Arabes du Christ


" الهجرة المسيحية تحمل رسالة غير مباشرة للعالم بأن الإسلام لا يتقبل الآخر ولا يتعايش مع الآخر...مما ينعكس سلباً على الوجود الإسلامي في العالم، ولذلك فإن من مصلحة المسلمين، من أجل صورة الإسلام في العالم ان .... يحافظوا على الوجود المسيحي في العالم العربي وأن يحموه بجفون عيونهم، ...لأن ذلك هو حق من حقوقهم كمواطنين وكسابقين للمسلمين في هذه المنطقة." د. محمد السماك
L'emigration chretienne porte au monde un message indirecte :l'Islam ne tolere pas autrui et ne coexiste pas avec lui...ce qui se reflete negativement sur l'existence islamique dans le monde.Pour l'interet et l'image de l'Islam dans le monde, les musulmans doivent soigneusement proteger l'existence des chretiens dans le monde musulman.C'est leur droit ..(Dr.Md. Sammak)

mardi 17 avril 2012

Fwd: المسيحيون العرب.. تحد حضاري إسلامي آت



JTK = Envoyé de mon iPad.

Début du message transféré :

Expéditeur: Joseph Khoreich <josekore1@me.com>
Date: 3 avril 2012 20:36:08 HAEE
Destinataire: josekore1.meanews@blogger.com
Objet: المسيحيون العرب.. تحد حضاري إسلامي آت

المسيحيون العرب.. تحد حضاري إسلامي آت

بقلم إميل أمين
القاهرة، الثلاثاء 3 أبريل 2012 (ZENIT.org). – جريدة الشرق الأوسط - هل بات الحضور المسيحي العربي التاريخي مهددا بالخطر في الأعوام الأخيرة لا سيما تلك التي أعقبت ظهور ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي؟ حكما أن هناك أحاديث كثيرة جرت ولا تزال في هذا السياق، بعضها يؤكد والآخر يرى أن هناك مغالاة في الطرح، لكن الإشكالية الكبرى هي أن هناك خلف الباب من يقف متشوقا وباسطا أوراقه ليجعل من هذه القضية - على أهميتها - كعب أخيل جديدا لتقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ عربيا، ما يعني أن الحديث عن مآل المسيحيين العرب بات يتماس مع الأمن القومي العربي من جهة، ويشكل تحديا للتعايش الحضاري الإسلامي - المسيحي عبر أربعة عشر قرنا من جهة ثانية، وهذا ربما كان التحدي الأهم في المسيرة الحضارية للعرب والمسلمين معا.
والشاهد أن هناك أسئلة بعينها تلقي بثقلها على المهتمين في هذا الإطار، منها ما هو تاريخي يتعلق بهذا الفصيل وهل هو دخيل على تلك الأمة، أم وافد على تلك الحضارة؟ هناك نحو 120 مرجعا حتى الآن، تؤكد على أهمية الدور الذي لعبه المسيحيون العرب، وبخاصة السريان منهم، في ترجمة علوم اليونان إلى اللغة العربية، ومنها على سبيل المثال «أسد الغابة في معرفة الصحابة» لعز الدين بن الأثير، «بدائع الزهور في وقائع الدهور» لمحمد بن أحمد بن إياس، «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» لأبي المحاسن بن تغري بردي، «تاريخ مختصر الدول» لابن العبري، ويطول العد. أما علماء المسيحيين العرب فقد أشارت مصادر كثيرة يضيق المسطح المتاح للكتابة عن الإشارة إليها، إلى أنهم كانوا نحو 215 طبيبا، 63 ناقلا، 40 فيلسوفا ومنطقيا، و15 فلكيا، و10 رياضيين، 7 منجمين، 5 كيميائيين، 4 صيدلانيين، نسابة واحد، حجام واحد، اصطرلابي واحد.
والشاهد كذلك أن الباحث المتعمق في هذا السياق التاريخي يعلم جيدا مقدار الكرامة التي حظوا بها في صدر الدولة الإسلامية الوليدة، بل حتى قبل ظهور الإسلام، إذ يؤكد المستشرق «ولموزن»، على سبيل المثال، أن الكتابة العربية شاعت أولا بين المسيحيين ولا سيما الرهبان في الحيرة والأنبار، والعهدة هنا على الراوي الأستاذ «جواد علي» في كتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام».
ومما لا شك فيه أن التطورات التي شهدتها عدة دول عربية، لا سيما العراق بعد الغزو الأميركي، ومصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، مع الاختلاف الكبير في المشهد والظروف والآليات، كذلك فإن ما يجري في سوريا والتجاذبات والتصريحات الكثيرة التي أطلقت حول أوضاع مسيحيي سوريا، جميعها باتت مدعاة للقلق، وهو في حقيقة الأمر قلق مضاعف حال الأخذ بعين الاعتبار ما يجري في الداخل، ومن يترصد في الخارج مستغلا الأخطاء التي تجري في الأوطان لتحقيق وإدراك أهدافه، التي هي عادة ما تكون أبعد بكثير من البكاء أو التباكي على أحوال المسيحيين العرب.
ولعل الحديث عن الأقباط، على نحو خاص، يكتسب مذاقا متميزا بعينه، ذلك لأنهم الأكثرية العدية بين مسيحيي الشرق، وإن بقي عددهم غير معروف، وإن كنا لا نعول كثيرا على فكرة الأهمية العددية.
من هنا ربما يكون الحديث عنهم على سبيل الرمز، وهو من أسف رمز يحمل على الألم والأسى في الوقت ذاته، ففي تقرير صادر عن منظمة الهجرة العالمية بتاريخ الأول من مارس (آذار) الماضي نجد أن المنظمة الدولية تكشف عن تزايد حركة هجرة الأقباط من مصر بسبب ما ادعت أنه تعرضهم للاضطهاد من قبل السلطات والشعب، وبسبب انعدام الأمن ونقص فرص العمل وصعوبة الحياة بشكل عام.
الأمر كذلك ينسحب على مسيحيي العراق؛ إذ أشار التقرير ذاته إلى زيادة هجرة مسيحيي العراق خلال الفترة الماضية إلى دول الجوار بسبب انعدام الأمن حتى في شمال العراق الذي كان يعد من قبل منطقة آمنة بالنسبة للأقليات. ومع هذه الهجرات التي تكاد تقترب أو يخشى المرء أن تقترب من حالة النزوح، يتساءل المرء.. هل من مستقبل لمسيحيي الشرق الأوسط؟ وهل سيتمكنون من الحفاظ على بقائهم في القرن الحادي والعشرين؟ الجواب حتما متباين، فهو عند الأكاديميين العقلانيين ضرب من ضروب التحليل المنهجي العلمي، وعند آخرين فرصة سانحة للنفخ في نيران الكراهية وتأجيج العداوات.
النموذج الأول يمثله نفر من الباحثين الثقات، وفي مقدمتهم البروفسور «بول سالم» مدير مركز كارنيغي في بيروت، والذي كتب عبر صحيفة «لوس أنجليس تايمز» بتاريخ 6/ 1/ 2010 يقول: «باتت نسبة ما تبقى من المسيحيين الذين يتراوح عددهم بين 10 إلى 12 مليون نسمة لا تشكل أكثر من 5 في المائة من سكان المنطقة اليوم، مقارنة بـ20 في المائة مطلع القرن العشرين». ويكمل أنه «على الرغم من أن المسيحيين اضطلعوا بأدوار بارزة في الحركات الثقافية والقومية واليسارية، وتلك المناهضة للاستعمار في العقود المنصرمة، إلا أنه تم استبعادهم في السنوات الأخيرة من ظاهرة صعود الإسلام السياسي، كما رزحوا منذ عام 2001 تحت وطأة المواجهات بين الإسلام المتطرف والغرب (المسيحي)».
أما النموذج الثاني فيمثله الأكاديمي اللبناني المقيم في الولايات المتحدة الأميركية «البروفسور فؤاد عجمي» الذي يصمه البعض بأنه يميني متطرف، فقد كتب منذ فترة ليست بعيدة عبر صفحات مجلة «نيوزويك» الأميركية متسائلا عن الأقباط تحديدا، وهل من مستقبل لهم في مصر والمنطقة العربية.. ومن يحميهم مما سماه بالمطلق «التطرف الإسلامي»؟
ويجيب عجمي بالقول: «إن المسيحية تخوض معركة في الأرض التي كانت يوما ما مهدا لها».. وعنده أن المسيحيين العرب الذين يشفق عليهم كانوا سجناء لتيار وأفكار القومية العربية، وأنهم كانوا على يقين من أن عصرا جديدا من التنوير العربي سيوفر لهم مساحة من الحرية، لكنهم كانوا مخطئين بشكل مأساوي.
على أن أشد ما يلفت النظر في قراءة البروفسور بول سالم قوله: «التأكد من أن القرن الحادي والعشرين لن يكون الأخير الذي يشهد تعايشا مسيحيا - إسلاميا في مهد الديانتين، يستدعي تحركا إقليميا متسقا، واهتماما دوليا مشتركا».. هل يعني هذا الاستنتاج دعوة للاستقواء بالآخر الغربي الخارجي في مواجهة تبعات ما يجري في الداخل؟
عبر رصد عدد من التصريحات لقيادات مسيحية عربية مؤخرا يخلص المرء إلى وجود حالة شبة مطلقة لرفض هذا التدخل، وإن ما قصده البروفسور سالم هو لفت الانتباه إلى تداخل الخطوط وتشابك الخيوط في زمن العولمة، بين الداخل والخارج، وأن أحدا لا يعيش في جزيرة منعزلة بعيدا عما يجري في الجوار.
والمقطوع به أنه على الرغم من هذه الروح الإيجابية، فإن هناك من ينفخ في النار، ولولا يقظة فريق من هؤلاء المسيحيين المرابضين على حدود التعايش الحضاري والإنساني الإسلامي - المسيحي، لباتت المنطقة مسرحا للفتن الطائفية والعرقية... هل من مثال ندلل به على هذه المحاولات الاختراقية المستمرة؟
إليك ما تم الترويج له في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ونسب إلى مؤسسة راند الأميركية، التي تأسست كمنظمة بحثية غير ربحية بتمويل خاص عام 1948 لتقدم خدماتها لمختلف أفرع القوات المسلحة، ومكتب وزير الدفاع، ما يعني ارتباط أبحاثها وباحثيها بالخطط التوسعية والعسكرية الأميركية.
الرواية التي روجت في ذلك الوقت تحدثت عن توصية لـ«راند» بالبحث عن وطن بديل لأقباط مصر ومسيحيي الشرق، يمكن أن يكون وطنا قوميا لهم. وعلى الرغم من أن المؤسسة أنكرت لاحقا ونفت أنها قامت بمثل تلك الدراسة التي قادت لهذه النتيجة، فإن الأمر يمكن اعتباره نوعا من جس النبض وترويج الشائعات بعينها لقياس ردود الفعل تجاهها، وهي حيل وألاعيب استخباراتية معروفة للجميع.
على أن التحركات لا تنقطع ومحاولات تفتيت دول المنطقة، وعن حق، جارية على قدم وساق، وإلا فما المغزى والمبنى والمعنى من إعلان جامعة «جورج واشنطن» عن قيامها بأول دراسة حول الأقباط الذين يعيشون خارج مصر، لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وأستراليا، وبخاصة أن الدراسة تتناول الإجابة عن تساؤلات من عينة: «ما الذي يحفز هؤلاء للبقاء على اتصال بمصر وأحوالها ومستجداتها السياسية؟ وما هي أنواع الأنشطة التي تقوم بها الجاليات القبطية؟
ولا يوفر القائمون على الدراسة القول إنها تستهدف الوصول إلى نتيجتين: الأولى هي زيادة الوعي الذاتي للأقباط في المهجر فيصبحون أكثر انخراطا في الأنشطة الداعمة لمصر، والثانية أن تتكون خريطة دقيقة عن أقباط المهجر لصناع القرار في مصر، وكذلك في المجتمع الدولي.
المجال يضيق كذلك عن سرد ما دار في لجنة «هلسنكي» في الكونغرس الأميركي من جلسة استماع بعنوان «من الربيع العربي إلى الشتاء القبطي: العنف الطائفي والصراع من أجل التحول الديمقراطي في مصر».
وكذلك لا مجال لتحليل ما قيل في لجنة التعاون والأمن في أوروبا تحت عنوان «الأقليات في خطر: الأقباط المسيحيون في مصر»، وجميعها تؤكد على أن هناك من يخطط لاستخدام هواجس الصعود الإسلامي لتحقيق مصالح تخصه، لكن، ونؤكد هنا على لكن هذه، عبر استغلال الثغرات التي تحدث داخل مصر أو غيرها من أخطاء تقارب الخطايا، تمثلت في هدم كنائس أو حرقها، وكذلك اعتداءات على الأقباط، وتقاطع ذلك مع حالة انعدام الأمن بدرجة ما في العام الأخير، ما دعا عددا من أعضاء الكونغرس الأميركي بدورهم لإثارة المسألة علانية.
على أن الطامة الكبرى، وهو أمر يستدعي حديثا مفصلا لاحقا، هي دخول إسرائيل على خط «نافخي النيران»، فبعد تصريحات نتنياهو التي تباهى فيها بجنة إسرائيل التي تعيش فيها الأديان مقارنة بأوضاع المسيحيين العرب، بعد ما سماه المد الأصولي الإسلامي المتطرف، خرجت علينا دراسة خطيرة لصاحبها البروفسور الإسرائيلي «يارون فريدمان» المحاضر في العلوم الإسلامية بجامعة الجليل، يشير فيها «إلى أن هجرة المسيحيين العرب خارج منطقة الشرق الأوسط، تعد أفضل المقاييس التي يمكن من خلالها تقدير قوة ونفوذ التيار الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط».. هل لإسرائيل مصلحة في إفراغ الشرق من مسيحييه؟
نعم ولا شك، ذلك لأنه ساعتها لن تبقى هي الدولة العنصرية الدينية بمفردها في المنطقة.
هل الأزمة والتحدي تختص بمسيحيي الشرق؟ في تقديرنا أنها تحد يواجه أجيال الإسلاميين المعاصرين، وهم ليسوا أكثر إسلاما من المسلمين الأوائل ومن الفاتحين الذين حفظوا لمسيحيي الشرق صوامعهم وأديارهم، وما حالوا بينهم وبين مباشرة عقائدهم وطقوسهم، وهو تحد حضاري أخلاقي إيماني باتت عصبية وعنصرية القلة تتهدده في الداخل، وأشواق ومؤامرات الكائدين والكارهين تنتظره بشوق مقيت في الخارج، فهل ستعبر القوى الإسلامية المعاصرة، لا سيما السياسية منها، هذا المأزق الكبير؟ يأمل المرء أن يكون ذلك كذلك.



