المطران بولس باسيم الكهنوت الذي تجلّى
شوقي ابي شقرا
النهار -،2012-08-24
انه الدائم الوجود، الدائم الحضور في قداسه والى المذبح حيث هو الكهنوت والتجلي والارتفاع عن سطح الكبرياء الى سطح التواضع.
انه الدائم هكذا، وكأنه في عيد الغطاس، في انتظار يسوع، في انتظار الاله الذي يأتي والذي يقول ويفصح في كلامه عن الحقيقة الخالدة، عن الخلاص والغفران وعن كل شيء من الحياة العابرة والذاهبة كثيراً الى الزوال. والى ان يسوع هنا، والى أن الفردوس هنا لمن هو مثله، لمن هو رفيقه في الطريق الصاعدة، في الدرب التي تقود الى الكرمة، الى حديقة الرب، الى ثمارها الوافرة والى القطاف الذي هو الأبدي.
انه الاسقف، وانه النائب الرسولي، وانه المطران، وانه الراهب الذي لا ينتهي من ذبيحة الا ليقوم بذبيحة تالية، ولا تنقطع الصلاة عنده. بل انه في سنواته على الارض طالما كان في تلك اليقظة من الضمير، يقظة الروح القدس، ويقظة الانسان الذي لا يرغب في أي هواية سوى هواية الذات الملأى والتي ترقى وتزاحم الكأس والخمر والتي تجعله ذلك الساهر على الوزنات، على حصاده، وعلى موهبته في العطاء وعلى شمولية في النظرة الى ما حوله، الى الفقر والفقراء وشتى المؤمنين. وسائر الذين يجهدون في الساحة المفتوحة ليدخل الابرار والذين هم الصالحون والذين يحبونه حب الرعية للراعي وحب الضوء الذي ينبع من الأعماق.
انه المطران بولس باسيم، يرحل عن دنياه عن المسبحة بين يديه الحاملتين القربان معها، واللتين ما كانتا للوقوف، للجمود وانما حتى النهاية كانتا البناءتين، كانتا الصلاة والرغبة والتوق الى جواره تعالى، الى نقطة الكمال والى صياح الملائكة، بعد صياح الديك وكل الذين في الليلة الليلاء يسمعون صدى الكلمة وفي البدء هي وفي الختام.
وكان المطران باسيم من المجتهدين في مساره وفي كونه عمد الى الواقع الرعوي وجعله أحلى وذا شأن وذا رحابة. وكان الذي بنى والذي وهب الجميع، من حيث أتوا، ثقته بهم ودلّ الجميع على الرحمة وعلى الصبر وعلى النعمة وعلى عدم الحاجة وعلى انه لا منة لديه ولا ما هو فعل غرور.
وانه يرحل الى المكان الذي سبقه اليه شقيقه حنا امين باسيم، قبل بضعة اشهر، وكلاهما من دوحة التقوى، ودوحة الانعطاف دائما الى الحق والى المساعدة والى الكشف عن الظلام. ومجمل ذلك في اساس التربية القويمة التي وراءها الوالد امين النقي النفس والقادر على نيل السعادة عبر باب الروح.
¶ نعى النائب الرسولي لطائفة اللاتين في لبنان المطران بولس دحدح سلفه النائب الرسولي السابق للطائفة المطران بولس باسيم الذي توفي عن عمر يناهز التسعين عاماً.
يحتفل بالصلاة لراحة نفسه الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الجمعة في كنيسة الايقونة العجائبية للآباء اللعازاريين في الاشرفية.
وتقبل التعازي في صالون الكنيسة قبل الدفن وبعده لغاية الساعة السادسة مساء ويوم السبت في 25 آب من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتى السادسة مساء.
Envoyé de mon iPad jtk
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.