Arabes du Christ


" الهجرة المسيحية تحمل رسالة غير مباشرة للعالم بأن الإسلام لا يتقبل الآخر ولا يتعايش مع الآخر...مما ينعكس سلباً على الوجود الإسلامي في العالم، ولذلك فإن من مصلحة المسلمين، من أجل صورة الإسلام في العالم ان .... يحافظوا على الوجود المسيحي في العالم العربي وأن يحموه بجفون عيونهم، ...لأن ذلك هو حق من حقوقهم كمواطنين وكسابقين للمسلمين في هذه المنطقة." د. محمد السماك
L'emigration chretienne porte au monde un message indirecte :l'Islam ne tolere pas autrui et ne coexiste pas avec lui...ce qui se reflete negativement sur l'existence islamique dans le monde.Pour l'interet et l'image de l'Islam dans le monde, les musulmans doivent soigneusement proteger l'existence des chretiens dans le monde musulman.C'est leur droit ..(Dr.Md. Sammak)

mercredi 28 novembre 2012

حكاية بلدتَي القصير وربلة تختصر مآزق مسيحيي سورية - Drame des deux localites chretiennes sur les frontieres syro- libanaises ,Rableh et Ksayr

Annahar 28/11/2012
تستحق بلدتا القصير وربلة الواقعتان قرب الحدود اللبنانية – السورية في منطقة القاع ان تروي قصة المسيحيين فيهما، ومن افضل من ابناء هاتين البلدتين المنكودتي الحظ لكي يروي ما جرى فيهما وحولهما من احداث تكاد تشكل نموذجاً لما يصيب السوريين المسيحيين هذه الايام الواقعين بين نار النظام من جهة ونار اقلية متعصبة من الثوار لا كلهم مع التشديد على كلمتي "لا كلهم"، اضافة الى تخاذل السلطات الكنسية وتخليها عن القيام بواجباتها تجاه شعبها البسيط الصابر، والذي يفتقد ادنى وجوه القيادة السياسية بعد القمع الذي انزله حزب "البعث" بمختلف الجماعات المكونة للتنوع السوري، خصوصا ان الطلب الملح الى عموم المسيحيين وقيادتهم الكنسية والرهبانية باتخاذ موقف سياسي علني معارض للنظام يحتمل الكثير من التساؤلات.

في رواية النازحين من ربلة والقصير والذين تعج بهم البيوت والاديرة المسيحية في البقاع، ان عدد سكان القصير يبلغ حوالى 50 الف نسمة وان 20 في المئة من طائفة الروم الكاثوليك، وهم يعارضون في غالبيتهم النظام السوري اصلا ونزل بعضهم الى الشارع للتظاهر مع المعارضين عندما كانت الثورة سلمية، باستثناء فئة ضئيلة لا تتعدى نسبتها الـ10 في المئة من عائلة كاسوحا من مؤيدي النظام الذين استمروا على موقفهم وتلقوا الكثير من التهديدات نتيجة ذلك. ولكن التحولات التي طرأت على الثورة السلمية والتي ادت بها الى حمل السلاح دفاعا عن النفس جعلت الامور تتطور الى مستوى انفصال الحي الذي تسكنه عائلة كاسوحا عن البلدة، وتحوله الى موقع عسكري مؤيد للنظام بعدما حمل افراد العائلة السلاح واقاموا المتاريس مع جيرانهم.

ويروي ابناء البلدة المسيحيون المهجرون ان كاهن القصير اسعد نايف بذل كل ما في استطاعته من أجل ابعاد الكأس المرة عن بلدته وتجنب الاقتتال بين الموالين للنظام والمعارضين، وساعده في ذلك ضابط سوري منشق من القصير برتبة رائد يدعى احمد يحي الجمرك، ورست الامور على ضبط الوضع وعدم تحميل المسيحيين تبعة ما يقوم به المتعاملون مع النظام. لكن الرائد الجمرك سقط قتيلا ودبت الفوضى من بعده ودخلت استخبارات الجيش السوري على الخط واخذت تشيّع ان الجيش النظامي سيدخل القصير لاجلاء المسلحين عنها، فغادر من غادر ليندلع القتال بعد ذلك بين الثوار ومؤيدي النظام من عائلة كاسوحا وينتهي الامر بسقوط قتلى وجرحى منها وجلاء جميع المسيحيين عن البلدة.