JTK = Envoyé de mon iPad.

الثورات العربية ومسيحيّو الشرق"، البطريرك الراعي



كلمة الراعي في المؤتمر 86 للمكتب الكاثوليكي الدولي للتعليم في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا

الفاتيكان، الاثنين 16 أبريل 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي كلمة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في المؤتمر 86 للمكتب الكاثوليكي الدولي للتعليم في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا والذي عقد في دار سيدة الجبل في 12 أبريل 2012.
* * *

طرح الموضوع
1. يجري الكلامُ اليوم عن "الربيع العربي"، كنتيجةٍ منشودةٍ للثورات الجارية، ولكن بتفاوتٍ في الشكل والنوع، وتلاقٍ تقريباً في الأهداف، في مختلِف البلدان العربية، وهي، فضلاً عن العراق وفلسطين، تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وسورية والمغرب وعمّان والأردن. إنها ثوراتٌ ذاتُ تأثيراتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية في الدول العربية الأخرى كالجزائر والسودان وموريتانيا والعربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة ولبنان.
في كلِّ هذه البلدان يُوجد جماعاتٌ مسيحية متفاوتة في العدد والطوائف، لكنّها في مُعظمها تعود إلى عهد السيد المسيح والرسل وأوائل عصور الكنيسة الناشئة. المسيحيون في هذه البلدان أصليّون وأصيلون، وطبعوا بثقافتِهم المسيحية الثقافاتِ المحلية، وأصبحتْ ثقافتُهم جزءاً جوهرياً من حضارات شعوبِ هذه البلدان. فلا يجوز النظر إليهم كأقلية، بل كمواطنين أصليّين لهم جميع الحقوق وعليهم جميع الواجبات في بلدانهم.
فما هو تأثير الثوراتِ العربية على مسيحيّي الشرق، وما هو دورهم فيها وتجاهها، وماذا ينتظرون منها؟ قبل الإجابة على هذه الأسئلة، أطرحُ المعاييرَ التي تُقاس بها الثوراتُ من حيث الشكل والنتائج.
المعايير
2. يُحدِّد المُحلّلون أربعةَ معايير لهذه الإنتفاضات أو الثورات العربيّة، ويَقيسون بها نتائجَها الإيجابيةَ والسلبية على البلدان المذكورة. هذه النتائجُ لا تدخلُ في صميم الموضوع الذي أعالجه. المعايير الأربعة هي[1]:
أ. كسرُ حاجز الخوف النفساني الذي طالما قيَّد الحركات الشعبية، وصرفها عن محاولة التمرُّد، رغمَ الظروفِ القاسية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، التي كان يعيشها الشعب.
ب. أن تكون الإنتفاضة أو الثورة ذات طبيعة سلميّة، بحيث لا يضطرّ النظام الحاكم الى استخدام الوسائل القمعيّة أو السلاح لإفشال الثورات والمطالب.
ج. تَوَفُّر حدّ أدنى من التماسك الإجتماعي ومشاعر مشتركة للوحدة الوطنية بين مختلف مكوّنات المجتمع، لكي لا تؤثّر الفروقات الدينية أو العرقية أو السياسية في إضعاف حركات المطالبة بالإصلاحات وإلاّ بمقاومة النظام، وإفشال المقاومة الشعبية.
د. موقف الجيش من التمرّد الشعبي المدني، بحيث أنّه، إذا كان داعماً للحركات الشعبية أو متّخذاً موقفاً حيادياً منها، فثمّة فرصةٌ كبيرة لنجاح الثورة أو الانتفاضة، بينما إذا تبنّى موقف النظام الحاكم، فسوفَ يُنزِل خسائر جمّة في صفوف المتظاهرين، الأمر الذي ينعكس مباشرة على نتائج الإنتفاضات.
تأثير الثورات على المسيحيين ودورهم فيها
3. يتميّز المسيحيون في جميع البلدان العربية، بشهادة حكّام هذه البلدان، بأنّهم موالون للسلطة القائمة وللدولة، من دون أن يوالوا أنظمتها السياسية احتراماً منهم لأغلبية المواطنين المؤلّفة من المسلمين باختلاف مذاهبهم.
لكنّهم يتأثّرون مثل سواهم من المواطنين، ويعانون من الأزمات السياسية والامنية والإقتصادية والإجتماعية، ومن النواقص في الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسية، ومن جَور الأنظمة الإستبداديّة او الظالمة، ومن التمييز بين فئات المواطنينن لاعتبارات متنوّعة. ولذلك اضطرّ الكثيرون منهم إلى هجرة أوطانهم بحثاً عن حياة كريمة.
وإنّهم يشاطرون مواطنيهم بما يطالبون به، أعني: الحقوق التي تعود لهم لكي يعيشوا في جوّ من الديموقراطية واحترام كرامة الإنسان والمشاركة في الشأن العام؛ وينعموا بحياة إقتصادية وإجتماعية وثقافية كافية وكريمة؛ ويساهموا في تنمية أوطانهم وتحقيق ذواتهم فيها، وتحفيز قدراتهم وإمكاناتهم على أرضها.
غير أنّهم يرفضون اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح، بحكم ثقافتهم، ويؤثرون الوسائل السلميّة كالحوار والتفاوض وحلول التسوية.
دور المسيحيين تجاهها
4. لا يقف المسيحيون موقف المتفرّج تجاه الثورات والإنتفاضات، بل عليهم أن يعملوا جاهدين من أجل السلام والتفاهم وإحلال العدالة الشاملة، وأن يعيشوا الشركة والتضامن فيما بينهم ومع سائر مواطنيهم، ويشهدوا لمحبة المسيح الإجتماعية، بما يقومون به من خدمات تربوية وإجتماعية وإنمائية، بمبادرات خاصة، إلى جانب مؤسسات الكنيسة التربوية والاستشفائية والاجتماعية والراعوية. إن الإرشاد الرسولي في أعقاب جمعية سينودس الاساقفة الروماني الخاص بالشرق الأوسط، الذي سيوقّعه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ويوزّعه، اثناء زيارته الراعوية إلى لبنان من 14 الى 16 أيلول المقبل، سيشكّل في مضمونه برنامج عمل على هذا الصعيد. وسيَعقُد لهذه الغاية بطاركةُ الكنائس الشرقية وأساقفتها في العالم العربي والشرق الاوسط، إجتماعاً في لبنان، في أوائل كانون الأول 2012، لوضع خطة عمل تطبيقية مشتركة.
5. لا يمكن النظر إلى المسيحيين كأقليّة في بلدانهم، بل يجب النظر إليهم كمواطنين أصيلين وأصليين في عالمهم العربي، وبهذه الصفة هم مثل غيرهم من المواطنين العرب، وهم معهم أغلبية؛ وكروّاد فكر وحضارة في بلدانهم، وليسوا على هامش التاريخ في المنطقة؛ وكلاعبي دور سياسي ووطني، في بلدانهم، وقد نشروا مشاريع التحرّر والاستقلال والوحدة في المحيط العربي. فلم تتغلّب "مسيحيتهم" على عروبتهم ووطنيتهم، بل كانت ثقافة "العيش المشترك" فلسفتهم الجامعة؛ وعلى المستوى المسيحي، كأعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة الحاضرة من خلالهم بكل هويتها ورسالتها.
فيما يُنتظر "الربيع العربي" الذي سينتج عن الأحداث والانتفاضات والثورات، ينبغي على المسيحيين أن يُحققوا "الربيع المسيحي" بحيث يؤدّون دورهم في السعي إلى نبذ العنف والعمل على تعزيز التفاهم والتسوية بالحوار والمؤتمرات الرسمية. وعليهم أن يحافظوا على وجودهم في بلدانهم وعلى أراضهم، ويواصلوا ماضيهم في حاضرهم. فيرفعوا لواء العروبة كحضارة وتراث وعيش مشترك، وانفتاح على قيم الحداثة، وقبول التحدّي الديمقراطي في انتاج التنوّع الحرّ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري؛ ويتابعوا النهضة العربية التي حققها اجدادهم، في اوائل القرن التاسع عشر، على يد كوكبة من مئات رجالات الأدب والثقافة والفكر، أسماؤهم معروفة ولا مجال لتعدادها هنا. لم يقتصر نتاج المسيحيين على القطاع الادبي، بل شمل كل مجالات الفن أيضاً. نستطيع أن نتساءل أمام هجرة المسيحيين من أوطانهم العربية والحدّ من دورهم الفاعل: كيف يمكن أن تكون الثقافة العربية عربية من دونهم، وأية ثقافة ستكون؟ وأية مجتمعات عربية وإسلامية ستكون من دون الحضارة المسيحية، التي كانت في أساس تكوينها؟
إن الصراع المذهبي القائم أقليمياً مع ارتباطات دولية، يحتاج إلى الوجود المسيحي كعنصر إجتماعي وحيد يمكنه أن يضع التمايزات الطائفية على معيار وطني جامع، وأن يحمي العروبة، ويحمي الدين نفسه من التمزّق الطائفي.
ماذا ينتظرون؟
 إنَّ ما ينتظره المسيحيون من الثورات والانتفاضات والمطالب يدور حول ما يلي:
أ- حماية العيش المشترك، لا كمجرّد تواجد حسّي، بل تعزيز المشاركة في الحياة والترابط والتفاعل في الهوية الثقافية والروحية مع مواطنيهم، وكمسؤولية متبادلة عن بعضهم البعض.
ب- البلوغ في بلدانهم إلى الدولة المدنية التي تفصل بين الدين والدولة، ولا تكون الدولة دينية وتميّز بين المواطنين على مستوى انتمائهم الديني، بل تعتمد المواطنة كأساس.
ج- المشاركة السياسية في الحياة العامة على أساس المواطنة، بحيث يتمثَّل المسيحيون في الحكم والإدارة، لكي يساهموافي إنماء مجتمعاتهم بما أوتوا من قدرات ومواهب وإمكانيات.
د- تَوَفُّر الأمن الاجتماعي والغذائي، لكي يتمكّن الجميع من العيش بطمأنينة ويحققوا ذواتهم. فالأمن حق لك مواطن، والدولة مسؤولة عن توفيره. توفير الأمن لا يعني حماية الأقلية من قبل الأغلبية، بل يعني الحق الأساسي والمشترك للجميع.
ه- إحترام الحريات العامة والأساسية، ولاسيما حرية العبادة والمعتقد والتعبير والرأي، وتعزيزها. فالحرية هي أوكسجين المواطن والمؤمن، وهي من صميم الثقافة المسيحية، وتشكّل ثابتة أساسية عندهم على المستوى الاجتماعي والسياسي والديني.
و- الاعتراف بالتنوّع وقبول الآخر المختلف في الدين والرأي والانتماء. فالتنوّع ثروة وغنى في المجتمعات، ومُكوِّن لهوية كل بلد وشعب. وبالتالي رفضْ كل أشكال التمييز والتعصّب ونبذ الآخر والخوف والحذر من الآخر والتقوقع على الذات. وأيضاً معرفة الآخر كما يُريد هو أن يُعرف وأن يُعرِّف بنفسه.
ز- إحلال النظام الديمقراطي القائم على احترام إرادة الشعب وتطلعاته، وعلى تداول السلطة، وتعزيز الحريات العامة، واحترام حقوق الانسان وكرامة الشخص البشري، واعتماد أسلوب الحوار والتشاور والتوافق.
ح- إجراء تعديل في التشريعات التي تُميّز بين المسلمين والمسيحيين في حقوق هؤلاء بتشريعات خاصة بأحوالهم الشخصية، ولا سيما ما يختصّ بالزواج ومفاعيله القانونية، والزيجات المختلطة وصلاحيات محاكمهم الروحية، والإرث والتوارث من حيث المساواة بين الزوجين، أياً كان انتماؤهما الديني، وبناء الكنائس وترميمها[2](2).
ط- تمتين روابط الأسرة العربية، بحيث تُوحِّد قواها الاقتصادية والاجتماعية والانمائية والحضارية، وتستعيد دورها الفاعل في الأسرة الدولية.
الخاتمة
6. اودُّ أن أهنّئ منظّمي هذا المؤتمر وأشكر كل المشاركين فيه والمحاضرين من لبنان والخارج، مع شكر خاص لحضرة الأب مروان تابت، الأمين العام للمكتب الكاثوليكي الدولي في الشرق الاوسط وشمالي أفريقيا، الذي وجّه إليَّ الدعوة باسمكم للمشاركة فيه. أتمنّى لأعمال هذا المؤتمر النجاح، لخير مجتمعاتنا وأزدهارها ووحدتها وسلامها، وتعزيز دور المسيحيين فيها.


