Arabes du Christ


" الهجرة المسيحية تحمل رسالة غير مباشرة للعالم بأن الإسلام لا يتقبل الآخر ولا يتعايش مع الآخر...مما ينعكس سلباً على الوجود الإسلامي في العالم، ولذلك فإن من مصلحة المسلمين، من أجل صورة الإسلام في العالم ان .... يحافظوا على الوجود المسيحي في العالم العربي وأن يحموه بجفون عيونهم، ...لأن ذلك هو حق من حقوقهم كمواطنين وكسابقين للمسلمين في هذه المنطقة." د. محمد السماك
L'emigration chretienne porte au monde un message indirecte :l'Islam ne tolere pas autrui et ne coexiste pas avec lui...ce qui se reflete negativement sur l'existence islamique dans le monde.Pour l'interet et l'image de l'Islam dans le monde, les musulmans doivent soigneusement proteger l'existence des chretiens dans le monde musulman.C'est leur droit ..(Dr.Md. Sammak)

samedi 25 août 2012

الموقع التاريخي للبطريرك مسعد في كتابه "الدر المنظوم" 186


الموقع التاريخي للبطريرك مسعد في كتابه "الدر المنظوم" 186

هيام جورج ملاط
النهار- 2012-08-25
جرى قبل أيام في الوادي المقدس تدشين تمثال البطريرك الماروني بولس مسعد (1806 - 1890) الذي تبوأ السدة البطريركية على مدى 36 عاماً بين 1854 و1890، ومارس مهماته في فترة عصيبة من تاريخ لبنان شهدت حملة محمد علي باشا على السلطة العثمانية وسقوط نظام الامارة ونشأة نظام القائمقاميتين وسقوطه واندلاع الأحداث الطائفية والسياسية إلى حين إقرار نظام المتصرفية الذي منح جبل لبنان مقومات الاستقلال الذاتي بحماية الدول الكبرى في ظل القانون الدولي العام المعمول به في تلك الأيام.
وتجدر الإشارة هنا إلى ان البطريرك مسعد هو بطريرك مفصلي في تاريخ الطائفة المارونية لأسباب عدة ومنها انه من تلامذة مدرسة روما حيث اكتسب فيها علوم عصره وعاصر البطاركة التيان وحلو وحبيش الذي رفعه إلى الدرجة الاسقفية عام 1841 وتدرج على معالجة القضايا المصيرية التي عصفت في أيامه بين 1854 و1890 ومن ثم ان اسلوبه في التصرف انسحب على البطاركة خلفائه من البطريرك يوحنا الحاج الذي كان قريباً منه والبطاركة الياس الحويك وانطوان عريضه وهما من خريجي مدرسة مار يوحنا مارون في كفرحي التابعة للبطريركية المارونية وبإشرافها، ومن ثم البطريرك بولس المعوشي الذي دخل مدرسة الحكمة ايام المطران يوسف الدبس الذي كان تلميذاً وكاتماً لأسراره، والبطريرك نصر الله صفير الذي ترعرع في كنف البطريرك المعوشي طوال فترة طويلة قبل انتخابه للسدة البطريركية، وهو العالم والضليع بتاريخ لبنان ومقوماته وصعوباته وتحدياته. والبطريرك بشارة الراعي الذي دشّن تمثال البطريرك مسعد وغيره من البطاركة هو على يقين بتلك الجذور ومؤتمن على العبء التراثي الذي يحمله تجاه هؤلاء الذين سبقوه وحافظوا بثبات وعناد على مقومات هذا المجتمع المتميز في الشرق الأوسط.
ولكن اضافة إلى مهماته الدينية والسياسية، كان البطريرك بولس مسعد من كبار علماء عصره وهو الأول الذي دفع إلى الطبع في لبنان كتاب خاص بتاريخ الطائفة المارونية مع تضمينه صفحات تاريخية بارزة تخص مجتمعنا اللبناني والعربي.
وفي مناسبة ازاحة الستار عن تمثاله في الوادي المقدس، ارتأينا التركيز على كتابه الذي سبق ووضعه قبل انتخابه بطريركاً على الطائفة المارونية عام 1854، وعزم على نشره عام 1863.
