البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: "كيف يكون هناك ربيع عربي ويقتل الناس كل
النهار ٥/٣/٢٠١٢
سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: "كيف يكون هناك ربيع عربي ويقتل الناس كل يوم، يتحدثون عن العراق والديموقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف مليون هاجروا من العراق، فأين الديموقراطية في العراق؟"، مؤكداً "أننا مع الربيع العربي ولكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل، فبهذا يصبح شتاء".
وأبدى في حديث الى وكالة "رويترز" خشيته على كل المواطنين، معتبراً أن "حال الحرب والعنف والأزمة الاقتصادية والأمنية، تؤثر على جميع المسلمين والمسيحيين، لكن المسيحيين يتأثرون أكثر لأن عددهم أقل".
وعن الاستقرار بين البشر والذي يسبق نشر الديموقراطيات في العالم، سأل: "ما نفع الديموقراطية إذا كانت تريد ان تقتل الناس وتسبب عدم استقرار؟ نحن نتحدث من منطلق كنسي، نقول إن الكائن البشري هو كل شيء"، مشيرا الى "أن ثمة مصدراً أساسياً لأزمات الشرق هو النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. هذا الموضوع سبّب كل مشاكلنا في الشرق الاوسط. على المستوى الفلسطيني، هذا شعب اقتلع من أرضه، وكلما جاءت الأسرة الدولية لتحل مشكلته وتجعل له دولة خاصة به على غرار اسرائيل، يستخدم "الفيتو" (حق النقض)".
وتطرق الى الوضع في سوريا، فقال: "مثلها مثل غيرها من البلدان، هي في حاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب، وحتى الرئيس السوري بشار الأسد أعلنها منذ آذار الماضي. صحيح ان نظام البعث السوري متشدد وديكتاتوري، لكن هناك الكثير مثله في العالم العربي.
في كل الانظمة في العالم العربي دين الدولة هو الاسلام، إلا سوريا وحدها تتميز من دون سواها بأنها لا تقول إنها دولة اسلامية، ولكن دين الرئيس الاسلام. أقرب شيء الى الديموقراطية هي سوريا.
لا أريد أن يفهموا أننا مساندون للنظام السوري. لا نساند أي نظام في العالم ولا نعاديه، لأننا نحن ايضا في لبنان قاسينا الأمرّين من النظام السوري. نحن لا ندافع عنه، ولكن نحن نقول إنه يؤسفنا أن تكون سوريا التي تريد أن تخطو إلى الأمام غارقة في العنف والدمار".
وقال: "لا نتحدث ضد طائفة. نحن لسنا متخوفين من الاسلام المعتدل بل نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف، ومن مرحلة انتقالية في سوريا قد تشكل تهديداً لمسيحيي الشرق. ثمة مخططات هدّامة في السياسات العالمية. ليس الشعب الذي يريدهم (المتشددون)، هناك دول وراءهم تدعمهم ماليا وعسكريا وسياسيا. الشعب المعتدل لا يريد المتشددين".
نحن نعرف اننا مررنا مع سوريا بمشاكل كبيرة. هناك اناس مع النظام السوري وآخرون ضده، وثمة اناس كانوا معه وصاروا ضده وأشخاص كانوا ضده وصاروا معه. هذه قاعدة موجودة في لبنان على المستوى السياسي. لذلك نحن نتأثر بالصراع، وهناك خلاف داخلي في لبنان لأن هذا يريد أن يساعد النظام وذاك يريد ان يساعد المعارضة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.