JTK = Envoyé de mon iPad.

jeudi 12 avril 2012

En Turquie, la réouverture du séminaire orthodoxe de Halki à nouveau remise en cause

En Turquie, la réouverture du séminaire orthodoxe de Halki à nouveau remise en cause

Le processus de restitution de biens confisqués par l'État turc aux communautés religieuses dans les années 1920-1940 vient de franchir un nouveau cap.

Le processus de restitution de biens confisqués par l'État turc aux communautés religieuses dans les années 1920-1940 vient de franchir un nouveau cap.

Le gouvernement a annoncé la remise au Patriarcat œcuménique de Constantinople de l'orphelinat de l'île de Büyükada, dans la mer de Marmara, et du gymnase de Galata, à Istanbul.

Ce geste marque-t-il une avancée pour la restitution du séminaire de Halki, près d'Istanbul ? Maintes fois annoncée, sans cesse ajournée, la réouverture de ce séminaire, enjeu crucial pour l'avenir de l'orthodoxie en Turquie, demeure à ce jour incertaine : selon une information communiquée par l'agence ENI, le gouvernement turc souhaite en effet « conditionner » cette autorisation à des concessions similaires à l'égard des musulmans en Grèce voisine.

Porte-parole du Patriarcat œcuménique de Constantinople, le P. Dositheos juge cette exigence invraisemblable : « Je ne comprends pas quel rapport il peut y avoir avec ce qui se décide en Grèce, un pays avec lequel nous n'avons rien à faire », s'insurge-t-il, estimant que « la question du séminaire de Halki doit être résolue entre le Patriarcat, Ankara et l'Union européenne ».

UNE RESTITUTION SOUMISE À CONTREPARTIES
Le prêtre réagissait aux propos tenus fin mars par le ministre turc en charge des relations avec l'Union européenne, Egemen Bagis. Selon ce dernier, la restitution du séminaire de Halki ne constituerait « pas une menace » pour la Turquie, pour autant qu'en contrepartie les droits des musulmans s'améliorent en Grèce, pays majoritairement orthodoxe.

« Nous espérons que les problèmes de nos frères et sœurs musulmans vont être résolus, à l'instar des problèmes des citoyens orthodoxes de Turquie », précise le ministre dans le quotidien turc Hurriyet. « La Turquie a pris de très importantes mesures dans ce domaine, encore inimaginables il y a dix ans, fait-il valoir. Il est temps aussi que la Grèce, une démocratie de l'Union européenne, assume ses responsabilités en agissant concrètement. »

Or, cette information contredit directement l'engagement pris il y a peu par le premier ministre turc, Recep Tayyip Erdogan. En marge du sommet sur la sécurité nucléaire, qui s'était achevé à Séoul (Corée du Sud) mardi 27 mars, celui-ci avait annoncé publiquement la réouverture prochaine du séminaire orthodoxe de Halki.

IMPORTANCE SYMBOLIQUE ET STRATÉGIQUE DE HALKI
Cette annonce, le premier ministre Erdogan avait pris soin de la formuler au cours d'une rencontre avec le président américain Barack Obama, qui l'avait félicité de ses « efforts afin de défendre les minorités religieuses », ajoutant sa satisfaction d'apprendre la décision de la réouverture de la Faculté de Halki.

De fait, ce séminaire revêt une importance à la fois symbolique et stratégique pour l'orthodoxie : fondé en 1844, l'institut de théologie de Halki, situé sur l'île d'Heybeliada, au large d'Istanbul, a été le principal centre d'éducation religieuse orthodoxe en Turquie pendant plus d'un siècle, avant d'être fermé par les autorités turques en 1971, en vertu d'une loi plaçant les universités sous contrôle de l'État.

Cette législation pose un grave problème pour l'avenir de l'orthodoxie au sein de l'ancienne Constantinople : le patriarche devant être de nationalité turque et avoir été formé en Turquie, la succession de l'actuel patriarche de Constantinople, Bartholomeos Ier – loin d'être à l'ordre du jour, ce dernier étant âgé de 72 ans – risque en effet de se heurter à l'impossibilité du Patriarcat œcuménique de former des clercs en Turquie.

AMBIGUÏTÉ D'ANKARA À L'ÉGARD DES CHRÉTIENS
Les États-Unis, tout comme l'Union européenne, demandent depuis longtemps la réouverture de ce séminaire. Des responsables turcs s'y déclarent régulièrement favorables, tout en invoquant des problèmes de procédure pour en ralentir le processus, l'établissement ne correspondant à aucune catégorie dans le système d'enseignement turc.

Le gouvernement islamiste modéré d'Erdogan passe néanmoins pour être favorable au respect du droit des minorités religieuses, condition essentielle pour une éventuelle adhésion de la Turquie à l'Union européenne. Dans les faits, les communautés chrétiennes, qui ne représentent plus que 90 000 fidèles – soit 0,1 % de la population – demeurent étroitement encadrées. Les déclarations contradictoires au sujet de la réouverture du séminaire de Halki reflètent l'ambiguïté d'Ankara à leur égard.

François-Xavier Maigre (avec Apic et ENI)

12/4/12 - 15 h 50 LA CROIX - MONDE


JTK = Envoyé de mon iPad.

mercredi 11 avril 2012

Le Vicaire apostolique d’Alep :Un appel éploré en faveur d’un « cessez-le-feu immédiat en Syrie

Alep – Le Vicaire apostolique d’Alep des Latins, S.Exc. Mgr Giuseppe Nazzaro, OFM, lance, au travers de l’Agence Fides,
Un appel éploré en faveur d’un « cessez-le-feu immédiat en Syrie pour une Pâque sans violence ». Mgr Nazzaro affirme, dans un entretien accordé à Fides : « Nous demandons aux parties en conflit d’accepter un cessez-le-feu immédiat à l’occasion de la festivité de la Pâque de Résurrection. Que les armes se taisent ; qu’il soit mis fin à la violence qui génère continuellement mort et souffrance. Qu’un message de paix soit accueilli. Tout est perdu avec la guerre, seule la paix peut nous donner une nouvelle espérance ».
Les chrétiens syriens, raconte le Vicaire apostolique, vivront Pâques « en sourdine », sans aucune manifestation publique de culte : comme ils l’ont déjà fait à l’occasion du Dimanche des Rameaux, ils ne feront ni procession, ni Via Crucis publiques le Vendredi Saint, ni prières ou Messes en plein air le jour de Pâques comme ils en avaient l’habitude. « Nous voulons ainsi exprimer notre profonde solidarité et notre proximité à tout le peuple syrien qui, depuis un an, souffre suite à un dur conflit » affirme Mgr Giuseppe Nazzaro. La proximité se manifestera de manière concrète également par l’intermédiaire de Caritas Syrie qui vient de recevoir une offrande du Pape par l’intermédiaire de l’envoyé du Conseil pontifical Cor Unum, offrande qu’elle affectera à des aides et à l’assistance humanitaire de nombreuses familles, chrétiennes ou non, ayant fui leurs maisons à cause de la violence ».
« Nous prions pour les victimes et nous espérons que bientôt reviendra une ère de paix et de réconciliation » remarque Mgr Nazzaro. La route de la paix, note le Vicaire apostolique, passe par l’application du plan de paix de l’ONU présenté par Kofi Annan : « Nous demandons à ce qu’il soit accepté et appliqué par toutes les parties en cause, gouvernement et opposition ». Le Vicaire apostolique désire que « la nation syrienne ne soit pas victime des pressions et des jeux politiques des puissances étrangères » et qu’elle « ne se retrouve pas entre les mains de groupes islamistes ». En considérant l’avenir, Mgr Nazzaro rappelle la nécessité de « toujours garantir le respect de la liberté religieuse et des droits des minorités ».

Laham : Si le régime syrien tombe, avec qui dialoguerons-nou

Laham : Si le régime syrien tombe, avec qui dialoguerons-nous?
OLJ.11/04/2012
Le patriarche grec-catholique, Mgr Grégoire III Laham, a estimé hier que « la discorde en Syrie est venue de l'extérieur alors que tout le monde vivait en paix », indiquant que « des maisons de Syriens chrétiens ont été brûlées à Qusayr, à Homs, et que des batailles entre chrétiens et musulmans ont eu lieu ».
Mgr Laham, qui s'exprimait dans le cadre d'un entretien à la chaîne du Courant patriotique libre, OTV, a affirmé : « Ceux qui se livrent à ces actes sont venus de l'extérieur. Ce ne sont pas les fils de la Syrie. (...) Ce qui se produit en Syrie est plus qu'un complot. Il existe une volonté internationale, occidentale et arabe qui est plus pesante qu'un complot et qui souhaite changer le régime. C'est cette volonté qui a fait échouer la mission des observateurs envoyés par la Ligue arabe. »
« Si le régime tombe, nous ne trouverons personne avec qui dialoguer », a ajouté Mgr Laham. « Je ne crois pas qu'il y a des manifestations pacifiques en Syrie. Il y en a eu quelques-unes. Mais les autres n'étaient pas pacifiques, mais armées. (...) Est-il croyable qu'un État qui dispose d'une armée disciplinée, forte et bien entraînée puisse tuer son peuple ? Les médias sont en train de semer la confusion sur le plan de l'information, surtout les médias occidentaux. Ils ne répercutent qu'un seul point de vue et ne prennent pas en considération celui de l'État », a-t-il ajouté.

