Arabes du Christ


" الهجرة المسيحية تحمل رسالة غير مباشرة للعالم بأن الإسلام لا يتقبل الآخر ولا يتعايش مع الآخر...مما ينعكس سلباً على الوجود الإسلامي في العالم، ولذلك فإن من مصلحة المسلمين، من أجل صورة الإسلام في العالم ان .... يحافظوا على الوجود المسيحي في العالم العربي وأن يحموه بجفون عيونهم، ...لأن ذلك هو حق من حقوقهم كمواطنين وكسابقين للمسلمين في هذه المنطقة." د. محمد السماك
L'emigration chretienne porte au monde un message indirecte :l'Islam ne tolere pas autrui et ne coexiste pas avec lui...ce qui se reflete negativement sur l'existence islamique dans le monde.Pour l'interet et l'image de l'Islam dans le monde, les musulmans doivent soigneusement proteger l'existence des chretiens dans le monde musulman.C'est leur droit ..(Dr.Md. Sammak)

lundi 30 avril 2012

البابا في لبنان: خلفيات واختلافات عن زيارة سلفه


البابا في لبنان: خلفيات واختلافات عن زيارة سلفه

 الاخبار -٣٠/٤/٢٠١٢
تتعدى هموم البابا مشكلة لبنان لتشمل مشكلة المسيحيين الوجودية (أرشيف)
بدأت في الفاتيكان ولبنان الاستعدادات لزيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر الى لبنان بين 14 و16 ايلول المقبل.
وهي تمثل بالنسبة الى المسيحيين رمزية قصوى، رغم الاختلاف الجذري بينهم في الرغبة في تعميق حوار الأديان والخوف من التطرف الإسلامي

هيام القصيفي
تغيرت الظروف كثيراً بين زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الى لبنان في  ١٠-١١ ايار عام 1997، وزيارة البابا الحالي بنيديكتوس السادس عشر، التي تبدأ يوم يحتفل المسيحيون بعيد الصليب.
لا تتشابه الزيارتان مطلقاً. فلا البابا الآتي، مثقل بهموم دولية سياسية ودينية كالتي عاشها البابا البولوني، ولا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يشبه سلفه الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير.
فمقاربة الزيارة البابوية عنوانها الرئيسي وجود المسيحيين في الشرق، حيث يشتد الصراع بين توجهين: الشراكة المسيحية الإسلامية، أو تصاعد حدة التطرف الديني. وهنا مكمن التحدي اللبناني، ولب الخلاف الذي تحول مع الراعي منذ تسلمه سدة بكركي محور تجاذب بين المسيحيين أنفسهم.