ويشير ابناء العائلة المهجرون من مؤيدي النظام السوري، انهم تورطوا في القتال ولم يتدخل الجيش النظامي لمساعدتهم على رغم ان ما يسمى "المفرزة" المزودة دبابات وناقلات جند لا تبعد اكثر من 600 متر عن البلدة. والمؤامرة في رأيهم على المسيحيين ومن اجل الفرز الطائفي بدأت بتوريط اقلية منهم في النزاع ثم تركهم لقمة سائغة، في حين ان اكثرية مسيحيي القصير تعارض النظام ولا تؤيده، بدليل القصف الصاروخي والمدفعي العنيف الذي كان ينصب على احياء القصير من دون تمييز بين منزل مسلم او مسيحي ما ادى الى تدميرها وهجرة جميع الاهالي، مسيحيين ومسلمين، ليبقى فيها حوالى خمسة آلاف نسمة لا غير ممن انقطعت بهم السبل.

الى ربلة
بعد انهاء موقعة القصير، انتقل التوتر الى بلدة ربلة المجاورة الواقعة عند منتصف الطريق بين القصير والاراضي اللبنانية، ويبلغ عدد سكانها 12 الفا غالبتيهم من الروم الكاثوليك ويقال ان 69 في المئة منهم يعارضون النظام، واشتهر عنهم عند بداية الثورة مساندتهم للمعارضة السورية وتسهيل حركة انتقال الدعم اللوجستي ومساعدة جرحى الثوار ونقلهم عبر اراضيها الى لبنان. لكن ذلك الوضع تغير (والكلام لمهجرين السوريين المسيحيين) حين قام الجيش السوري والميليشيات العلوية الموالية من آل العريوطي وقوجة ومعهم مجموعة عمار فياض (مسيحي من ربلة) بالتصدي لحركة الثوار السوريين ومحاولة قطع خطوط امدادهم بزرع الالغام ونصب الكمائن، وبلغ التوتر ذروته بين ربلة ومحيطها بعد اقدام الثوار على خطف 200 مزارع من ابناء البلدة مطالبين الاهالي بطرد عملاء النظام. فكان ان رد الاهالي بأن لا طاقة لهم على التصدي للجيش النظامي والميليشيات. وبعد اخذ ورد أطلق الثوار المخطوفين الـ200 لترتسم خطوط تماس حقيقية بين تلك القرى والبلدات المتداخلة، وليبدأ الكر والفر وعمليات القصف والهجمات المتبادلة.

فرق تسد
يؤكد العقلاء من مسيحيي ربلة والقصير ان النظام السوري يستخدم بذكاء سياسة "فرق تسد" التي اتبعها في لبنان بتسعير القتال وعرض السلاح على المسيحيين والأقليات الاخرى، الامر الذي تستغله قوى سلفية في المعارضة بهدف اثارة "الهيجان الطائفي" وتزكية المشاعر من خلال وضع المسيحيين والاقليات جميعاً في سلة النظام الواحدة والمطالبة بالقضاء عليهم. ويشدد العقلاء المسيحيين على أن من قاد الثورة منذ بداياتها هم العلمانيون والضباط العلمانيين الاحرار او الاسلاميون الليبراليون وغالبيتهم اصبحوا في "الجيش السوري الحر" وهم يرفضون التمييز بين السوريين ويتفهمون ظروف المسيحيين، كما يدركون ان مفتي سوريا احمد حسونة لا يزال مؤيداً للنظام السوري، اضافة الى شريحة كبيرة من السنة. ويؤكد العقلاء ان "الجيش السوري الحر" بمختلف فصائله انما دفع ولا يزال ثمنا غالياً لاطلاق الثورة ومواجهة قوات النظام ميليشياته في حين ان بعض المجموعات السلفية تكدس السلاح وتنفق الاموال بسخاء بهدف استقطاب الثائرين والسيطرة على الارض في ما يناقض اهداف الثورة. وفي اختصار يجزم المهجرون من القصير وربلة ان المسيحيين عالقون بين نيران عدة وان سياسة توريطهم في الحرب التي انتهجها بعض مؤيدي النظام من المسيحيين سترتد بكارثة تاريخية على مسيحيي سوريا، لأن الامور اصبحت على درجة كبيرة من الخطورة.


Envoyé de mon iPad jtk

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.