Arabes du Christ


" الهجرة المسيحية تحمل رسالة غير مباشرة للعالم بأن الإسلام لا يتقبل الآخر ولا يتعايش مع الآخر...مما ينعكس سلباً على الوجود الإسلامي في العالم، ولذلك فإن من مصلحة المسلمين، من أجل صورة الإسلام في العالم ان .... يحافظوا على الوجود المسيحي في العالم العربي وأن يحموه بجفون عيونهم، ...لأن ذلك هو حق من حقوقهم كمواطنين وكسابقين للمسلمين في هذه المنطقة." د. محمد السماك
L'emigration chretienne porte au monde un message indirecte :l'Islam ne tolere pas autrui et ne coexiste pas avec lui...ce qui se reflete negativement sur l'existence islamique dans le monde.Pour l'interet et l'image de l'Islam dans le monde, les musulmans doivent soigneusement proteger l'existence des chretiens dans le monde musulman.C'est leur droit ..(Dr.Md. Sammak)

jeudi 24 décembre 2015

Deces de "l'eveque rouge" , Mgr Gregoire Haddad



23/12/2015

غفوة «المطران الأحمر» الأخيرة



شطب مذهبه لا لأنّه ملحد ولا لأنّه تخلّى عن الدين، بل لأنّه مؤمن بالعلمانية دعماً لإيمانه بالله
راجانا حمية
آخر تحديث 1:25 PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع 
عندما زرته، للمرّة الأولى، عقب انتقاله «نهائياً» إلى بيت السيّدة للراحة، سألته عن حاله في «البيت الجديد». ابتسم، واستدار صوب النافذة، التي كانت تختصر علاقته مع الخارج، ثمّ قال: «حالي متل هالوردات، بيفتحوا الصبح وبيطبقوا بالليل».

