الراعي - السعودية- حوار الاديان
تفهم سعودي لمواقف الراعي ودرس فكرة «حوار الأديان» في الرياض
داود رمال
يسرّع البطريرك الماروني بشارة الراعي الخطى منذ وصوله الى سدة البطريركية المارونية، قبل نحو سنة، في كل الاتجاهات، منطلقاً من الاطار الماروني الذي تمكن من جمعه ولو تحت عنوان الاتفاق على «تنظيم الخلاف والاختلاف»، وتدرجاً الى الاطار الوطني عبر قمم روحية ولقاءات مع القادة السياسيين وجولات في كل المناطق اللبنانية أعاد عبرها وصل ما انقطع بروح «الشركة والمحبة»، وانتهاء بجولاته الخارجية المستمرة الى دول العالم، القريبة منها والبعيدة.
واذا كانت صراحته قد اثارت علامات استفهام عند لاعبين دوليين مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وترجم ذلك بانكفاء سفراء دول عربية وغربية عن زيارة بكركي، لا سيما السعودية حيث برزت برودة في العلاقة بينها وبين البطريركية المارونية لم تشهدها من قبل، قبل أن تفضي نصائح لإعادة الامور الى نصابها.
ويوضح مصدر واسع الإطلاع «انه في سياق الافكار والطروحات التي جرى تداولها منذ اشهر حول كيفية مقاربة العلاقة بين بكركي والرياض في ضوء المتغيرات الحاصلة على الصعيد العربي، والخشية المتنامية على مصير الأقليات في المنطقة، التقى رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه مع السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري، خلال عشاء أقامته السيدة ليلى الصلح على شرف بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، وتوجه طربيه بسؤال الى عسيري عما اذا كان يلتقي البطريرك الراعي، فكان رده أنه تردد في زيارة بكركي بعد المواقف التي اعلنها الراعي حول «الربيع العربي» ولا سيما ازاء ما يحصل في سوريا وحول سلاح «حزب الله»، فردّ طربيه بالقول ان البطريرك الراعي عندما تناول سلاح «حزب الله» ربطه بمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية وانه عندما تنفذ إسرائيل القرارات الدولية ينتفي مبرر وجود هذا السلاح، وفي هذا اشارة واضحة الى قطع الطريق على أية محاولة لتوطين الفلسطينيين في لبنان، كما نصحه بضرورة ان يستمع مباشرة الى حقيقة مواقف البطريرك.
ويضيف المصدر «إن طربيه زار الراعي ووضعه في اجواء السفير السعودي مقترحاً عليه دعوته الى مائدته في بكركي لشرح صورة مواقف بكركي على حقيقتها، وكان البطريرك سريع التجاوب مع اقتراح طربيه، حيث دعا السفير السعودي الى مائدة الغداء، وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر وتوضيح العديد من الامور المبهمة، وطرح الراعي على عسيري فكرة ان تحتضن السعودية مؤتمراً حول الحوار بين الاديان، باعتبار ان المملكة وتحديداً الملك عبدالله بن عبد العزيز كان السباق في مقاربة هذا الموضوع، وبما ان التطورات الراهنة توجب التلاقي لدرء المخاطر فإن السعودية كموقع وتاريخ هي الأقدر على احتضان الحوار بين الأديان في هذه اللحظة التاريخية الحساسة».
وأضاف المصدر «إن طربيه التقى عسيري بعد غداء الأخير مع الراعي، حيث عبّر السفير السعودي عن راحته للقائه مع البطريرك وإنه فهم حقيقة وجهة نظر الراعي، معتبراً ان فكرة عقد مؤتمر لحوار الاديان في السعودية ممتازة ومهمة جداً، وانه بعث بتقرير ديبلوماسي مفصّل الى خادم الحرمين الشريفين عن مضمون اللقاء».
واشار المصدر الى ان «اقتراح الراعي باستضافة السعودية مؤتمراً للحوار بين الاديان، يأتي استكمالاً لما سبق ان طرحه الرئيس سليم الحص على البطريرك الراعي لجهة ضرورة الانفتاح على السعودية والعمل على ترتيب زيارة الى الرياض تكون الاولى لمرجع كنسي الى المملكة».
وتزامن التفهّم السعودي لمواقف بكركي مع تطور إيجابي كبير على صعيد العلاقة التاريخية مع فرنسا، وقال المصدر «إن السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون نقل الى الراعي رسالة من القيادة الفرنسية أزالت سوء الفهم الذي نشأ بين بكركي والاليزيه في أعقاب زيارة الراعي الى فرنسا»، ناقلاً عن الراعي بعد تلقيه الرسالة الفرنسية قوله «إن العلاقات بين بكركي وفرنسا عادت الى سابق عهدها».
السفير ١٦-٢-٢٠١٢
Jo.Khoreich
Beyrouth - Liban
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.