بيان صادر عن الاتحاد الكاثوليكي للصحافة ( اوسيب لبنان )
بتاريخ ١٤/٥/٢٠١٢
في اطار قضية الفتاة بنين قطايا
عدم الاكراه في الدين شرط لترسيخ الصيغة اللبنانية .
بعد مرور اسبوع على حادثة اختفاء الفتاة بنين قطايا ، والملابسات التي اعقبتها، اكثر من سؤال يبقى مطروحا ، لا على الصعيدين الامني والقضائي وحسب ، بل على صعيد حرية المعتقد وجوهر الصيغة اللبنانية المهددة في ظل تغليب المنطق العشائري والطائفي على منطق العقل والديمقراطية الصحيحة التي تضع في راس قيمها احترام حرية الانسان وضميره .
في هذا الاطار يعود الاتحاد الى هذا الحدث ، لما ينطوي عليه من خطورة ورمزية ، ليدلي ببعض الملاحظات والتذكير ببعض المبادئ الاساسية :
١- لقد حان الوقت لكي يثبت اللبنانيون التزامهم بمبدا حرية المعتقد الذي نص عليه الدستور اللبناني وملحقاته ، وكذلك شرعة حقوق الانسان ، ولا سيما في مادتيه ١٦ و١٩ اللتين تؤكدان على حق الرجل والمراة بحرية اختيار الدين والشريك في الزواج برغم الاختلاف الديني والعرقي ، بعيدا عن اي اكراه. لذلك نرى ان الضغوط والعذابات التي مورست على الفتاة بنين قطايا في بيتها الوالدي يجب ان يكون موضع احتجاج ورفض من قبل الجميع ، لا سيما وانها بالغة الرشد وصاحبة القرار في ما يعني حياتها الشخصية .
٢- لقد اظهرت البيانات والتصريحات الاعلامية ان الاعمال التي رافقت اختفاء الفتاة من قبل بعض ابناء بيئتها يصح وصفها بالعمل الارهابي المنظم ، مما لم يعد مقبولا به ، باعتراف العقلاء والمعنيين من المسؤولين الامنيين والسياسيين .ومن دواعي الاستغراب الشديد ان يبقى المعتدون بعيدين عن الملاحقة والمحاسبة ، على الرغم من خطورة الحدث لا سيما وانه كان من نتائجه خطف راهب واطلاق الرصاص على كنيسة نبحا وعدد من منازلها.
٣- لقد صدرت عن والد الفتاة ، وهو رجل دين ، تصريحات تدعو الى القلق على الامن الاهلي ، لما انطوت عليه من دعوة تحريضية عشائرية لم يعد يقبلها الراي العام اللبناني . وعلى الرغم من خطورة تلك الدعوة لم تتحرك الجهات المختصة للمساءلة والمحاسبة حتى تاريخه .
٤- ان الاتحاد اذ يدرك حساسية وتعقيدات مثل هذه الحالة ، يرى انه من اجل ايجاد المخرج الصحيح لها في الاطار اللبناني والعربي الراهن ، حيث تقع احداث مشابهة ،لا بد من ان يصار الى بذل الجهود من اجل الكشف عن مكان الفتاة، وان يتاح لها ، بعد توفير الضمانات الامنية والنفسية لها ، بان تكشف امام الراي العام عن حقيقة واقعها وضميرها ، فيقدم لبنان بذلك شهادة لبنانية مسيحية واسلامية معا عن قدسية المبدا الاسلامي الذي يؤكد "لا اكراه في الدين "، والمبدا الانجيلي الذي يؤكد "اعرفوا الحق والحق يحرركم " .
JTK = Envoyé de mon iPad.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.