فالمتغيرات كثيرة سواء بالنسبة الى الكنائس الشرقية التي يأتي البابا حاملاً الإرشاد الرسولي لها، في ظل التحديات الإقليمية التي أدّت إليها الثورات العربية، وتأثيرها على مسيحيي الشرق، إضافة الى الهجرات المسيحية المتتالية من دول الجوار. أو حتى بالنسبة الى الكنيسة المارونية نفسها، التي كانت عماد حركة الاستقلال، التي توجّها البطريرك نصر الله صفير في عظته يوم احتشد المسيحيون عند واجهة بيروت، مستذكراً كاردينال المقاومة البولونية ضد الشيوعية ستيفان فيشنسكي.
بعد 15 عاماً على تلك الزيارة التاريخية، خرج الجيش الإسرائيلي ومن ثم الجيش السوري من لبنان، لكن المسيحيين الذين حمل اليهم حينها البابا الراحل الإرشاد الرسولي، في وقت كان فيه زعماؤهم في السجن او المنفى، لا يزالون يعيشون منذ ذلك الوقت في دوامة لا تنتهي، رغم أن مسيحيي الشرق مشدودون اليهم.
 آنذاك عدّت زيارة البابا تحدياً حقيقياً لسلطة الوصاية السورية، ووجود المعارضة في قداس بيروت حدثاً في حد ذاته، فيما عكست رسالة الشبيبة ومشاكلها الطموح نحو الحرية والسيادة والاستقلال.
اليوم تختلف مقاربة الزيارة، فللبابا هموم تتعدى مشكلة لبنان لإخراجه من رحم الوصاية، لتشمل مشكلة المسيحيين الوجودية في أرض الصراعات الشرقية.
 وللراعي أجندة مختلفة لا تشبه أجندة سلفه، الذي رفض في اوائل ايار عام 2001 مرافقة البابا يوحنا بولس الثاني الى دمشق، فيما لا يزال المسيحيون منقسمين بين الذين ينتظرون نهاية النظام السوري وسقوط سلاح «حزب الله»، والذين يحالفون الاثنين معاً.
وبين هذه التناقضات يأتي البابا في لحظة مصيرية، مرتبطة أيضاً بكيفية تطور الوضع السوري خلال الأشهر الأربعة الفاصلة عنها، وبكيفية تعاطي الشرائح المسيحية وتعاليها فوق الحساسيات مع الحدث المسيحي، ولا سيما أن البابا يعمم لقاءاته بين كنائس الموارنة والروم الملكيين والأرمن الكاثوليك.
وأهمية اختيار لبنان في الرؤية الفاتيكانية رمزية لسببين: أولاً لأن لبنان يضم مختلف الطوائف المسيحية، والشرقية منها، ولأن الإرشاد موجه الى كل كنائس الشرق الأوسط، بعد المؤتمر الذي عقد في تشرين الأول الماضي، لا الى كنيسة معينة. وهو يختلف تماماً عن حيثيات الإرشاد الرسولي الخاص بلبنان. ونظراً الى الظروف السياسية والأمنية لا يستطيع البابا أن يزور أياً من البلاد العربية التي يعيش فيها مسيحيون، من تونس الى مصر والعراق.
ثانياً أن لبنان بلد شارك في بنائه المسيحيون وقدموا فيه آلاف الشهداء كي يبقى مستقلاً، وهو ليس بلداً مسلماً، بل بلد عربي والسلطات موزعة فيه على كل الطوائف. وتوجيه الرسالة منه يمثّل دعوة الى مسيحيي الشرق للبقاء متشبثين بأوطانهم، مهما كانت الصعوبات.
ثالثاً يتمتع لبنان بحرية دينية وبقيمة معنوية تعبّر عنهما وسائل الإعلام فيه، الدينية والمدنية منها، وتتمكّن بذلك من نشر رسالة البابا والفاتيكان الى كل دول العالم.
وبما يتعدى اختيار لبنان لأسباب لوجيستية وإنسانية، فإن الزيارة البابوية، تجري تحت عنوان الإرشاد الرسولي لمسيحيي الشرق، وبقاء المسيحيين في أوطانهم. ويحمل الإرشاد في طياته همّ حثهم على البقاء في مجتمعاتهم والتمسك بالجذور الأساسية التي تحكم حياتهم، في موازاة التطورات السياسية التي يشهدها العالم العربي ويواكبها الكرسي الرسولي.
ويركز الفاتيكان على ضرورة أن يتعلق المسيحيون في بلدانهم بقيم الحرية والعدالة والمساواة واحترام الإنسان والأخوّة وحقوق المرأة، انطلاقاً من كونها مفاهيم إنسانية وإنجيلية، لا على قاعدة تدخله في أيّ من المتغيرات السياسية العربية. لان الفاتيكان لم يتحدث مطلقاً طوال سنة ونصف سنة من الأحداث العربية عن الأنظمة تأييداً أو رفضاً، ونادى بالحرية والعدالة والمساواة، وندّد بالقتل، وقارب مسألة «الربيع العربي» من مصر الى تونس فسوريا، من زاوية إنسانية بحتة.
وهدف الزيارة هو تعزيز وضع المسيحيين، الذين يشعرون بالتردد بعد الأحداث العربية، وضرورة أن يأخذوا المبادرة تجاه مجتمعاتهم. فالوضع الحالي دقيق والخطر كبير، وثمة مخاوف من أن يميل الوضع الى العنف والتطرف داخل البلدان الإسلامية، وأن تحدث مشاكل قد يتعرض لها المسيحيون. لذا يجب دفعهم الى التنسيق والعمل على التعاطي مع ما يحدث من زاوية الحق الإنساني والحرية والديموقراطية، كعناوين إنسانية.
وفي رسالة البابا إعطاء المسيحيين «الخائفين على مصيرهم» معنى لوجودهم، والشهادة للإنجيل ليس بالمعنى الاستشهادي، بل بمعنى لغة التواصل والقيم المسيحية، لأن مسيحيّي الشرق والمسلمين فيه يتحدثون اللغة نفسها، ويعيشون الثقافة والهموم نفسها. وهم بذلك يتحولون صلة وصل ومساحة مشتركة بين الغرب والعالم الإسلامي، بدل أن يلعبوا لعبة المحاور.
وفي ظل الأحداث السورية، ينظر الفاتيكان نظرة خاصة الى مسيحيّي سوريا، مبدياً قلقه عليهم، مشجعاً إياهم على البقاء في أرضهم. ويوجه اليهم رسالته المهمة من لبنان، نظراً الى النسيج الجغرافي والاجتماعي المترابط بينهم وبين مسيحيي لبنان، والانقسام الحاصل في بيروت على خلفية الأحداث السورية.
لا يتوجه البابا الى الكنائس ـــــ كسلطات ـــــ بوصفها مسؤولة حصرياً عن التعامل مع المشاكل الموجودة حالياً، بل يتوجه، بصفته رسول السلام إلى المجتمعات المسيحية والعلمانيين والسياسيين، للعمل على الانفتاح على الآخرين، وبناء مجتمعات أكثر عدالة وديموقراطية.

سياسة
العدد ١٦٩٦ الاثنين ٣٠ نيسان ٢٠١٢






JTK = Envoyé de mon iPad.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.