L'Eglise maronite en France
الكنيسة المارونية في فرنسا تنتظر الكثير
النهار- ١٠/١٠٢٠١٢
تنتظر الجالية اللبنانية في فرنسا الكثير،
وجاء تعيين المطران ناصر الجميل على كرسي ابرشية سيدة لبنان المارونية في فرنسا وزائراً للموارنة في أوروبا الغربية ليرفع منسوب آمال الانتشار اللبناني في فرنسا بقدرة الكنيسة المارونية على النهوض بالاعباء الكثيرة في ابرشية تحتاج الى الكثير من العمل والجهد نظراً الى أهمية فرنسا في سياسة الاتحاد الاوروبي وفي السياسة العالمية وكذلك في سلم ترتيب علاقات لبنان مع المجتمع الدولي.
ويشعر زائر باريس هذه الايام، بهذه الموجة من الامل التي تجتاح ابناء الجالية انطلاقاً من حاجتهم الماسة الى استعادة الحضور اللبناني في العاصمة الفرنسية اولاً وثقتهم بقدرة مطرانهم الجديد على تحقيق "الكثير المطلوب"، وخصوصاً تفعيل الدور القيادي او المحوري للكنيسة المارونية في التعامل مع الدوائر الفرنسية المختلفة، سواء اكانت سياسية ام اجتماعية، وهكذا لا يسمع المرء من ابناء الجالية اللبنانية الا الثناء والتقدير لشخص المطران الشاب الذي انتزع ومن ورائه البطريرك الماروني وللمرة الاولى في تاريخ العلاقات ما بين الكنيستين المارونية والكاثوليكية في فرنسا ولبنان، اعتراف الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بحق الموارنة في كنيسة مستقلة.
يتجلى الكثير المطلوب من المطران الجميل في اعادة ترتيب اوضاع الكنيسة وشد اللحمة بين رعاياها في سورين وسيدة لبنان ومرسيليا وليون وغيرها، لكي تتكامل وتتناغم معاً من اجل مصلحة الكنيسة والمسيحيين ولبنان وذلك بعد طول انقطاع ان لم يكن تباعداً بين هذه الرعايا نظراً الى طبيعة المجتمع الفرنسي والاوروبي والى غياب آليات التنسيق والتواصل بين هذه الرعايا، علماً ان ثمة اسماء لامعة وكبيرة في عالم العلم والمعرفة والثقافة والمال والاعمال في اوساط موارنة فرنسا ممن يحسب لهم حساب في المجتمع الفرنسي.
وهم قادرون على تشكيل قوة دفع و "لوبي" لبناني فاعل ومؤثر متى توافرت النية الطيبة لبناء ادارة جيدة للرعايا المارونيين استناداً الى معايير الكفاءة والاهلية، وليس استناداً الى المعايير اللبنانية السيئة. ويتذكر ابناء الجالية الدور الكبير الذي اضطلعت به الاحزاب اللبنانية ابان فترة احتلال النظام السوري للبنان مباشرة ما بين الاعوام 1990 – 2005 حين شكلت باريس متنفساً ومركزاً لتوجيه كل الانتشار اللبناني لمصلحة استعادة السيادة والاستقلال والتصدي لسياسة نظام البعث السوري في ابتلاع لبنان وقمع مواطنيه.
ومن الكثير المطلوب من المطران الجميل أيضاً، اعادة التواصل مع الادارات الفرنسية، سواء تلك المعنية بشؤون الجالية اللبنانية واحوالها وصولاً الى الادارات الفرنسية المعنية بالعلاقات بين لبنان وفرنسا اولاً ومنطقة الشرق الاوسط.
ويقول ناشطون في صفوف الجالية، ان النمط التقليدي من العلاقات بين الموارنة وفرنسا حكومة وشعباً، اذا صح القول، لم يعد ذا مردود كبير مقارنة مع مجموعات الضغط المختلفة العاملة في اوروبا سواء منها اليهودية العاملة من اجل مصلحة دولة اسرائيل، أم العربية والاسلامية المختلفة والتي تنشط من اجل تأمين مصالح جماعاتها ومحاولة التأثير على صانع القرار الفرنسي.
ويشرح الناشطون ان دينامية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليست قادرة بمفردها على تأمين علاقات الكنيسة المارونية والمسيحيين في لبنان مع المجتمع الدولي واوروبا، بل ان ثمة جهوداً يجب ان تبذل من اجل ارساء جسور حقيقية من التواصل مع الدوائر الفرنسية المعنية على مستوى السلطات التنفيذية والتشريعية، وان لا مفر من بناء هذه العلاقات وحفظها وتطويرها في ظل تردد وزارة الخارجية اللبنانية وانكفائها وتذبذب مواقفها في غالب الاحيان ولاسباب داخلية لبنانية عن النهوض بمتطلبات تمثيل المصالح اللبنانية في الخارج.
والرأي لدى الناشطين ان اعادة ترتيب العلاقة مع الادارات الفرنسية تكتسب اهمية مضاعفة نتيجة التطورات والتحولات الكبيرة في العالم العربي، إذ لا بد من اسماع صوت العرب المسيحيين وهواجسهم وآمالهم وافكارهم الى دوائر القرار المعنية، والكنيسة المارونية في لبنان تكاد تكون الوحيدة التي لم تدخل في طور الخوف والخشية، وتالياً لا تزال قادرة على اعلان رأيها في ما يجري بكل صراحة، ولا بد من اسماع الاوروبيين والفرنسيين "الصوت الآخر".
Envoyé de mon iPad jtk
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.