Lire aussi sur la situation des chretiens de Syrie dans APIC:

mardi 10 avril 2012

Patriarche Rai : La neutralité, entre rêve et réalité

Patriarche Rai : La neutralité, entre rêve et réalité

OLJ-10/04/2012

Par Dr Joseph KREIKER

La neutralité, tout le monde en parle quand cela l'arrange, sans jamais prendre une initiative en vue d'instaurer le droit de neutralité et de définir la politique de neutralité au Liban.
Cependant on relève une intervention sérieuse au niveau international, celle du patriarche Raï lors de sa visite à Ban Ki-moon, à New York. En outre, de nombreuses déclarations ont été faites par d'éminentes personnalités politiques et des articles ont été publiés dans la presse par des intellectuels de la société civile.
Tous prônent la mise en œuvre d'un statut de neutralité du Liban.
Un statut certes bénéfique pour notre pays, pour le vivre ensemble et pour vivre en harmonie avec nos voisins dans une région particulièrement troublée et sujette à des guerres sans fin. Des voisins qui, de tout temps, ont eu des ambitions et entrepris des actions guerrières sur notre territoire. Des ambitions dominatrices, hégémoniques, destructrices et annexionnistes.
Il est grand temps que nos responsables accordent leurs violons pour aboutir à une suggestion concrète qui puisse permettre de faire avaliser ce statut. Un jour on souhaite tracer et surveiller nos frontières, le lendemain cette frontière devient une véritable passoire livrée au gré des vents. Certains proposent une neutralité sélective face à un conflit.
Non, nous souhaitons un véritable statut de neutralité pour notre pays.
Nous vivons dans un monde de violence intolérable et inacceptable, éloigné de toute vie digne. La recherche de la paix et l'angoisse constituent le quotidien des citoyens. Le Liban est une mosaïque de minorités.
Elles ont toutes besoin de protection.
Elles ont toutes intérêt à se placer en dehors des axes conflictuels.
Elles ont toutes intérêt à promouvoir un tel statut.
Elles ont toutes versé leur sang pour défendre le sol national.
Elles ont toutes besoin de vivre en harmonie, à l'intérieur des frontières.
Elles n'ont d'ailleurs aucun poids décisionnel sur le cours des événements régionaux et ne font que subir et exécuter les décisions de leurs supérieurs, qui ont des intérêts stratégiques nullement bénéfiques au Liban.
C'est encore et toujours la société civile qui est exposée au pire.

Depuis des siècles, et plus particulièrement de 1975 à ce jour, le pays est le terrain de guerres et de conflits, avec leurs terribles lots de milliers de morts, de handicapés, de blessés et d'émigrés.
Nous vivons de compromis en compromis.
Malgré tous les efforts, à ce jour, aucune Constitution n'a permis de gouverner le Liban. Toutes les solutions proposées, depuis le pacte national de 1943, l'accord de Taëf, jusqu'à celui de Doha, constituent des compromis temporaires qui préparent le terrain à une nouvelle explosion dans les années ou les décennies à venir.
À chaque échéance, le pays est bloqué. Nous n'avons pas oublié les élections présidentielles, les élections législatives, les difficultés de former des gouvernements, et aujourd'hui nous assistons, incrédules, à l'impossibilité de stabiliser et souder toutes ces composantes autour d'un projet politique de large consensus.
Si un consensus nécessaire ne peut être obtenu par toutes les parties internes et régionales concernées pour avaliser un statut de neutralité, il serait alors souhaitable que ceux-là mêmes qui prônent ce statut demandent à l'ONU de le voter.
Selon la presse, il semble que le patriarche maronite a eu la sagesse de le faire. Nous sommes conscients des difficultés et des limites de toute action d'une telle envergure et impliquant de nombreux partenaires.
Notre pays a toujours soutenu et respecté les conventions onusiennes. Nous sommes tout aussi fiers de l'apport historique de notre compatriote Charles Malek en matière des droits de l'homme.
L'ONU pourrait proclamer un statut de neutralité pour le Liban par une résolution émanant des pays ayant un siège permanent, puis par un vote de l'Assemblée générale, et enfin en obtenant un accord consensuel local et régional.
Utopie ? Oui peut-être. Mais qui pourrait devenir une réalité. La Suisse et l'Autriche ont fait de cette utopie une réalité concrète.
Souvenez-vous du conseil de saint Nicolas de Flue au peuple suisse : « Construisez une petite barrière autour de votre jardin. »
Tout comme la Suisse était, du fait des divisions internes, « le terrain de bataille de l'Europe », le Liban est, lui aussi, devenu, du fait de ses divisions et alliances extérieures, le « champ de bataille du Proche-Orient ». Il a fallu à la Suisse cinq siècles et plus d'un siècle de guerres pour retrouver une unité exemplaire dans toute sa diversité ethnique, linguistique et religieuse.
Je dis à mes concitoyens libanais : « Construisez une barrière autour de votre jardin et surtout autour de votre pays. »
Il serait fort judicieux de se rappeler qu'un tel statut libère le Liban de ses contradictions et des griffes de ses voisins. Il permet un meilleur respect de la diversité et du pluralisme. Une neutralité à laquelle aspirent de tout leur être un grand nombre de Libanais animés de la volonté de fonder le « vivre ensemble » et de participer au mouvement ascendant de la civilisation et du progrès.

Un statut de neutralité, voté à l'ONU, conférerait au Liban une stabilité permanente, aurait un impact positif sur la paix dans la région et stimulerait des relations harmonieuses entre les nations. Le Liban peut devenir une terre de dialogue des cultures et des religions, un modèle de paix, de convivialité, de sécurité, de liberté, de développement social durable. Il jouerait un rôle stabilisateur pour la région, au lieu d'être tantôt menacé tantôt une menace. Un statut adapté à notre société pluraliste ayant une mission humaniste et culturelle. La neutralité pourrait par ailleurs dépassionner le débat politique le replaçant dans son cadre naturel interne et aider au développement de la notion de citoyenneté dans un pays où tous les votes sont communautaires, ethniques, et non des votes d'opinion.
Et surtout un tel statut ne déconnecterait pas le pays de son environnement moyen-oriental dans la mesure où son rôle dans la défense des causes arabes, et en particulier la cause palestinienne, se situerait à un niveau plus efficace : politique, diplomatique, économique et culturel.
Il serait un exemple de démocratie pour ses voisins.
Par ailleurs l'Europe et le monde arabe tireraient le plus grand bénéfice d'une Suisse sur la rive orientale de la Méditerranée. Nos enfants et les futures générations, pour des siècles, nous remercieront de leur avoir légué la paix et la démocratie en héritage.

JTK = Envoyé de mon iPad.

dimanche 8 avril 2012

Les chrétiens de Syrie divisés face au régime el-Assad

Les chrétiens de Syrie divisés face au régime el-Assad
Le Figaro , 8/4/2012
Par Perre Prier
À l'approche de Pâques, de jeunes catholiques défient leurs évêques et dénoncent la répression en cours.
Membre de la communauté assyrienne, cet ancien conseiller de Bachar el-Assad est devenu l'un de ses plus farouches opposants. Il vit aujourd'hui en exil. Selon lui, l'initiative de la fête de Pâques commune a été lancée par un mouvement de jeunes chrétiens à l'intérieur de la Syrie, nommé «Jeunesse de la résurrection unifiée». Mais l'idée ne semble pas être accueillie favorablement par les hiérarchies. Les différents patriarcats catholiques affirment que Pâques sera bien fêté ce dimanche. Le patriarcat grec catholique de Damas reconnaît pourtant que des paroisses ont demandé «à titre individuel» de se joindre la semaine prochaine aux Églises orthodoxes.
L'engagement des dignitaires
Ces demandes émanant de la base traduisent la division des chrétiens syriens, entre une hiérarchie souvent très proche du régime, une frange militante opposée au dictateur et, au milieu, une masse attentiste qui redoute les conséquences de l'arrivée au pouvoir de la majorité musulmane sunnite.
Le pouvoir y voit un intérêt politique évident. Issu lui aussi d'une minorité, les alaouites, secte, aux marges de l'islam, il s'appuie sur les autres minorités, comme les chrétiens (environ 7 % des Syriens) face à la majorité sunnite.
Les chefs religieux chrétiens ont choisi leur camp. Le refus des autorités fidèles à Rome de changer la date de Pâques apparaît d'autant plus politique qu'elles ont elles-mêmes sollicité ce changement auprès du Pape. L'unification des fêtes catholiques et orthodoxes figure en bonne place dans les propositions du synode des évêques d'Orient, qui s'est tenu en 2010. Benoît XVI doit leur répondre dans sa prochaine exhortation apostolique, en septembre au Liban.
Les pâques syriennes éclairent d'un jour cru l'engagement de nombreux dignitaires chrétiens aux côtés du régime. Non seulement aucun d'entre eux n'a protesté contre les massacres de civils par les troupes du pouvoir, mais ils adoptent souvent la version officielle des événements, qui attribue la révolte à un complot international. Ainsi le métropolite grec-catholique d'Alep, Mgr Jean-Clément Jeanbart, affirmait récemment: «Nous voyons l'Occident s'acharner contre notre président.»Les morts, selon lui, sont tous victimes de «la terreur des groupes islamistes armés» - slogan repris de la propagande officielle. «Plusieurs milliers de civils innocents et de militaires ont été victimes de la haine de ces groupes», ajoute l'évêque.
Lettre ouverte
Des voix s'élèvent dans les communautés chrétiennes pour refuser cette alliance, et pour nier le caractère confessionnel de la révolution. Dans sa lettre ouverte aux évêques de son pays, le jeune jésuite syrien Nibras Chehayed, accuse: «De la bouche de certains de nos prédicateurs, les mots claquent comme autant de balles.» Le père Chehayed souligne que des chrétiens se joignent aux manifestations du vendredi. D'autres chrétiens figurent parmi les opposants déclarés au régime, comme l'avocat Michel Chammas, dont la fille a été enlevée par les services secrets.
Reste que l'exemple du chaos irakien, où des milliers de chrétiens ont fui assassinats et enlèvements, inquiète beaucoup leurs frères syriens. Une attitude résumée avec un peu d'embarras par un autre jésuite, italien, installé depuis trente ans en Syrie, le père Paolo Dall'Oglio: «Généralement, les chrétiens espèrent que soit conservé un État protecteur des minorités, comme il l'a été pendant les quarante dernières années», explique-t-il à l'agence catholique Fides, tout en ajoutant: «Même s'il faut rappeler que cela s'est fait aux dépens des droits humains.»
Le père Dall'Oglio soutient pour sa part le plan de l'ONU adopté par Damas malgré la poursuite de la répression. Opposé à la militarisation de l'opposition, le père Dall'Oglio propose une sortie politique de la crise, basée sur l'instauration d'une «démocratie parlementaire consensuelle» avec un président élu par le Parlement.
http://www.lefigaro.fr/international/2012/04/06/01003-20120406ARTFIG00606-les-chretiens-de-syrie-divises-face-au-regime-el-assad.php
Lire dans le Journal La Croix :

Le plan Annan est menacé en Syrie | La-Croix.com
http://www.la-croix.com/Actualite/S-informer/Monde/Le-plan-Annan-est-menace-en-Syrie-_NP_-... - Cached
il y a 1 jour ... Les actus La Croix | Journal en ligne ... Selon ce plan, accepté le 2 avril par la Syrie et entériné par le Conseil de sécurité de l'ONU le 5 avril, ...
http://www.chretiensdelamediterranee.com/categorie-11183729.html
 JTK = Envoyé de mon iPad.

jeudi 5 avril 2012

"الانترنت" مجاناً من منتصف الليل حتى السابعة صباحاً


"الانترنت" مجاناً من منتصف الليل حتى السابعة صباحاً
صحناوي لـ"النهار": 122 الف مشترك سيفيدون من القرار


بعد توفير خدمة الانترنت المجاني في الحدائق العامة، جاء دور المشتركين عبر وزارة الاتصالات افرادا وشركات. لعله بذلك يتمّ تعويض اسعار الانترنت المرتفعة في لبنان الذي حلّ في المرتبة الثالثة بين الدول العربية الأغلى سعرا في خدمة الانترنت العالي السرعة  ADSL.


