التحضيرات وبرنامج زيارة البابا للبنان في أيلول 2012:
توقيع احتفالي لـ«الإرشاد» وقداس في بيروت وخطاب مهم جداً من قصر بعبدا
عندما عرضت دوائر الفاتيكان على البابا بنديكتوس السادس عشر جدول الدعوات الرسمية التي وجهت إليه لزيارة بلدان عدة، وضع سبابته على اللائحة قائلا للمعنيين بالبروتوكول «يجب ان نزور لبنان».
يعرف البابا أهمية لبنان «الدور والرسالة «، وهو من كبار اللاهوتيين الذين مروا في تاريخ الكرسي الرسولي، وقبل انتخابه رئيسا لمجمع العقيدة والإيمان، كان اقرب المساعدين للبابا يوحنا بولس الثاني، وتعتبر حبريته امتداد لحبرية سلفه الراحل، كما كان أستاذا جامعيا وملما بالوضع اللبناني وتتلمذ على يديه عدد من الطلاب اللبنانيين، وإن كان يزور لبنان للمرة الأولى، وهو يردد أنه متحمس جدا للقيام بهذه الزيارة.
ويوضح مصدر على صلة مباشرة بالإعداد للزيارة البابوية المرتقبة الى لبنان، أن هذه الزيارة قطعت ثلاثة مراحل:
1 ـ التحضير الذي انطلق منذ انعقاد السينودس الخاص بمسيحيي الشرق الاوسط في الفاتيكان، وكانت الفكرة المطروحة منذ ذلك الوقت بامكان اختتام السينودس بتوقيع الوثيقة الختامية في لبنان.
2 ـ إعداد الوثيقة الختامية التي تتطلب دراسات وآراء وافكار مختلف القيادات الكنسية المسيحية في الشرق ورفعها الى البابا الذي تتولى دوائره صياغتها ضمن نص موحد يحمل توقيعه ويكون صادرا عنه وليس فقط عن الكرسي الرسولي، اي يكون له وقع أقوى وأكبر، وفي هذه المرحلة بدأ التفكير جديا في أن يكون لبنان ودولة اخرى (سورية) ضمن الزيارة، وقد سبق للبابا ان زار الاردن والاراضي المقدسة.
3 ـ عندما بدأ الحراك في الدول العربية تسارعت الخطوات ووجد الكرسي الرسولي ضرورة اصدار الوثيقة على ان تتم الزيارة في اقرب وقت وفي ظروف طبيعية».
ويضيف المصدر «بالنسبة للمقارنة بين زيارة البابا الحالي والبابا الراحل الى لبنان، فان الاخير كان يفكر بالقيام بزيارة لبنان منذ الاحداث اللبنانية ووضعت عدة تواريخ لها، الى ان تمت في العاشر والحادي عشر من أيار 1997. اما هذه الزيارة، فقد أصرّ عليها البابا الحالي برغم تقدمه في السن (85 عاما) وبرغم قرار التخفيف من رحلاته الخارجية، اذ أن جدول زياراته في العام 2012، يتضمن زيارة الى كوبا والمكسيك في النصف الثاني من الشهر الحالي، وثانية الى لبنان في ايلول المقبل اما في العام 2013 فستكون هناك زيارة واحدة للمشاركة في «ايام الشبيبة العالمية» في الريو في البرازيل».
ويتابع المصدر ان انطلاق التحضيرات العملية للزيارة، بدأت مع انتخاب البطريرك الماروني بشارة الراعي وذلك للأسباب الآتية:
1 ـ دور البطريركية المارونية كمؤتمنة على تطبيق الارشاد الرسولي الذي سيوجه الى مسيحيي الشرق.
2 ـ كان مطلوبا شخصية بطريركية محاورة مع كافة الافرقاء في الشرق الأوسط (الراعي ابدى استعداده لزيارة سورية منذ اليوم الأول لتبوء السدة البطريركية) ويعيد وهج الكنيسة وحضورها واعادة تنظيم هيكليتها (يندرج في اطار ذلك تعيين المطارنة الجدد).
ويقول المصدر «بدأت التحضيرات من قبل السفير البابوي غبريال كاتشيا، الذي ابلغ مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليــك في اجتماع خاص انعقد في بكركي نية البابا زيارة لبنان، في منتصف ايلــول، كما ابلــغ هذه النية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، لان البــابا رئيس كنيسة ورئيس دولة في آن، اي انه سيقوم بزيارة للجمهورية اللبنــانية وللكنيسة في لبنان، مع التذكير بأن رئيس الجمــهورية سبق أن وجّه الى البابا الحالي دعوتين رسميتين لزيارة لبنان، الاولى، في تشرين الثاني 2008 والثانية، في شباط 2011».
يذكر أن كاتشيا كان قد تابع زيارة يوحنا بولس الثاني و«الارشاد الرسولي» الأول من موقعه في الكرسي الرسولي.
ويقول المصدر إنه بوشر التحضير للزيارة من خلال لجان تم تكليفها في القصر الجمهوري وبكركي، الى ان وصلت في الاسبوع الماضي الى لبنان بعثة متخصصة من الفاتيكان للكشف الميداني على الاماكن المتوقع زيارتها من قبل البابا وللبحث في امكان تفصيل البرنامج الذي لا يزال حتى الآن عاما وتنسيق الامور العملانية مع الدولة اللبنانية والكنيسة المارونية». ويتوقع المصدر ان يصدر عن الفاتيكان خلال آذار الحالي بيان يعرب عن امتنان الحبر الاعظم للدعوة التي وجهت اليه لزيارة لبنان ورغبته في تلبيتها على أن يصدر بيان آخر بين اواخر حزيران واوائل تموز يحدد برنامج الزيارة بعد ان يكون قد وافق عليه البابا».
ويكشف المصدر ان البابا سيبيت ليلتيه في السفارة البابوية في حريصا وأن برنامجه سيمتد طيلة ثلاثة ايام (14 و15 و16 ايلول 2012) وأن بداية الزيارة ستتزامن مع احتفال الكنيسة «بذكرى ارتفاع الصليب كعلامة قيامة ورجاء وخلاص، وفي ذلك تضامن من البابا مع مسيحيي الشرق وتضامن معه في رجاء القيامة».
ويلفت المصدر الانتباه الى ان برنامج الزيارة يتضمن محطات أساسية منها توقيع احتفالي ضخم لـ«الارشاد الرسولي» حول مسيحيي الشرق (الارشاد السابق وقّع تحت عنوان «رجاء جديد للبنان»)، و«سيحدد موقف الفاتيكان مما يجري من أحداث في العالم العربي والدور المطلوب من المسيحيين للحفاظ على حضورهم ووجودهم والعلاقة مع العالم العربي والاسلامي، وحوار الحضارات والاديان وسيكون اول موقف قوي في هذا الاتجاه». ويضيف المصدر أن البرنامج سيتضمن اقامة قداس احتفالي كبير في وسط بيروت (الواجهة البحرية)، بالاضافة الى اجراء محادثات في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية ومع رئيسي مجلس النواب والوزراء وباقي القيادات الروحية والسياسية، المسيحية والاسلامية، على أن يترافق برنامج الزيارة مع احتفالات روحية وشعبية وزيارات لأديرة وكنائس.
ولم يستبعد المصدر ان يكون هناك «خطاب مهم جدا للبابا بنديكتوس السادس عشر من القصر الجمهوري في بعبدا».
المصدر: السفير | التاريخ: 3/15/2012
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.