أغصان زيتون وشموع في الصلاة السنوية للوحدة والسلام
أحيت مختلف الكنائس في المملكة، مساء اليوم الثلاثاء، صلاة من أجل الوحدة والسلام، شارك بها الأساقفة رؤساء الكنائس في الأردن، وعدد كبير من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجمع غفير من المؤمنين، وذلك بتنظيم من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ومكتب فضائية نورسات في الأردن، في كاتدرائية مار أفرام للسريان الأرثوذكس في عمّان.
ورحب الأب عمانوئيل البنا، كاهن رعية السريان الأرثوذكس، بالحضور باسم مجلس الرعية وأبنائها، وقال بأن شعار هذا العام في أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحية ومن أجل السلام هو مأخوذ من الكتاب المقدس، وتحديداً من رسالة القديس بولس: "أترى المسيح قد انقسم؟".
أما المطران مار ساويروس ملكي مراد، مطران القدس والأردن وسائر الديار المقدسة للسريان الأرثوذكس، فقال في كلمة له خلال الحفل: "إن المسيحية ليست هي احتلال الصفوف الأولى في المناسبات والولائم، وليست الجلوس على الكراسي والترفع عن الناس ونسيانهم، وإنما المسيحية هي عنوان ومضمون الخدمة والبذل والعطاء ومحبة الآخرين والاهتمام بهم دون مقابل". وأضاف "من أجل تحقيق الوحدة المسيحية لا بدّ لنا من تحقيق أمور عدة؛ أولاً الرجوع إلى ينبوع المسيحية الأولى، إلى القرون المسيحية الثلاثة الأولى، حيث كانت الكنيسة تعيش بنفس واحد وروح واحدة. ثانياً لا بدّ لنا أن نسمح للروح القدس أن يوحدنا ويجمع شملنا. وأخيراً يجب علينا كخدام روحيين ومؤمنين مسيحيين أن نتحلى بالوداعة والبساطة والحكمة ونخضع أنفسنا لمشيئة الله تعالى".
وحيا المتحدثون الجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في سبيل احلال السلام والطمأنينة في الشرق والعالم أجمع. وقالوا إن الوحدة المسيحية التي نصلي لها في هذا المساء، هي كذلك الوحدة الوطنية التي ننتمنى لها أن تستمر تحت ظلال القيادة الهاشمية، ليبقى الاردن أنموذجاً تحتذي به شعوب الارض كلها في الاحترام المتبادل وتعزيز الكرامة الانسانية.
وبعد أن تليت الصلوات باللغات القبطية والسريانية واليونانية والكلدانية بالإضافة إلى العربية، رفع المشاركون في الصلاة أغصان الزيتون والشموع طالبين أن يحل السلام على الشرق، لا سيما في سوريا والعراق، وأن يحفظ الأردن بدوام الأمن والاستقرار.
وكانت كلمة للمطران مارون لحام، مطران اللاتين في الأردن تمحورت حول البلاغ المشترك الذي أصدره كل من البابا بولس السادس وبطريرك القسطنطينية المسكوني أثيناغورس، خلال لقائهما التاريخي، عام 1946، في القدس. وقال لحام: "على مدار الخمسين سنة الماضية أصبح هنالك تقارب وتقدم في العلاقات ما بين الكنيستين الشقيقتين في الجوانب الروحية واللاهوتية والإنسانية". وختم المطران لحّام كلمته داعياً الحاضرين للصلاة من أجل نجاح اللقاء المرتقب الذي سيتم بين البابا فرنسيس والبطريرك المسكوني برثلماوس الأول، في أيار المقبل، خلال زيارة البابا إلى الأرض المقدسة.
وختمت الاعلامية باسمة السمعان، مديرة مكتب فضائية نورسات في الأردن، بكلمة شكرت فيها من لبّى النداء من الكنائس برؤسائها ومؤمنيها، مجددة استعداد المكتب الدائم لخدمة وتغطية أخبار الكنيسة الواحدة، بحيث تبقى القناة نوراً في العالم ودليلاً على درب الوحدة المسيحية الكاملة.
وتأتي هذه الصلاة السنوية في أسبوع عالمي تُدعى فيه كنائس العالم المتعددة الى الصلاة من اجل وحدة الكنيسة ومن اجل السلام في العالم أجمع.
Envoyé de mon Ipad
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.