وافق مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة على الاقتراح الذي قدمه وزير الاتصالات نقولا صحناوي بخفض تعرفة الوزارة ورسومها لخدمات الحزمة العريضة وخطوط الانترنت والخطوط التجارية، "ليتسنى للمشتركين استخدام غير محدود للانترنت بين الثانية عشرة منتصف الليل وحتى السابعة صباحا".
ثمة نحو 122 الف مشترك سيفيدون من هذا القرار فور صدوره في "الجريدة الرسمية"، إذ سيكون في مقدورهم تنزيل البرامج والملفات وتحميلها من دون ان يخسروا رصيدهم من الميغابايت. هذا الاتجاه الذي اعتمده لبنان ليس جديدا، فهو معتمد في كل دول العالم وفق ما قال صحناوي لـ"النهار". إذ اوضح انه عندما تشتري الوزارة السعات دولية (E1)، فهي تبيعها من الشركات والمواطنين الذين يستخدمون الانترنت نهارا (ساعات الذروة)، فيما تنخفض نسبة الاستهلاك ليلا الى الصفر. "لذا، وبما أن قيمة هذه السعات مدفوعة، فمن غير المنصف الا يفيد منها المشتركون في فترة الليل".
ولكن كيف ستفيد الشركات من هذه الخدمة ليلا؟ 
الافادة من الانترنت المجاني ليلا لا تقتصر على الطلاب والشباب الذين يفيدون من هذا العرض عبر تأجيل تنزيل أو تحميل البرامج والملفات الى منتصف الليل، اذ يكون سقف السعات مفتوحا أمامهم. ووفق صحناوي، يمكن الشركات الافادة من هذا القرار، "إذ في إمكانها تنزيل أو تحميل كل ملفاتها خارج دوام العمل".
هل ستنفذ الشركات الخاصة هذا القرار؟ "لا يمكننا ارغامها  على تقديم الانترنت المجاني الى  مشتركيها. لكن بما أننا في سوق حرة ومفتوحة، يمكن الشركات التي لا تقدم خدمة الانترنت مجانا في الليل، ان تخسر زبائنها بسبب انتقالهم الى الاشتراك عبر وزارة الاتصالات أو شركات أخرى"، يؤكد صحناوي. وعما اذا كان هذا القرار ايجابيا بالنسبة الى شركات الانترنت، قال "اذا كانت الامور تسير بصورة طبيعية، أي في حال كانت ادارة "أوجيرو" تسلم الشركات السعات التي تطلبها، فإن هذا القرار ايجابي بالتأكيد لأن الاقبال عليها سيزيد من الزبائن".
في جعبة وزير الاتصالات المزيد من المشاريع لتطوير خدمة الانترنت لتصبح في متناول الجميع، لكنه يفضل أن يعلنها  تباعا. ما يهم المشتركين حاليا هو قرار خفض حجم الـUnit في الاستهلاك الاضافي، إذ بدل ان يدفع المشترك 4 دولارات عن كل جيغابيت اضافية، أصبح يدفع 0.4 دولار (40 سنتا) عن كل 100 ميغابيت.
المصدر : النهار ٥/٤/٢٠١٢


JTK = Envoyé de mon iPad.

mardi 3 avril 2012

المسيحيون العرب.. تحد حضاري إسلامي آت

المسيحيون العرب.. تحد حضاري إسلامي آت

بقلم إميل أمين
القاهرة، الثلاثاء 3 أبريل 2012 (ZENIT.org). – جريدة الشرق الأوسط - هل بات الحضور المسيحي العربي التاريخي مهددا بالخطر في الأعوام الأخيرة لا سيما تلك التي أعقبت ظهور ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي؟ حكما أن هناك أحاديث كثيرة جرت ولا تزال في هذا السياق، بعضها يؤكد والآخر يرى أن هناك مغالاة في الطرح، لكن الإشكالية الكبرى هي أن هناك خلف الباب من يقف متشوقا وباسطا أوراقه ليجعل من هذه القضية - على أهميتها - كعب أخيل جديدا لتقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ عربيا، ما يعني أن الحديث عن مآل المسيحيين العرب بات يتماس مع الأمن القومي العربي من جهة، ويشكل تحديا للتعايش الحضاري الإسلامي - المسيحي عبر أربعة عشر قرنا من جهة ثانية، وهذا ربما كان التحدي الأهم في المسيرة الحضارية للعرب والمسلمين معا.
والشاهد أن هناك أسئلة بعينها تلقي بثقلها على المهتمين في هذا الإطار، منها ما هو تاريخي يتعلق بهذا الفصيل وهل هو دخيل على تلك الأمة، أم وافد على تلك الحضارة؟ هناك نحو 120 مرجعا حتى الآن، تؤكد على أهمية الدور الذي لعبه المسيحيون العرب، وبخاصة السريان منهم، في ترجمة علوم اليونان إلى اللغة العربية، ومنها على سبيل المثال «أسد الغابة في معرفة الصحابة» لعز الدين بن الأثير، «بدائع الزهور في وقائع الدهور» لمحمد بن أحمد بن إياس، «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» لأبي المحاسن بن تغري بردي، «تاريخ مختصر الدول» لابن العبري، ويطول العد. أما علماء المسيحيين العرب فقد أشارت مصادر كثيرة يضيق المسطح المتاح للكتابة عن الإشارة إليها، إلى أنهم كانوا نحو 215 طبيبا، 63 ناقلا، 40 فيلسوفا ومنطقيا، و15 فلكيا، و10 رياضيين، 7 منجمين، 5 كيميائيين، 4 صيدلانيين، نسابة واحد، حجام واحد، اصطرلابي واحد.
والشاهد كذلك أن الباحث المتعمق في هذا السياق التاريخي يعلم جيدا مقدار الكرامة التي حظوا بها في صدر الدولة الإسلامية الوليدة، بل حتى قبل ظهور الإسلام، إذ يؤكد المستشرق «ولموزن»، على سبيل المثال، أن الكتابة العربية شاعت أولا بين المسيحيين ولا سيما الرهبان في الحيرة والأنبار، والعهدة هنا على الراوي الأستاذ «جواد علي» في كتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام».
ومما لا شك فيه أن التطورات التي شهدتها عدة دول عربية، لا سيما العراق بعد الغزو الأميركي، ومصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، مع الاختلاف الكبير في المشهد والظروف والآليات، كذلك فإن ما يجري في سوريا والتجاذبات والتصريحات الكثيرة التي أطلقت حول أوضاع مسيحيي سوريا، جميعها باتت مدعاة للقلق، وهو في حقيقة الأمر قلق مضاعف حال الأخذ بعين الاعتبار ما يجري في الداخل، ومن يترصد في الخارج مستغلا الأخطاء التي تجري في الأوطان لتحقيق وإدراك أهدافه، التي هي عادة ما تكون أبعد بكثير من البكاء أو التباكي على أحوال المسيحيين العرب.
ولعل الحديث عن الأقباط، على نحو خاص، يكتسب مذاقا متميزا بعينه، ذلك لأنهم الأكثرية العدية بين مسيحيي الشرق، وإن بقي عددهم غير معروف، وإن كنا لا نعول كثيرا على فكرة الأهمية العددية.
من هنا ربما يكون الحديث عنهم على سبيل الرمز، وهو من أسف رمز يحمل على الألم والأسى في الوقت ذاته، ففي تقرير صادر عن منظمة الهجرة العالمية بتاريخ الأول من مارس (آذار) الماضي نجد أن المنظمة الدولية تكشف عن تزايد حركة هجرة الأقباط من مصر بسبب ما ادعت أنه تعرضهم للاضطهاد من قبل السلطات والشعب، وبسبب انعدام الأمن ونقص فرص العمل وصعوبة الحياة بشكل عام.
الأمر كذلك ينسحب على مسيحيي العراق؛ إذ أشار التقرير ذاته إلى زيادة هجرة مسيحيي العراق خلال الفترة الماضية إلى دول الجوار بسبب انعدام الأمن حتى في شمال العراق الذي كان يعد من قبل منطقة آمنة بالنسبة للأقليات. ومع هذه الهجرات التي تكاد تقترب أو يخشى المرء أن تقترب من حالة النزوح، يتساءل المرء.. هل من مستقبل لمسيحيي الشرق الأوسط؟ وهل سيتمكنون من الحفاظ على بقائهم في القرن الحادي والعشرين؟ الجواب حتما متباين، فهو عند الأكاديميين العقلانيين ضرب من ضروب التحليل المنهجي العلمي، وعند آخرين فرصة سانحة للنفخ في نيران الكراهية وتأجيج العداوات.
النموذج الأول يمثله نفر من الباحثين الثقات، وفي مقدمتهم البروفسور «بول سالم» مدير مركز كارنيغي في بيروت، والذي كتب عبر صحيفة «لوس أنجليس تايمز» بتاريخ 6/ 1/ 2010 يقول: «باتت نسبة ما تبقى من المسيحيين الذين يتراوح عددهم بين 10 إلى 12 مليون نسمة لا تشكل أكثر من 5 في المائة من سكان المنطقة اليوم، مقارنة بـ20 في المائة مطلع القرن العشرين». ويكمل أنه «على الرغم من أن المسيحيين اضطلعوا بأدوار بارزة في الحركات الثقافية والقومية واليسارية، وتلك المناهضة للاستعمار في العقود المنصرمة، إلا أنه تم استبعادهم في السنوات الأخيرة من ظاهرة صعود الإسلام السياسي، كما رزحوا منذ عام 2001 تحت وطأة المواجهات بين الإسلام المتطرف والغرب (المسيحي)».
أما النموذج الثاني فيمثله الأكاديمي اللبناني المقيم في الولايات المتحدة الأميركية «البروفسور فؤاد عجمي» الذي يصمه البعض بأنه يميني متطرف، فقد كتب منذ فترة ليست بعيدة عبر صفحات مجلة «نيوزويك» الأميركية متسائلا عن الأقباط تحديدا، وهل من مستقبل لهم في مصر والمنطقة العربية.. ومن يحميهم مما سماه بالمطلق «التطرف الإسلامي»؟
ويجيب عجمي بالقول: «إن المسيحية تخوض معركة في الأرض التي كانت يوما ما مهدا لها».. وعنده أن المسيحيين العرب الذين يشفق عليهم كانوا سجناء لتيار وأفكار القومية العربية، وأنهم كانوا على يقين من أن عصرا جديدا من التنوير العربي سيوفر لهم مساحة من الحرية، لكنهم كانوا مخطئين بشكل مأساوي.
على أن أشد ما يلفت النظر في قراءة البروفسور بول سالم قوله: «التأكد من أن القرن الحادي والعشرين لن يكون الأخير الذي يشهد تعايشا مسيحيا - إسلاميا في مهد الديانتين، يستدعي تحركا إقليميا متسقا، واهتماما دوليا مشتركا».. هل يعني هذا الاستنتاج دعوة للاستقواء بالآخر الغربي الخارجي في مواجهة تبعات ما يجري في الداخل؟
عبر رصد عدد من التصريحات لقيادات مسيحية عربية مؤخرا يخلص المرء إلى وجود حالة شبة مطلقة لرفض هذا التدخل، وإن ما قصده البروفسور سالم هو لفت الانتباه إلى تداخل الخطوط وتشابك الخيوط في زمن العولمة، بين الداخل والخارج، وأن أحدا لا يعيش في جزيرة منعزلة بعيدا عما يجري في الجوار.
والمقطوع به أنه على الرغم من هذه الروح الإيجابية، فإن هناك من ينفخ في النار، ولولا يقظة فريق من هؤلاء المسيحيين المرابضين على حدود التعايش الحضاري والإنساني الإسلامي - المسيحي، لباتت المنطقة مسرحا للفتن الطائفية والعرقية... هل من مثال ندلل به على هذه المحاولات الاختراقية المستمرة؟
إليك ما تم الترويج له في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ونسب إلى مؤسسة راند الأميركية، التي تأسست كمنظمة بحثية غير ربحية بتمويل خاص عام 1948 لتقدم خدماتها لمختلف أفرع القوات المسلحة، ومكتب وزير الدفاع، ما يعني ارتباط أبحاثها وباحثيها بالخطط التوسعية والعسكرية الأميركية.
الرواية التي روجت في ذلك الوقت تحدثت عن توصية لـ«راند» بالبحث عن وطن بديل لأقباط مصر ومسيحيي الشرق، يمكن أن يكون وطنا قوميا لهم. وعلى الرغم من أن المؤسسة أنكرت لاحقا ونفت أنها قامت بمثل تلك الدراسة التي قادت لهذه النتيجة، فإن الأمر يمكن اعتباره نوعا من جس النبض وترويج الشائعات بعينها لقياس ردود الفعل تجاهها، وهي حيل وألاعيب استخباراتية معروفة للجميع.
على أن التحركات لا تنقطع ومحاولات تفتيت دول المنطقة، وعن حق، جارية على قدم وساق، وإلا فما المغزى والمبنى والمعنى من إعلان جامعة «جورج واشنطن» عن قيامها بأول دراسة حول الأقباط الذين يعيشون خارج مصر، لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وأستراليا، وبخاصة أن الدراسة تتناول الإجابة عن تساؤلات من عينة: «ما الذي يحفز هؤلاء للبقاء على اتصال بمصر وأحوالها ومستجداتها السياسية؟ وما هي أنواع الأنشطة التي تقوم بها الجاليات القبطية؟
ولا يوفر القائمون على الدراسة القول إنها تستهدف الوصول إلى نتيجتين: الأولى هي زيادة الوعي الذاتي للأقباط في المهجر فيصبحون أكثر انخراطا في الأنشطة الداعمة لمصر، والثانية أن تتكون خريطة دقيقة عن أقباط المهجر لصناع القرار في مصر، وكذلك في المجتمع الدولي.
المجال يضيق كذلك عن سرد ما دار في لجنة «هلسنكي» في الكونغرس الأميركي من جلسة استماع بعنوان «من الربيع العربي إلى الشتاء القبطي: العنف الطائفي والصراع من أجل التحول الديمقراطي في مصر».
وكذلك لا مجال لتحليل ما قيل في لجنة التعاون والأمن في أوروبا تحت عنوان «الأقليات في خطر: الأقباط المسيحيون في مصر»، وجميعها تؤكد على أن هناك من يخطط لاستخدام هواجس الصعود الإسلامي لتحقيق مصالح تخصه، لكن، ونؤكد هنا على لكن هذه، عبر استغلال الثغرات التي تحدث داخل مصر أو غيرها من أخطاء تقارب الخطايا، تمثلت في هدم كنائس أو حرقها، وكذلك اعتداءات على الأقباط، وتقاطع ذلك مع حالة انعدام الأمن بدرجة ما في العام الأخير، ما دعا عددا من أعضاء الكونغرس الأميركي بدورهم لإثارة المسألة علانية.
على أن الطامة الكبرى، وهو أمر يستدعي حديثا مفصلا لاحقا، هي دخول إسرائيل على خط «نافخي النيران»، فبعد تصريحات نتنياهو التي تباهى فيها بجنة إسرائيل التي تعيش فيها الأديان مقارنة بأوضاع المسيحيين العرب، بعد ما سماه المد الأصولي الإسلامي المتطرف، خرجت علينا دراسة خطيرة لصاحبها البروفسور الإسرائيلي «يارون فريدمان» المحاضر في العلوم الإسلامية بجامعة الجليل، يشير فيها «إلى أن هجرة المسيحيين العرب خارج منطقة الشرق الأوسط، تعد أفضل المقاييس التي يمكن من خلالها تقدير قوة ونفوذ التيار الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط».. هل لإسرائيل مصلحة في إفراغ الشرق من مسيحييه؟
نعم ولا شك، ذلك لأنه ساعتها لن تبقى هي الدولة العنصرية الدينية بمفردها في المنطقة.
هل الأزمة والتحدي تختص بمسيحيي الشرق؟ في تقديرنا أنها تحد يواجه أجيال الإسلاميين المعاصرين، وهم ليسوا أكثر إسلاما من المسلمين الأوائل ومن الفاتحين الذين حفظوا لمسيحيي الشرق صوامعهم وأديارهم، وما حالوا بينهم وبين مباشرة عقائدهم وطقوسهم، وهو تحد حضاري أخلاقي إيماني باتت عصبية وعنصرية القلة تتهدده في الداخل، وأشواق ومؤامرات الكائدين والكارهين تنتظره بشوق مقيت في الخارج، فهل ستعبر القوى الإسلامية المعاصرة، لا سيما السياسية منها، هذا المأزق الكبير؟ يأمل المرء أن يكون ذلك كذلك.



