المسيحيون... ونموذج عن حكم الاخوان ،
- اكثر خطرا على المسيحيين من نظام الاسد-
مهى ياسمين نعمه
النهار - ٢٠/٥/٢٠١٢
قدم لنا الاخوان المسلمون نموذجاً عن الحكم الذي يعدّونه لسوريا، عندما اقدم مسلحون على تهجير جميع العائلات المسيحية من قرية قسطل البرج في ريف محافظة حماه. وقال مصدر محلي من السكان ان "مسلحين تكفيريين من المنطقة جاؤوا الى القرية وطلبوا منا بالتهديد اخلاء منازلنا والخروج من القرية بما بين ايدينا، وقد سيطروا على منازل القرية كلها واحتلوا الكنيسة وحولوها مقرا لهم". ("الاخبار" 11/ 5/ 2012).
قد يقول قائل : الاخوان ليسوا تكفيريين، ربما، الا ان الصحيح ايضا انهم اليوم اسياد اللعبة في ما يجري في سوريا، ولو هم يرفضون الامر وينبذون هذا النهج، لما جرى للمسيحيين ما يجري حاليا، خصوصا ان المعلومات التي تملكها دوائر الفاتيكان تشير الى أن اكثر من خمسين الف مسيحي هجروا من مدينة حمص، فضلا عن الذين سقطوا في عمليات القتل والاعتداءات البشعة التي نرفض ايراد تفاصيلها.
من الواضح ان ثمة حلفاً ملعوناً قائماً حالياً في الشرق بين رجال الدين المسلمين والادارة الاميركية لأسباب عدة، منها على سبيل التحديد، الابقاء على هذه الامم والشعوب تحت السيطرة ، فلا حرية تعبير ولا تداول للسلطات ولا نهوض اقتصادياً بحيث تسير المنطقة الى المزيد من الانغلاق.
ففي مراقبة اولية لما تنشره وسائل الاعلام نجد ان رجال الدين هجروا المساجد واستبدلوها بالبرامج الدينية والفتاوى والظهور التلفزيوني.
وفي ظل سطوة رجال الدين سنترحم على ايام استبداد الحاكم الاوحد.
وبدلاً من ان تكون سوريا البلاد العريقة في الحضارة، الغنية بتراثها مقصداً ومزاراً ، ها هي اليوم تسبح في دمائها وتنغلق على نفسها ويقوم بعض اهلها على البعض الآخر.
وهناك جهات قريبة ترفض الاحزاب العلمانية ولا تعرف معنى تداول السلطة ولا تريد للمرأة ان تكون حرة ولا حتى ان تقود سيارة، وهذه الجهات لا تؤمن بحرية المعتقد ولا بحرية الرأي.
فهذه الحقوق الطبيعية لا تناسب الحكام الاسلاميين، بل تسيء اليهم، وهم الذين يعتبرون انفسهم ظل الله على الارض، فيقتلون الابرياء ويروّعون الاطفال ويشتتون العائلات كما تفعل "جبهة النصرة" الاسلامية التي تبنت التفجيرين اللذين ضربا دمشق.
المعركة في سوريا اليوم هي المعركة النهائية في الشرق، فاما تدخل سوريا ومعها المنطقة في نفق مظلم تحت ستار الدين والتكفير والردة،
واما تلج ومعها المنطقة عصر التحديث والتطور فتنتصر القيم الانسانية في احترام الانسان وحفظ كرامته وتحرره من كل القيود في السياسة والاجتماع والدين.
JTK = Envoyé de mon iPad.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.