حدث ذلك قبل ثلاث سنوات، عندما فرض التعب على المطران غريغوار حدّاد أن يؤوي إلى دارٍ للراحة، يصرف فيه ما تبقّى من العمر.
يومذاك، استرجعت ما كانت تقوله جدّتي عندما بدأت تعدّ الأيام المتبقيّة من عمرها «بس يكبر الواحد بيرجع زغير». تخيّلته في تلك اللحظة، في عبارة جدّتي. رأيته مكوّراً بحجم طفلٍ على سريرٍ أبيض صار فضفاضاً على جسده الضئيل وكلماته التي صارت، بالكاد، تخرج واضحة، شعرت معها بأنه عاد طفلاً. وحدها، ذاكرته بقيت تحمل سنواته التسعين، وإن كان، في تلك الجلسة، فضّل إبقاء الباب مغلقاً على ما فيها «لأن مشاكلي كتيرة»، مستطرداً «اقرئي ميشال توما وستعرفين ما يجب أن تعرفيه عني».
هكذا، عاش المطران آخر أيّامه في الغرفة «115» في بيت السيّدة. يفتح عينيه على الضوء المتسرّب من النافذة المشرّعة على العالم ويغمضهما مع عتمها.
أمس، فتح مطران الفقراء، كما كانوا يلقّبونه، عينيه على الضوء متبعاً، ثمّ أغمضهما عند العاشرة مساء للمرّة الأخيرة. غفا على واحدٍ وتسعين عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً وجدلاً أكبر، حيث كان أوّل رجل دين يحرّر دينه من الجمود والخوف، معتبراً أنّ «الله محبّة قبل كلّ شيء، وعلى الأديان أن تصبح أكثر مرونة».
فمن هو المطران غريغوار حدّاد؟
حياة المطران الفعلية بدأت عام 1974، عندما خاض «الكاثوليكي» معركته الأولى مع تحرير الدين مع الخوف. يومها، أثارت أفكاره الروحية التجديدية، والتي نشرها في مجلّة «آفاق» (التي أسّسها مع صديقين له وهدفها مساندة المسحوقين) موجة انتقادات عنيفة، واعتبرها كثيرون خروجاً عن الكاثوليكية، ورفعت القضيّة إلى الفاتيكان. هناك، درسها لجنة من كبار اللاهوتيين، ليصدر بعدها القرار الذي اعتبر أنّ كتابات المطران حداد لا تتناقض مع الإيمان المسيحي الكاثوليكي. مع ذلك، بقي الإصرار هنا على أن المطران ارتكب خطيئة، فقرّر السينودوس، الذي يترأسه رئيس أساقفة أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما مكسيموس الخامس حكيم، عزله، إذ عيّنه كرئيس أساقفة أضنا شرفاً، أي مطران فخري على أبرشية لم يعد لها وجود.
كانت هذه أولى المحطّات، التي تابع بعدها حدّاد مسيرته التجديدية والتي راكم خلالها الكثير من المواقف.
ويحسب له في سبعينيات القرن الماضي أنّه من بين الأوائل الذين أسّسوا للحوار الإسلامي ـ المسيحي، على خطين: عملياً، بتعميق الحوار الحياتي، لا سيما في أوساط الشبيبة عبر العمل الاجتماعي المشترك. وفكرياً، من خلال محاولة الوصول الى «الجوامع مشتركة»، على صعيد الفكر اللاهوتي. لكنّه، ما لبث أن تيقّن أن لا جدوى من هذا الحوار في بلدٍ يمارس حوار الطوائف.
بقيت محاربة الطائفية هاجسه، فلجأ إلى حركته «الحركة الاجتماعية»، وهي حركة لا حزبية ولا عقائدية، ولكنّها حركة تفكير وعمل جماعي «مصمّمة لخلق إنسان أكثر إنسانية ومجتمع أكثر انسانوية»، كما عرّفها مطران الفقراء. عمل مع شبابٍ من الطوائف كافّة على تحرير الدين من «الأفكار العقيمة».
ومن بين المواقف التي تعرّض لها المطران بسبب أفكاره، كانت «الضربة» التي تلقّاها من الشاب كارلوس عبّود، عام 2002، على أبواب مؤسسة «تيلي لوميير»، عندما كان يتحضّر لبرنامجه الحواري. ضربة المتطرّف الذي رماه أرضاً لمواقفه. تلك التي لم تزعجه، إذ أنّه يوقن في قراره نفسه بأنّه يؤسس لشيء ما، قد لا يكون في «حياة غريغوار»، كما قال.
في عام، 2000 أسس مع مجموعة من الشباب «تيار المجتمع المدني» وهو حركة سياسية مجتمعية علمانية تسعى لبناء مجتمع الإنسان كل إنسان وكل الإنسان.
ثمّ، كان عام 2009، عندما حقّق المطران جزءاً مما كان يطمح له: شطب مذهبه من سجلّ نفوسه، ليعود لبنانيّاً. شطب مذهبه من سجلّات النفوس لا لأنّه ملحد ولا لأنّه تخلّى عن الدين، بل لأنّه «مؤمن بالعلمانية دعماً لإيماني بالله»، كما كان يقول دائماً. اتهمه الكثيرون من «المؤمنين» بالإلحاد حينها، فلم يأبه. ما يهمّه أنّه حرّر ما بقي له من السنين من «الدمغة الطائفية». عاد إلى ما كان يعيشه في سوق الغرب «عندما كنّا نعيش شيعة وكاثوليكاً وسنة وروماً، ولا نعرف كيف نسأل عن مذاهبنا».
هكذا، عاش مطران الفقراء حياته. بدأها بتوقيع وثيقة تعهّد فيها ممارسة الفقر في حياته الشخصية (وهي التي صدرت في الدورة الأخيرة للمجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965» وأنهاها بلقب المطران الأحمر، عندما تحرّر من الدمغة الطائفية».
يُحتفل بالصلاة لراحة نفس المطران حدّاد، الساعة الثالثة من عصر الأحد المقبل في كنيسة مار الياس في وسط بيروت.

نبذة
ولد نخلة أمين حداد في منطقة سوق الغرب عام 1924.
انتخبه سينودس الروم الكاتوليك مطراناً على أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما سنة 1968 وبقي حتى سنة 1975.
في آب من عام 1975 نشبت أزمة بينه وبين البطريرك والسينودس، بسبب مقالات آفاق. وتقرر عزله عبر نقله من أبرشية بيروت إلى أبرشية أضنا الفخرية.
في عام 1978 طلب منه أن يكون مطراناً بديلاً من المطران الياس زغبي في بعلبك، مدة ستة أشهر.
1986-1987 طلب السينودس منه أن يكون لسنة وثلاثة أشهر مدبراً بطريركياً لأبرشية صور بعد وفاة مطرانها.
1992-1997 اعتكف في دير للمتوحدين في فاريا ثم اللقلوق.
1998-2002 اعتكف في بطريركية الروم الكاثوليك ـ الربوة.
عام 2009، انتقل المطران إلى بيت السيّدة للراحة، حيث بقي هناك حتى وفاته.
يُذكر أن له كتباً عدّة، لعل أبرزها: «العلمانية الشاملة» و«تحرير المسيح والإنسان» و«تأملات روحية» و«meditations» و«liberer le christ et l'homme».
العدد ٢٧٧٣ الاربعاء ٢٣ كانون الأول ٢٠١٥

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.