JTK = Envoyé de mon iPad.

حديقة مريم تجاور كنيسة السيدة العجائبية في النبطية

حديقة مريم تجاور كنيسة السيدة العجائبية في النبطية
"البشارة" جمعت أهل المدينة ساحة التقاء ديني

الشيخ عبد الحسين صادق والمطران حداد والحضور في حديقة مريم في النبطية.
النبطية - "النهار"
النهار - 2012-04-03


بدعوة من جمعية "أبناء مريم" وبالتنسيق مع البلدية أحيت مدينة النبطية عيد سيدة البشارة بوضع حجر الأساس لحديقة مريم المجاورة لكنيسة السيدة العجائبية في حي المسيحيين في المدينة عقب مهرجان في النادي الحسيني.
بعد ترحيب من عباس وهبي، قال الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في محافظة النبطية القاضي برنارد شويري: "أن نجتمع معاً في النادي الحسيني للنبطية لنحتفل معاً بعيد سيدة البشارة، جماعة واحدة، تنطلق منه في مسيرة مريمية واحدة الى كنيسة السيدة للروم الملكيين الكاثوليك، لنكمل اللقاء حول السيدة مريم بفرح اللقاء بها، وبين هذين التاريخين عاشت مدينة النبطية حدثاً مميزاً ومباركاً يوم وقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته الرعوية للجنوب لينفخ فينا روح الشركة والمحبة من قلب النادي الحسيني".
رئيس جمعية "أبناء مريم" حسين جابر، تحدث عن أهمية "تكريس العيش المشترك من خلال هذه الخطوات البسيطة". وتلاه رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل مؤكداً أن "اللقاء في حسينية مدينة النبطية يحمل في طياته وفي مكنوناته كل معاني وأبعاد النهضة الحسينية، وان الاحتفال هو ملتقى للقيم والتكامل في ما بينها وليس جديداً أو غريباً على أهالي مدينة النبطية أن يلتقوا مع الآخر بقيمه ويتكاملوا معها".
وقال متروبوليت صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد: "ان بشارة اليوم في لبنان هي في الظاهر محاربة الفساد، بدءاً من اتلاف المواد الفاسدة وحتى ملاحقة الفاسدين، ولكن أكثر ما أخشاه أن تكون حرب الفساد هي أيضاً فاسدة، أي ظرفية مرتبطة بغايات موقتة نجهلها".
وأكد إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق ان "الديانتين المسيحية والاسلامية تُجلان وتقدسان مريم عليها السلام، ففي الإنجيل هي مباركة بين النساء وفي القرآن تخاطبها الملائكة. فمساحة الالتقاء بين الديانتين واسعة في المجال العقيدي والفقهي وخصوصاً في المجال الأخلاقي والإنساني من معاني العيش المشترك الذي يوقد هذا اللقاء واحدة من شموعه الى تقديس الحرية في الدين والسياسة والمجتمع".
وختاماً، سار المشاركون في مسيرة تقدمتها فرق الكشافة وتلامذة المدارس نحو كنيسة سيدة الانتقال في النبطية حيث رفعت الستارة عن تمثال للسيدة العذراء، ووضع حجر الأساس لاقامة حديقة السيدة مريم، ثم عقد لقاء موسع في صالون الكنيسة حيث تليت تراتيل مريمية.


JTK = Envoyé de mon iPad.

الكنيسة الحزينة في حاصبيا

الكنيسة الحزينة في حاصبيا 
النهار ٤/٤/٢٠١٢
بعدما كانوا 25 الف لبناني مسيحي في حاصبيا وحدها قبل مئة عام، نصفهم من الروم الارثوذكس "ولهم ثلاث كنائس" والنصف الآخر من الموارنة والكاثوليك والبروتستانت "ولهم ثلاث كنائس  اخرى"، لم تجد كنيسة الموارنة من يفتح بابها لمناسبة احد الشعانين امس ولا من يقرع جرسها، ولو للتذكير بأن العيد مر من هنا.
وحده بطريرك انطاكية وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي قصدها العام الماضي عندما زار خلوات البياضة في حاصبيا اثناء جولته في الجنوب، فأقام قداسا "ميدانيا" فيها لدقائق وغادر، فهل يعود يوما اليها ابناء الرعية المرحب بهم في حاصبيا ساعة يشاؤون؟


JTK = Envoyé de mon iPad.

lundi 2 avril 2012

البطريرك الراعي : الزيارة الى تركيا ليست سياسية بل رعوية

طريرك الراعي: الزيارة إلى تركيا ليست سياسية بل رعوية

زيارة البطريرك الى تركيا، اليوم الأول

تركيا، الاثنين 2 أبريل 2012 (ZENIT.org). – غادر غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صباح يوم الخميس 29 آذار 2012 مطار رفيق الحريري الدولي متوجهاً إلى تركيا في زيارة رسمية سيبحث في خلالها أوضاع الموارنة في تركيا وقبرص الشمالية إضافة إلى القضية الأرمنية. يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح، راعي أبرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف، راعي أبرشية حلب المطران أنيس أبي عاد والمدير الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غيّاض.(...)

 قبيل المغادرة أكّد غبطته أنّ الزيارة تحمل طابعاً راعوياً روحيّاً وهي تدخل في إطار تعزيز الحوار بين الأديان
(...)
وزيارتنا اليوم إلى تركيا تحمل طابعاً راعوياً روحياً نوّد الحفاظ عليه.
 وتابع:"سيكون لنا لقاءات روحيّة مع البطريرك المسكوني والسلطات الكنسية في تركيا. ونحن نلبّي اليوم دعوة رسمية لزيارة تركيا الّتي تربطها بلبنان علاقات تعاون تجسّدت بوضوح من خلال مشاركتها بقوّات اليونيفيل في الجنوب الّلبناني،إضافة إلى عدد من الأمور المشتركة التي نحن بأمسّ الحاجة إلى التّحدث عنها معهم اليوم وهي تتعلّق بأبناء الطائفة في تركيا وفي قبرص الشمالية ويرافقنا في هذه الزيارة مطران حلب لأنّ الرعيّة المارونيّة في تركيا تابعة لأبرشية حلب، كما يرافقنا  راعي أبرشية قبرص المارونيّة المطران يوسف سويف.
 و أضاف غبطته:"هذه الزيارة تمثّل أيضاً عيشنا للحوار بين الأديان لما فيه من خير وسلام للعالم أجمع. ونحن كبطريركية لنا دور هام   لأننا بطابعنا الراعوي  نتعاطى شؤوناً إنسانية وراعوية إضافة إلى شؤون العيش معاً والسلام والتفاهم.
 وتابع غبطته:" من المؤكد انّ زيارتنا لا تحمل أي طابع سياسي فنحن لسنا رجال سياسة وإنّما الطابع الراعوي لهذه الزيارة  بأوجهه الإجتماعية والروحية والراعوية والإنسانية هو الذي يطغى اليوم.".

- التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، رئيس دولة تركيا عبد الله غول، في القصر الرئاسي في أنقرة، في إطار زيارته الراعوية إلى تركيا، وكان بحث في المواضيع المتعلقة بشوؤن الموارنة في قبرص الشمالية وفي تركيا، إضافة الى القضية الأرمنية، والوضع في المنطقة وخاصة في سوريا، كما نقل غبطته تحيات فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان.

وفي نهاية الّلقاء، أشار النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح إلى "أنّ أجواء الّلقاء كانت إيجابية جداً، وقد تمّ البحث في القضايا المتعلقة بمسألة التواجد الماروني في تركيا واستعادة أملاكهم، إضافة إلى مسألة الموارنة في القرى الأربعة في قبرص الشمالية، وإتاحة المجال أمام عودتهم إلى قراههم.