أورد المطران يوسف الدبس (الذي كان في حينه كاتماً لأسراره) ملابسات إصدار الكتاب حيث قال: "وأما مؤلفاته فمنها كتابه الموسوم بالدرّ المنظوم... وقد طبع هذا الكتاب بدير طاميش سنة 1863 بعد ان عهد إليّ بتنقيح بعض عباراته وكنت أحب ان افصل فيه الفوائد التي لا تتعلق بموضوع الجدال في حواش اعلقها على ذيل الكتاب فلم يسمح لي بذلك خشية ان لا يحسن الطابعون تعليق تلك الحواشي." وبالنتيجة، صدر عام 1863 المؤلف تحت العنوان العام التالي: "كتاب الدر المنظوم رداً على الأسئلة والأجوبة الممضاة باسم السيد البطريرك مكسيموس مظلوم تأليف السيد بولس بطرس مسعد البطريرك الانطاكي، إذ كان مطراناً على مدينة طرسوس ونائباً بطريركياً - وقد ترتب وتصحح منه على النسق المشروح في هذه النسخة المعوّل عليها دون باقي النسخ، وقد طبع تسهيلاً لاقتنايه في مطبعة الرهبان اللبنانيين في دير سيدة طاميش الكاين في معاملة كسروان من جبل لبنان سنة 1863". أما عدد النسخ المطبوعة من هذا الكتاب، فلم يتجاوز المائة نسخة، وذلك تبعاً لما أتى على ذكره بعض المطلعين على إصدار الكتب الأثرية والقديمة في لبنان.
ويشكل كتاب الدرّ المنظوم أول أثر تاريخي وديني مفصّل يستند إلى وثائق تاريخية صادر باللغة العربية في لبنان عن الطائفة المارونية - حيث ان مؤلفات البطريرك الدويهي لم يباشر بطبعها المعلم رشيد الشرتوني، إلا ابتداء من عام 1890، وبصورةٍ غير مطابقة للمخطوطات الأصلية، كما ان قسماً وفيراً من مؤلفات البطريرك اسطفان لا يزال مخطوطاً. فيكون بالتالي البطريرك مسعد أول بطريرك ماروني عمد الى طبع مؤلف تاريخي ديني من هذا النوع.
ومن أبرز مميزات هذا المؤلف ان البطريرك مسعد تحقق شخصياً من كل أمر أتى على ذكره - وإذا كان هذا الأمر سهلاً بالنسبة الى المؤلفات الصادرة خلال القرون السابقة كمؤلفات الحاقلاني والسمعاني وابن نمرون الباني الخ. فانه ما زال عسيراً بالنسبة الى ضرورة تقصي المعلومات في الأديرة والمكتبات القديمة والمستندات والأوراق المحفوظة لدى العائلات والأفراد، ومن نتيجة أخلاقية التدقيق والبحث الذي تميّز به علم البطريرك مسعد ان كل ما أتى على ذكره يتصف لدى المؤرخين بالصفة النهائية - أي انه لا يقبل الرد نظراً للامعان في استقصاء الحقائق قبل تدوينها.
أما المؤلف بالذات الصادر عام 1863 فهو يحتوي على قسمين الأول من الصفحة 2 لغاية الصفحة 191 هو الدرّ المنظوم والثاني هو نبذة ملحقة بالدر المنظوم من الصفحة 192 لغاية الصفحة 313 - وقد تضمن المؤلف فهرس عام من الصفحة 314 لغاية الصفحة 341 مع تصحيح بعض الأخطاء المطبعية في الصفحتين 342 و343.
وهذا المؤلف يتدرج ضمن المؤلفات الجدلية الدينية والتاريخية التي كانت سائدة في تلك الأيام وهو كناية عن رّد مسهب على ثلاثة أسئلة، وهي:
السؤال الأول - أية طائفة في المشرق هي الأولى بين الطوائف المسيحية الموجودة الآن. وأي طقس من الطقوس الشرقية هو الأول؟
السؤال الثاني - لماذا افترقت في الشرق الطوائف الأخرى من الطقس اليوناني وفي أية أزمنة حدث ذلك؟
السؤال الثالث - كيف ومتى رجع الكثيرون من الطوائف الخمس المقدم ذكرها إلى الايمان الكاثوليكي المقدس تحت طاعة السدة البطرسية؟
وقد اغتنم البطريرك مسعد مجال البحث والتدقيق إلى سرد تاريخ الطوائف في الشرق والتطورات السياسية التي مرت على هذه المنطقة - وقد خصّ في جوابه عن السؤال الثالث الطائفة المارونية بأول تاريخ مستندي وعلمي ينشر في تلك الأيام محاولاً من خلاله حض مواطنيه على الاطلاع بالعلوم وحفظ التراث ونقله بأمانة من جيل إلى جيل.


Envoyé de mon iPad jtk

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.