 - (دور العلمانيين)
.... لقد اعترف المجمع الفاتيكاني الثاني بدور العلمانيين ورسالتهم، في القرار حول رسالة العلمانيّين.....، لا سيّما أنّ العلمانيّين في الشرق لعبوا دائمًا دورًا في حياة الكنيسة. وهم يريدون إعطاءهم دورًا أكبر من خلال المشاركة في مسؤوليّات الكنيسة، وتشجيعهم ليكونوا رسلاً في بيئتهم الحياتيّة، وليشهدوا للمسيح في العالم حيث يعيشون.
توصية رقم 25 - تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين
في سبيل تعميق الوحدة في التنوّع، لا بدّ من تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين كلٍّ في إكليريكيّة كنيسته الخاصّة على أن يحصّل تنشئته اللاهوتيّة في كلّيّة كاثوليكيّة مشتركة. وفي بعض الأماكن، ولأسبابٍ راعويّة وإداريّة، يُستحسن قيام مدرسةٍ إكليريكيّة واحدة لكنائس متنوّعة.
توصية رقم 26 - الحياة المكرّسة
إن الحياة المكرّسة الرسوليّة، والديريّة والنسكيّة، هي في قلب الكنيسة. .....
وتقرّ كنائسنا بأهميّة رسالة المكرّسات في مجتمعنا، لأجل شهادتهنّ للإيمان، وخدمتهنّ المجّانيّة، ومساهمتهنّ الكبيرة في "حوار الحياة" مع المسلمين واليهود.
توصية رقم 27 - النساء والأولاد
..... ودعم احترام المرأة وصون كرامتها ودورها وحقوقها. ولا بدّ من تقدير ما تبذله المرأة بكفاءة وسخاء في خدمة الحياة والعائلة والتربيّة والخدمات الصحيّة تقديرًا جليًّا. وتجهد كنائسنا في تعزيز انخراطها ومشاركتها في العمل الراعويّ، والإصغاء بانتباهٍ إليها.
الأولاد...... فيجب أن يُبذَل الجهد الكافي لتعزيز المحافظة على حقوقهم البشريّة الطبيعيّة منذ لحظة الحمْل بهم، وتأمين العناية الصحّيّة والتربية المسيحيّة لهم.
توصية رقم 28 - الحركة المسكونيّة
.....نتمنّى رؤية كنائسنا تجدّد التزامها المسكونيّ من خلال المبادرات العمليّة التالية :
1. دعم مجلس كنائس الشرق الأوسط
2. توفير التنشئة على الروح المسكونيّة في الرعايا والمدارس والمعاهد الإكليريكيّة التي تبرز قيمة إنجازات الحركة المسكونيّة.
3. وضع الاتفاقات الراعويّة الموقّعة قيد التنفيذ حيثما وُجدت.
4. تنظيم لقاءات بين المؤمنين والرعاة للصلاة معًا والتأمّل في كلمة الله والتعاون في المجالات كافّة.
5. تبنّي التعريب الموحّد للصلاة الربّية وقانون الإيمان النيقاويّ-القسطنيطينيّ.
6. العمل على توحيد تاريخ الاحتفال بعيدي الميلاد والفصح.
...الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، يشجّع آباء السينودس هذه الكنائس على إقامة حوارٍ مسكونيّ على المستوى المحليّ. ويوصون أيضًًا بإشراك أكبر للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة في لجان الحوار العالميّة قدر المستطاع.
توصية رقم 29 - عيد الشهداء
تأسيس عيد سنويّ مشترك لشهداء كنائس الشرق، والطلب إلى كلّ كنيسة شرقيّة إعداد لائحة بأسماء شهدائها، شهود الإيمان.
__________________
الفصل الثالث من التوصية ٣٠ الى ٤٢-
الشهادة المسيحيّة- شهود القيامة والحب
أولاً: التنشئة المسيحيّة
توصية رقم 30
نوصي.... بإنشاء مراكز للتعليم المسيحيّ حيث يقتضي الأمر ذلك. ولا بدّ من التشديد على التنشئة المستمرة وعلى التعاون بين الكنائس المتنوّعة فيما يتعلّق بالعلمانيّين والإكليريكيّات والجامعات.
كما يجب على تلك المراكز أن تُبقي أبوابها مشرّعة على جميع الكنائس. وعلى الأخص، يجب إعداد معلّمي التعليم المسيحيّ إعدادًا جيّدًا في سبيل تنشئة ملائمة تأخذ بعين الاعتبار المشكلات والتحدّيات الراهنة.