- وفي الشأن السياسيّ ورداً على سؤال الرئيس التركي للبطريرك الراعي حول رأيه في ما يدور في سوريا، أشار الصيّاح إلى أنّ رأي غبطته في هذا الإطار واضح جداً وهو لطالما كرّره معبراً عن رفضه للعنف ودعمه للسلام والحوار وإيجاد الحلول من خلال المبادرات والمساعي الدولية ومنها مبادرة كوفي انان، للوصول الى تحقيق ما يصبو اليه الشعب السوري من اصلاحات تحقق الديمقراطية والحريات العامة وتحفظ حقوق الانسان.

- وأكّد الصيّاح "أنّ المواقف في هذا الشأن جاءت متطابقة مع مواقف الرئيس التركي الذي لا يؤيّد سفك الدماء والحروب أبداً انما يدعم الاستقرار والازدهار للجميع.

- وكان البطريرك الراعي قد التقى ظهراً، رئيس الشؤون الدينيّة التركية الدكتور محمد كورماز في المجلس الأعلى للشؤون الاسلاميّة في أنقرة، بحضور نائب رئيس الشؤون الدينيّة الدكتور أكرم كلش ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور راشد كوجوك.

-  بداية اللقاء، شكر البطريرك الراعي تركيا على "الدعوة التى وجهتها إليه لزيارة هذا البلد"، معرّفاً بالوفد المرافق، وقال: "يرافقنا ايضاً المطران انيس ابي عاد رئيس اساقفة حلب، لأنّ الموارنة في بعض المناطق التركية تابعون لأبرشية حلب، والمطران يوسف سويف هو راعي أبرشية قبرص المارونية، حيث نملك في القطاع الشمالي منها، أربع مناطق مارونيّة نزح أهلها منها بسبب الاحداث هناك".

وبعدها شرح البطريرك الراعي لما تعنيه كلمة الموارنة قائلاً: "إنّها كلمة مشتّقة من إسم القديس مارون، فنحن مسيحيّيون كاثوليك، ومار مارون عاش بين حلب وأنطاكيا، وتوفي سنة 410 أي في الجيل الخامس، ونحن في الكنيسة الأنطاكية السريانيّة أطلق علينا لقب موارنة نسبة إلى مار مارون، وأنطاكيا هي أوّل كرسي أسّسه مار بطرس قبل روما، كذلك وجد في أنطاكيا أوّل أتباع يسوع المسيح، وأطلق عليهم تسمية المسيحيّين. وتابع غبطته:"كما أن لقبي هو بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق التّي كانت تعني السلطنة العثمانية في الماضي، أي أن الولاية البطريركية كانت ممتدّة على ما يعرف بالسلطنة العثمانية آنذاك بما فيها قبرص. ولهذا السبب، يحمل البطريرك الماروني إسم بطرس. لذلك، جذورنا في تركيا، ونحن موجودون كموارنة في كلّ العالم، نحن سعداء لوجودنا في تركيا، وخصوصاً في هذه الزيارة، ولأنّنا معنيون بالعلاقات المسيحية - الاسلامية في دولة علمانية تحترم الاديان السماوية، ولتركيا دور مهم جدا في هذا الموضوع. لبنان نسميه دولة مدنية تفصل الدين عن الدولة، الحكم والادارة لا يمارسان بواسطة الاحزاب السياسية، وانما انطلاقاً من مبدأ الانتماء الطائفي. وهذا يعني اننا كمسيحيين ومسلمين وضعنا في عام 1943 الميثاق الوطني لنتشارك معاً بالمساواة في الحكم والادارة أي بالمناصفة، وما يدل على ذلك أن رئيس الجمهورية هو مسيحي ماروني، ورئيس مجلس النواب ينتمي الى الطائفة الشيعية ورئيس مجلس الوزراء ينتمي الى الطائفة السنية، وبقية المراكز تأتي مناصفة. إذن، لا دين للدولة في لبنان، بل هو يحترم كل الديانات مع كل حرية العبادة والضمير والمعتقد. لذلك، لا يمكن للبنان الا ان يكون ديموقراطياً ولا امكانية ابداً لوجود نظام ديكتاتوري فيه. كل الحريات الشخصية الفردية في لبنان معترف بها، وشرعة حقوق الانسان معترف بها ايضاً، ومن موقعه الجغرافي والاجتماعي لعب لبنان دور الجسر بين الشرق والغرب، جسر ثقافي، تجاري، اقتصادي وعمراني، ولقد لعب هذا الدور باستمرار بانفتاحه على الشرق والغرب، ولكونه يعيش هذا الواقع. لذلك، يتأثر لبنان بكل ما يحيط به، فهو منفتح على كل الاديان على مستوى الحوار، وعلى المستوى المسكوني منفتح على كل العلاقات مع الكنائس".

بعدها، كانت كلمة للدكتور كورماز قال فيها: "أرحب بكم غبطة البطريرك وبالمطارنة المرافقين. كما تكرّمتم، لنا تاريخ مشترك منذ اربعة عصور، وهو يستمر اليوم بفضل سهولة التواصل. وان وجود دور العبادة ومختلف الديانات في المنطقة يشكل مثالا لهذه المشاركة".

أضاف: "السلم يبدأ من قلوب الناس، السلم ينبع من قلب الانسان. في الشهور الاخيرة استلمت رسائل من بعض الاقليات المسيحية في بعض الدول وبخاصة البلاد التي عاشت الربيع العربي مؤخراً. استلمنا الرسائل من بعض الكنائس، وهي تحثنا على التحرك مع بعضنا بهدف ارساء السلام. ولقد دعانا بطريرك الارثوذكس في روسيا الى اجتماع حول هذا الموضوع. وكذلك، اجريت بعض الاتصالات الهاتفية مع مسؤولي الكنائس في اسطنبول، وخلال هذه المكالمات، تحدثنا عن العلاقات بين الكنائس العراقية والسورية مع الكنائس في اسطنبول. واريد ان اقول لكم هذا الكلام مرة ثانية، وفي حضوركم، الدين الاسلامي لم يترك لنا مجالاً للتردد في كيفية التعاطي مع الاقليات في المنطقة، لذلك قامت العلاقات بين الاديان على الحقوق والاخلاق، وهذا ما يدل عليه وجود الكنائس في المنطقة، وتفوّق الشرق على الغرب الذي يفتقد لهذه التجارب في هذا المجال. وأنا أؤمن بأن الشرق مؤهل ليعلّم الغرب على التعايش بين الاديان، ونحن نتمنى ان تنتهي هذه المشاكل التي عشناها في المنطقة بطريقة سلمية، ومن خلالها نتمنى ان تتحقق ارادة الشعوب وتعيش الاديان في المنطقة، كما كانت في السابق".

في الختام قدّم رئيس الشؤون الدينية في تركيا الى غبطته هدية هي عبارة عن لوحة مؤلفة من اربع وثائق من ارشيف العهد العثماني كتب فيها متصرف جبل لبنان رسالة الى الباب العالي آنذاك يقول فيها: "إن السيد يوحنا رئيس الكنيسة المارونية يريد فتح مدرسة روما ليتعلم رجال الدين في عهد السلطان عبد الحميد العثماني، وهو يحتاج من اجل ذلك الى مبلغ 10 آلاف فرنك. وفي الوثيقة الثانية كان جواب السلطان عبد الحميد الذي أمر بتخصيص هذا المبلغ اي عشرة آلاف فرنك لتأسيس المدرسة. الفرمان يأتي الى البرلمان الذي يوافق عليه، والوثيقة الثالثة والرابعة والاخيرة تمثل تسليم الاموال الى الكنيسة المارونية وفي ارشيفنا الالاف من الوثائق المماثلة التي تؤكد التعايش المسيحي - الاسلامي".

ثم ردّ البطريرك الراعي قائلاً: "نحن نعرف القصّة، ولكن ليس لدينا الوثائق التاريخية، والواقع انه في عهد البطريرك حنا الحاج . عام 1584 كانت لدينا مدرسة مارونية في روما امّمها نابوليون بونابرت، واردنا فتح مدرسة جديدة. ومن تفاوض معكم، كان البطريرك الياس الحويك، وقد اشترى المدرسة في روما، وهي اليوم مركز البطريركية اشتراها البطريرك يوحنا الحاج في عام 1895. نحن سعداء بهذه الوثائق، وانا ثاني بطريرك يزور تركيا، بعد البطريرك بولس مسعد في عام 1868، وآنذاك حل البطريرك مسعد ضيفاً على الباب العالي في قصر الضيافة. وانا ممتن كثيراً للحصول على هذه الوثاق، ففي عام 1826 بدأ وجودنا الكنسي في هذه المنطقة لخدمة الموارنة، ونحن حريصون على العلاقة المميزة بيننا، لنبني الثقافة والحضارة الاسلامية والثقافة والحضارة المسيحية، حضارة واحدة نعيش فيها سويا، ونحن في العالم العربي نشعر في هويتنا المسيحية شيئا من الاسلام، وكذلك المسلم يشعر في هويته شيئاً من المسيحية. ونحن نساند الشعوب العربية التي تسعى لعيش الربيع العربي بكل الاصلاحات اللازمة، ولكن ليس عن طريق العنف والحرب لانها تزيد الامور صعوبة، وتخلّف الدم والعنف والاحقاد. نحن ضد العنف من أي جهة اتى، ونتطلّع الى ربيع عربي فيه المزيد من الحريات العامة والديموقراطية وحقوق الانسان والتنوع في المجتمعات. ونأمل ان يصل الربيع العربي الى هذه الخطوة الجديدة. هذا ما نسعى اليه، ونرغب في ان نستمر مسلمين ومسيحيين باعطاء شهادة للغرب بأننا لسنا في صراع، بل نعيش في مجتمع واحد غني بالثقافتين".

وفي ختام اللقاء، قدم البطريرك الراعي ميدالية البطريركية والارزة اللبنانية إلى الدكتور كورماز. ومساء، أقام رئيس الشؤون الدينية في تركيا مأدبة عشاء على شرف غبطته شارك عدد من كبار معاونيه اضافة الى الوفد المرافق.


JTK = Envoyé de mon iPad.

samedi 31 mars 2012

Les Occidentaux recadrent l'opposition syrienne

Les Occidentaux recadrent l'opposition syrienne

Par Georges Malbrunot
Mis à jour le 30/03/2012 à 19:14 | publié le 30/03/2012
Le Conseil national syrien a accouché, à Istanbul, d'une «charte» politique préparant l'après-el-Assad.

Et soudain, le miracle se produisit. Miné par les divisions, il y a deux semaines encore, le Conseil national syrien (CNS) vient miraculeusement d'accoucher d'une «charte », sorte de projet poli­tique dessinant la Syrie de l'après-el-Assad. Cette avancée a eu lieu à Istanbul juste avant la conférence des «Amis de la Syrie ». Elle doit beaucoup à l'acti­visme en coulisses des diplomates français et américains. Jusqu'à maintenant, les parrains occidentaux du CNS lui reprochaient une double incapacité: à unifier l'opposition, et à rassurer les minorités religieuses ou ethniques. «Tout le monde voulant être chef, nous avons finalement renoncé à organiser le CNS, avoue un diplomate français, mais nous avons réussi à les faire accoucher d'un projet commun.»

En échange d'une reconnaissance internationale, qui ne devrait pas encore intervenir à Istanbul, Français et Américains ont exigé que cette charte mentionne le caractère «civil » (c'est-à-dire laïque) de la future Constitution et qu'elle souligne bien l'égalité entre hommes et femmes, ainsi que le respect des minorités (chrétienne, alaouite ou kurde). Problème: il fallait que les islamistes, très influents au sein du CNS, acceptent d'avaler la pilule. «Ils n'avaient pas le choix », relève un opposant. «Après la première conférence des Amis de la Syrie à Tunis en février, les Occidentaux ont été mécontents de voir les dissidences continuer au sein du CNS et que leurs appels n'aient pas été entendus. Ils se sont faits plus menaçants.»