..... وإنّه لمن المهمّ جدًّا أن تتضمّن التنشئة التدرّب على التقنيّات الاعلامية الحديثة
وعلى المستوى الجامعيّ، نشجّع على إنشاء رابطة تضمّ معاهد التعليم العالي، مع إيلاء أهمّية خاصّة لتعليم الكنيسة الاجتماعيّ.
توصية رقم 31
العاملون في الحقل الراعويّ
من أجل تنشئة العاملين في الحقل الراعويّ في مجالاته المتنوّعة، نقترح تأسيس وتطوير مراكز تنشئة مشتركة بين كنائس البلد الواحد. ونوصي كذلك أن تستخدم هذه المراكز وسائل الاتصال السمع-بصرية الحديثة، وأن تَنشر المواد التي تُنتجها على شبكة الانترنت، وبواسطة الأقراص المُدمَّجة، لتكون أوسع انتشارًا وأقلّ كلفة.
توصية رقم 32- المدارس والمؤسسات التربويّة الكاثوليكيّة
يشجّع آباء السينودس المدارس والمؤسسات التربويّة الكاثوليكيّة على أن تبقى أمينة لرسالتها في تربية الأجيال الصاعدة على روح المسيح والقيم الإنسانيّة والإنجيليّة، وعلى أن تعزز ثقافة الانفتاح والعيش المشترك والاهتمام باستقبال الفقراء والذين يعانون من الأعاقة.
وبالرغم من الصعوبات، يدعوها الآباء إلى التمسّك برسالة الكنيسة التربويّة، وإلى تشجيع تطوّر كفاءات الشباب الذين هم مستقبل مجتمعاتنا. ويذكّر الآباء المسؤولين بضرورة مساندة هذه المؤسسات نظرًا لأهمية دورها من أجل الخير العام.
توصية رقم 33 - وسائل الإعلام
أشار الآباء إلى أهميّة وسائل الإعلام الحديثة في التنشئة المسيحيّة في الشرق الأوسط، كما في إعلان الإيمان.
فهي تشكّل شبكة اتصال مميّزة لنشر تعاليم الكنيسة.
ويوصون كذلك، من الناحية العمليّة، بمساعدة البنى المتوفّرة في هذا المجال، مثل تيلي- لوميار- نورسات، وإذاعة صوت المحبّة وغيرها، ودعمها بشتّى الوسائل لتحقّق الأهداف، التي أنشئت من أجلها بروحٍ كنسيّة.
وقد تمنّى بعضهم دعم إنشاء مدينة إعلاميّة لنورسات الإقليميّة والعالميّة.
كما يوصي الآباء بحرارةٍ المسؤولين عن المؤسّسات السمع-بصريّة في كنائسنا:
1. أن يؤلّفوا فريقًا مختصًّا في المجال اللاهوتيّ والتقنيّ
2. أن يعدّوا برنامج تنشئة كتابيّة بهدفٍ راعويّ
3. أن يعتمدوا الترجمة إلى اللغتين التركيّة والفارسيّة للمسيحيّين في تركيا وإيران.
توصية رقم 34- الرسالة
تحتاج كنائسنا الشرقيّة الكاثوليكيّة، وريثة الزخم الرسوليّ الذي حمل البشرى السّارة إلى أقاصي الأرض، إلى تجديد الروح الرسوليّة فيها، بالصلاة والتنشئة والإرسال الرّسولي، تحثّها إلى ذلك، الحاجة الرسوليّة الملحّة، نحو الذين في داخلها والذين في خارجها. هذا الزخم الرسوليّ تلهمه محبّة الفقراء.
توصية رقم 35- الأسرة
تحتاج الأسرة، الخليّة الأساسيّة و"الكنيسة البيتيّة"، إلى المرافقة، والمساندة في مشاكلها وصعوباتها ولا سيّما في المدن. لذلك يتوجّب علينا دعم مراكز الإعداد للزواج، ومراكز الإصغاء والتوجيه، وتأمين المرافقة الروحيّة والإنسانيّة للأزواج الجدد، والمتابعة الراعويّة للعائلات، لا سيّما تلك التي تواجه أوضاعًا صعبة (صراعات داخليّة، حالة إعاقة، مخدّرات، إلخ.)، وإعادة إحياء زيارة الرعاة للعائلات، وتشجيعها على إنجاب الأولاد، وحسن تربيتهم.