Il y a deux semaines, Alain Juppé dénonçait publiquement cette opposition qui se déchire, et mardi dernier, Hillary Clinton, la secrétaire d'État américaine, déclarait vouloir «les inciter fortement » à présenter un visage unifié à Istanbul. Résultat: à l'issue de longues palabres, une déclaration a été votée mardi par 400 opposants, donnant la part belle à la laïcité, aux droits de l'homme et au respect des minorités, notion très importante dans un pays dont les divisions en multiples obédiences font redouter une guerre civile. Dans un esprit de «réconciliation nationale », la justice dans la Syrie de demain ne sera pas fondée «sur la vengeance ou la vendetta », précise même le texte. Mission accomplie, dans la forme en tout cas. Pour ne pas donner l'impression que les islamistes s'étaient fait tordre le bras, la branche syrienne des Frères musulmans avait pris les devants en publiant peu avant un «engagement national » dans lequel elle promet d'élaborer une Constitution civile.

Les Kurdes claquent la porte
Si les islamistes ont accepté ce compromis, la Turquie, elle, s'est farouchement opposée à toute référence à la question kurde dans la charte de l'opposition syrienne. Une ligne rouge pour Ankara, qui redoute le précédent vis-à-vis de sa propre minorité kurde. D'où la colère des représentants kurdes syriens, qui ont claqué la porte d'Istanbul, atténuant la portée de cette avancée. «Il s'agit d'un simple toilettage », déplore l'opposant. Pour que la marque islamiste soit diluée, trois cents autres opposants issus de la diaspora avaient pourtant été invités à ratifier le texte d'Istanbul.

D'autre part, aucun intégriste ne devait être présent à la tribune de la conférence de presse, qui annonça la charte. Bref, à quelques jours de la conférence d'Istanbul, cette réunion des opposants devait montrer un visage plus conforme aux attentes de leurs alliés. Mais dans la réalité, rien ne dit que l'influence islamiste - que les Occidentaux ont tenu à minimiser publiquement jusqu'à maintenant - va se réduire. «Ceux qui dominent le CNS restent les mêmes barbus sans barbe, des islamistes ou des proches des Frères musulmans », constate Michel Kilo, une figure de l'opposition, qui a refusé d'aller à Istanbul. Rien ne dit qu'ils aient définitivement renoncé à leur dessein, une fois parvenus au pouvoir à Damas.

Fwd: نموذج عن طريقة تفكير وتصرف بعض المسلمين في موضوع العلاقة بين الدين والدولة ومفهوم المساواة بين المواطنين !!!!


نموذج عن طريقة تفكير وتصرف بعض المسلمين في موضوع العلاقة بين الدين والدولة ومفهوم المساواة بين المواطنين !!!!


 بعد الخبر الذي احتل مساحات واسعة في وسائل الاعلام اللبنانية في الاونة الاخيرة ، حول اقدام مجموعة من الطلاب الشيعة في جامعة مسيحية خاصة في لبنان على محاولة  اقامة مصلى لهم داخل الجامعة وديرها دون الاخذ بالاعتبار لا  خصوصية هذه الجامعة ولا اهمية التقيد بالنظام الداخلي لكل مؤسسة واحترام ملكيتها الخاصة  ، لا يعود مستغربا  ما  تناقلته وسائل الاعلام في مصر وخارجها  عن طريقة  تفكير و تصرف فئة من المسلمين ، ولا نقول كلهم - حول  العلاقة  بين الدين والدولة والمساواة  بين المواطنين .  في هذا الصدد اليك الخبر التالي  :    

"قام المواطن المصري شريف جاد الله المحامي بالإسكندرية - ومسلم الديانة - بتقييد اسمه ضمن جداول الترشح في انتخابات بابا الكنيسة القبطية لأول مرة في التاريخ،
 مستندًا في ذلك إلى مبدأ المساواة التي يطالب بها الأقباط منذ سنوات طويلة.
وأرسل جاد الله إنذارًا على يد محضر إلى بطريرك الأقباط الأرثوذكس بشارع كنيسة الأقباط بالعطارين بالإسكندرية يطلب فيه تقييد اسمه في جداول الناخبين،
 وعندما رفضت الكنيسة استلام الطلب قام بتقديم بلاغ إلى رئيس نيابة العطارين حمل رقم 1367 لسنة 2012م إداري العطارين جاء فيه على لسان المدعي يطالب بطريرك الأقباط الأرثوذكس باستلام الإنذار وقيده بالدفاتر المعدة لذلك.

وأشار جاد الله في بلاغه إلى أنه عندما قرأ تصريحات الدكتور نبيل لوقا بباوي "المسيحي" الديانة التي يعلن فيها عن رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية فكرت مليًّا عقب وفاة البابا شنودة رأس الكنيسة القبطية بعد الإعلان عن خلو منصب البطريرك ودعوة الشعب المسيحي للانتخابات في وجوب دعوة المسلمين لانتخاب بطريرك الأقباط من المسلمين، ولذلك قررت الترشح لشغل المنصب، حسبما نقلت جريدة"  المصريون."
من هذا الخبر يتبين ان بعض المسلمين يخلطون بين مفهوم وظيفة رئيس الدولة ، او اي وظيفة سيادية ذات شان في هيكلية الدولة ، التي هي من حيث المبدا  حق كل مواطن  في انظمة  العالم الديمقراطية ، وبين  وظيفة رجل الدين .
في النظام الاسلامي رئاسة الدولة حق للمسلم ، دون سواه من دون منازع ، لسببين  : سبب مبداي عقائدي ، وسبب انتخابي . اذ ان الاكثرية في النظام السياسي هي التي تختار لا الاقلية . وهذا امر طبيعي . الا انه مع ذلك يحق لكل مواطن ، ايا كان دينه وانتماؤه السياسي ان يتقدم الى اي وظيفة او مسؤولية في الدولة المعاصرة  ، على ان تحسم اصوات الناخبين النتيجة .
اما ان يتقدم مواطن مسلم الى مسؤولية دينية عند غيره من ابناء الاديان او المذاهب الاخرى فذلك انه في  منتهى الاستفزاز والتعدي على مقدسات الغير . ودليل على ان بعض المسلمين لا يفرقون بين ما لهم وما لغيرهم . بحيث يصبح كل  ما للمسلمين على صعيد الشان هو لهم وحدهم، وكل ما لغيرهم ، حتى ولو كان على الصعيد الخاص ، هو ايضا ملك للمسلمين ولهم فيه حقوق،  كما يتبين من قصة المواطن المصري الذي يتقدم بطلب الترشح لمنصب بطريرك طائفة ليست هي غير طائفته وحسب ، بل من  غير طوائف او مذاهب دينه ايضا . يتوهم انه من حقه القفز فوق كل القوانين والانظمة والمؤسسات غير الاسلامية القائمة في دار الاسلام .فما لا يحق لقبطي في النظام الكنسي الداخلي يجب ان يحق للمسلم خلافا لاي نظام . انها العشوائية بعينها ، والمزاجية التي تتحكم بعقول شرائح واسعة من الناس  نتيجة للتعصب والجهل وروح الهيمنة والاستبداد .   
المسالة لا تتعلق بالاسلام كدين بل تتعلق بعقلية بعض المسلمين الذين لا يعترفون  للاخر باي حق ، متوهمين انهم الاسياد المطلقين على الغير . المسالة لا تتعلق بالدين الاسلامي الذي يحترم المسيحية ، بل تتعلق في تربية المسلمين على فهم ابسط مبادئ الحقوق والواجبات الانسانية ، واحترامها : حق المواطنية ، والملكية الخاصة ، والحق بالحياة والاختيار من دون هيمنة وتسلط . وهي من الشروط الاساسية للعيش المشترك ، كما يردد اللبنانيون ، في كل مجتمع ونظام سياسي ، مهما كان تعقيدته ونهجه في الدين والسياسة والاقتصاد وغير ذلك من شؤون الحياة الانسانية . 
من حق البطريرك الراعي في لبنان ان يقلق من احتمال مجيء السلفيين الى السلطة ، وما شابههم من الاحزاب والتيارات الاصولية ، التي تفكر على طرقة المواطن المصري المشار اليه اعلاه . وهو لا ينتابه يقلق  في حال بقيت  السلطة في ايدي مسؤلين متنورين بالحكمة ومعترفين بحقوق  الانسان الاساسية التي من غي المعقول  ان تتنكر لها الشرائع السماوية . ولم يتنكر لها الاسلام في بعض تعاليمه التي لا يتم تطبيقها الا استنسابيا . من قبيل ذلك لماذا لا تطبق المعاهدات التي وضعها نبي الاسلام في حماية النصارى والتي وردت في اكثر من اية كريمة ونص ؟ منها الوثائق التالية  :

١- العهد الى نصارى نجران   : 
- أولا، «أن احمي جانبهم – أي النصارى – وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح، حيث كانوا من جبل او واد او مغار او عمران او سهل او رمل».
- ثانيا، «ان أحرس دينهم وملتهم أين كانوا؛ من بر أو بحر، شرقا وغربا، بما احفظ به نفسي وخاصتي، واهل الاسلام من ملّتي».
- ثالثا، «ان ادخلهم في ذمتي وميثاقي واماني، من كل اذى ومكروه أو مؤونة أو تبعة. وان اكون من ورائهم، ذاباً عنهم كل عدو يريدني واياهم بسوء، بنفسي واعواني واتباعي واهل ملتي».
- رابعا، «ان اعزل عنهم الاذى في المؤن التي حملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، الا ما طابت به انفسهم. وليس عليهم اجبار ولا إكراه على شيء من ذلك».
- خامسا، «لا تغيير لأسقف عن اسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا إدخال شيء من بنائهم في شيء من ابنية المساجد، ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله».
- سادسا، «ان لا يحمل الرهبان والاساقفة، ولا من تعبّد منهم، او لبس الصوف، او توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الامصار شيئا من الجزية او الخراج».
-سابعا:  «لا يجبر احد ممن كان على ملة النصرانية كرها على الاسلام {ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي أحسن} ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم اذى المكروه حيث كانوا، واين كانوا من البلاد».
- ثامنا، «ان اجرم واحد من النصارى او جنى جناية، فعلى المسلمين نصره والمنع والذب عنه والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه. فإما مُنّ عليه، او يفادي به».
- تاسعاً، «لايرفضوا ولا يخذلوا ولا يتركوا هملاً، لأني أعطيتهم عهد الله على ان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين».
- عاشراً، «على المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام، والذب عن الحرمة، واستوجبوا ان يذب عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم».
- حادي عشر، «لهم ان احتاجوا في مرمة (ترميم) بيعهم وصوامعهم، او شيء من مصالحهم أمورهم ودينهم، الى رفد من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها (ترميمها)، ان يرفدوا على ذلك ويعانوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم ووفاء بعهد رسول الله موهبة لهم ومنة لله ورسوله
٢-وفي نص اخر  يتفق بمضمونه مع العهد الى نصارى نجران : 
 «هذا كتاب كتبه محمد بن عبدالله الى كافة الناس اجمعين، بشيرا ونذيرا ومؤتمنا على وديعة الله في خلقه، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما. كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الارض ومغاربها قريبها وبعيدها فصيحها وعجميها معروفها ومجهولها، كتابا جعله لهم عهدا، فمن نكث العهد الذي فيه وخالفه الى غيره وتعدى ما امره، كان لعهد الله ناكثا ولميثاقه ناقضا وبدينه مستهزئا وللعنة مستوجبا، سلطانا كان أو غيره من المسلمين المؤمنين :
 لا يغير اسقف من اسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سائح من سياحته، ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم،ولا يدخل شيء من بناء كنائسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين.فمن فعل شيئاً من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله.
ولا يحمل على الرهبان والاساقفة ولا من يتعبد جزية ولا غرامة وانا احفظ ذمتهم أينما كانوا من بر أو بحر في المشرق والمغرب والشمال والجنوب، وهم في ذمتي وميثاقي واماني من كل مكروه، ولا يجادَلوا الا بالتي هي احسن، ويحفَظ (ويخفَض) لهم جناح الرحمة، ويكَف عنهم اذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا. ويعاوَنوا على مِرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد».
.
وللمزيد من هذه التوصيات التي اصبح الوصول اليها متيسرا بفضل وسائل الاعلام الحديثة يمكن مراجعة  الوصلة :