توصية رقم 36- الشباب
"الشباب هم مستقبل الكنيسة"، كما كان يقول البابا يوحنا بولس الثاني. ويستمرّ صاحب القداسة البابا بندكتس السادس عشر في تشجيعهم: "على الرغم من الصعوبات، لا تهبط عزيمتكم ولا تتخلّوا عن أحلامكم! على العكس من ذلك إزرعوا في قلوبكم رغبات كبيرة في الأخوّة والعدالة والسلام. إنّ المستقبل هو بين أيدي الذين يعرفون كيف يبحثون عن المعاني القويّة للحياة والرجاء، ويجدونها." (رسالة بمناسبة الايام العالميّة ال25 للشبيبة، 28 آذار/مارس 2010، رقم 7). ويدعوهم من جهة أخرى إلى ان يكونوا مرسلين وشهودًا في مجتمعهم وفي بيئتهم الحياتيّة.
يلتزم آباء السينودس بـ:
1. أن يصغوا إليهم ليُجيبوا عن تساؤلاتهم وحاجاتهم.
2. أن يؤمّنوا لهم التنشئة الروحيّة واللاهوتيّة الضروريّة التي تساعدهم في عملهم.
3. أن يبنوا معهم جسورًا للحوار لكي يُسقطوا جدران الانقسام والانفصال في المجتمعات.
4. أن يعملوا على الاستفادة من إبداعهم ومهاراتهم، ليضعوها في خدمة المسيح، وأترابهم من الشبّان الآخرين، ومجتمعهم.
توصية رقم 37 - البشارة الجديدة
يدعو الآباء الكنائس الموكولة إليهم إلى الدخول في آفاق البشارة الجديدة بالإنجيل آخذةً بعين الاعتبار قرائن الواقع الثقافيّ والاجتماعيّ الذي يعيش ويعمل ويجاهد فيه الإنسان المعاصر. ومثل هذا الأمر يستلزم توبةً عميقة وتجدّدًا على ضوء كلمة الله، والأسرار، ولا سيّما سرَّي المصالحة الإفخاريستيّا.
توصية رقم 38- تعليم الكنيسة الاجتماعيّ
يوصي آباء السينودس بنشر تعليم الكنيسة الاجتماعيّ المغيَّب في بعض الأحيان، وذلك لأنّه جزءٌ لا يتجزّأ من التنشئة على الإيمان. وإنّ التعليم المسيحيّ الخاصّ بالكنيسة الكاثوليكيّة ومختصر تعليم الكنيسة الاجتماعيّ يشكّلان مصادر مهمّة في هذا المضمار.
ويطلب آباء السينودس من جمعية الأساقفة في كلّ بلد تشكيل لجنة أسقفيّة لتهيئة خطاب الكنيسة الإجتماعي ونشره مستندين إلى تعليمها ومواقف الكرسي الرسوليّ حول المشكلات الراهنة والظروف الواقعيّة التي يمرّ بها كلّ بلد.
ويوصي الآباء الكنائس الشرقيّة بالاعتناء بالمسنّين والوافدين الأجانب واللاجئين وفق احتياجاتهم الاجتماعيّة المختلفة، وإيلاء المعوَّقين اهتمامًا خاصًّا وإيجاد المؤسّسات المناسبة لأوضاعهم، وتشجيع اندماجهم في المجتمع.
بالأمانة لله الخالق، يتفانى المسيحيّون في حماية الطبيعة والبيئة. وهم يهيبون بالحكومات وجميع الناس ذوي الإرادة الحسنة أن يوحّدوا جهودهم في سبيل الحفاظ على الخليقة.
ثانيًا: الليتورجيا
توصية رقم 39 - الليتورجيا
إن الغنى الكتابي واللاهوتيّ لليتورجيّاتنا الشرقيّة يوفّرخدمة روحيّة للكنيسة الجامعة. ولكن، من المهمّ والمفيد أن نجدّد النصوص والاحتفالات الليتورجيّة حيث تقتضي الحاجة، لكي تتلاءم بطريقةٍ أفضل مع احتياجات المؤمنين وانتظاراتهم. ومثل هذا التجديد يكون على أساس المعرفة المتعمّقة للتقليد شرط أن يتناسب ولغة العصر، وفئات المؤمنين بحسب أعمارهم.
ثالثًا: الحوار بين الأديان
توصية رقم 40 - الحوار بين الأديان
يُدعى مسيحيّو الشرق الأوسط إلى متابعة الحوار مع مواطنيهم من الديانات الأخرى، كونه يقرّب بين الأذهان والقلوب. لذلك يجدر بهم مع شركائهم تدعيم الحوار الدينيّ، وتنقية الذاكرة، والغفران المتبادل عن الماضي، والبحث عن مستقبل مشتركٍ أفضل.
وهم يبحثون، في حياتهم اليوميّة، عن القبول المتبادل بعضهم لبعض على الرغم من الاختلاف، ويجهدون في بناء مجتمعٍ جديد، حيث يُحترَم التعدد الديني ويُنبَذُ التطرّف والتعصّب.
ويوصي آباء السينودس بإعداد خطّة للتنشئة على الحوار في المؤسّسات التربويّة وفي المعاهد الإكليريكيّة وفي بيوت الإبتداء، لتعزيز ثقافة الحوار المبنيّة على روح التعاضد.
توصية رقم 41 - اليهودية
تحتل اليهوديّة مركزًا مرموقًا في المرسوم حول علاقة الكنيسة الكاثوليكيّة بالديانات غير المسيحيّة الذي أصدره المجمع الفاتيكاني الثاني. وإنّنا نشجّع مبادرات الحوار والتعاون القائمة مع اليهود، لكي نعمّق القيم الإنسانيّة والدينيّة، والحريّة، والعدالة، والسلام، والأخوّة. إنّ قراءة العهد القديم، والتعمّق في التقاليد اليهوديّة، يساعدان على معرفة أكبر لهذه الديانة. وإننا نرفض العداء للساميّة والعداء لليهودية، مميّزين بين الدين والسياسة.
توصية رقم 42 - الإسلام
وضع المجمع الفاتيكانيّ الثاني في المرسوم حول العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكيّة والديانات غير المسيحيّة، وكذلك رسائل بطاركة الشرق الكاثوليك الراعويّة، أسس علاقة الكنيسة الكاثوليكيّة مع المسلمين. وقد أعلن قداسة البابا بندكتوس السادس عشر : " لا يمكن للحوار الدينيّ والثقافيّ بين المسيحيّين والمسلمين أن يقتصر على خيارٍ عابر لأنّه في الواقع حاجة حياتيّة يرتبط بها مستقبلنا ارتباطًا كبيرًا" (البابا بندكتوس السادس عشر، لقاء مع ممثّلي المسلمين، كولونيا، في 20، 8، 2005).
يتشارك المسيحيّون والمسلمون معًا في الشرق الأوسط في الحياة والمصير. ومعًا يبنون المجتمع. لذلك من المهم تعزيز مفهوم المواطنة، وكرامة الشخص البشريّ، والمساواة في الحقوق والواجبات، والحريّة الدينيّة التي تتضمّن حريّة العبادة وحريّة الضمير.
على المسيحيّين في الشرق الأوسط أن يثابروا على حوار الحياة المثمر مع المسلمين. ولذلك ينظرون إليهم نظرة تقدير ومحبّة، رافضين كلّ أحكامٍ سلبية مسبقة ضدّهم. وإنّهم مدعوّون إلى أن يكتشفوا معًا القيم الدينيّة عند بعضهم البعض، وهكذا يقدّمون للعالم صورة عن اللقاء الإيجابيّ وعن التعاون المثمر بين مؤمني هاتين الديانتين من خلال مناهضتهم المشتركة لكلّ أنواع الأصوليّة والعنف باسم الدين.
الخلاصة- توصية رقم 43 - متابعة السينودس
إنّ الكنائس التي شاركت في السينودس مدعوّة لأن تلجأ إلى الوسائل الكفيلة بتأمين متابعة السينودس، وذلك بالتعاون مع مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق، والمؤسّسات الرسميّة في الكنائس المعنيّة. وعليها أيضًا أن تُفعّل مشاركة الكهنة والخبراء من العلمانيّين والرهبان.
توصية رقم 44 - مريم العذراء
إن مريم، عذراء الناصرة، هي المثال الأسمى لسماع كلمة الله، وهي بنت مباركة من أرضنا. منذ مطلعِ التاريخ المسيحيّ، ساهم الفكر اللاهوتي في كنائسنا في الشرق مساهمة حاسمة في تعريف مريم بالاسم العظيم، Theotokos، والدة الله.
في ليتورجيات كنائسنا، تحتل مريم مركزًا مرموقًا، وهي محاطة بالمحبة من قبل شعب الله.
إنّها بنت أرضنا، التي يسمّيها الجميع مباركة، ويتوجّهون إليها بحقّ كأم للكنيسة، خاصة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني.
وبتصميم إلهي، واعِين للروابط الخاصة التي تجمعنا بأم يسوع، نقترح أن تكرّس كل كنائسنا المجتمعة، في فعل واحد، كل الشرق الأوسط ونعهده لحماية العذراء