عاطلون عن النضال يهاجمون البطريرك.. ويزايدون على "حزب الله"
خاص "ليبانون ديبايت" - وائل تقي الدين:لسنا مع اسرائيل استريحوا، وقد نكون مع زوالها اكثر من البعض الذين يحتاجون وجودها لتبرير وجودهم. هم العاطلون عن النضال مجددا. هم ذاتهم الذين يحملون طناجرهم ليعرقلوا حفلة لمطرب او مطربة اجنبية تريد احياؤها في لبنان، فقط لان هذه المطربة سبق وغنّت في اسرائيل. هم ذاتهم اليوم وجدوا ضالتهم في قضية. البطريرك سيزور القدس. اي اسرائيل بمفهومهم. وبمفهومهم ايضاً، البطريرك ماروني. وتاليا انعزالي. لديه نزعة جينية ليتحالف مع الاسرائيليين، وليكون عنصرياً ضدّ الفلسطينيين الآمنيين الوادعيين في مخيمات الالتزام بالقانون في لبنان. لقد اتتهم القضية من حيث لا يعلمون.
على ما يبدو ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قرر التوجه الى القدس لاستقبال البابا، وكما هو واضح ان زيارته لا تتخطى الطابع الديني الرعوي. ولو اراد البعض الباسها لباساً آخر. يقول البعض ان الخبثاء سيصبغون المسيحيين بصبغة العمالة، وان الاسرائيليين سيحاولون استغلال هذه الزيارة لاستمالة مسيحيي المشرق. ويقول آخرون انه يجب على البطريرك انتظار تحرير فلسطين. ويقول حريصون، قد تؤدي هذه الزيارة الى مشاكل كبيرة على مستوى الوحدة الوطنية في لبنان. اما نحن، فمع زيارة البطريرك الدينية الى فلسطين المحتلة. وهل منكم من يمتنع عن زيارة ابنه المسجون، خوفاُ من التطبيع مع السجّان. اتذكرون الجنوب المحتلّ. الشريط الحدودي؟ اتذكرون انه حينها كان اللبنانيون يمرون على حواجز الاحتلال ليصلوا الى بيوتهم؟ الم يكن في الامر تطبيعاً؟ غريب.
غريب امر المعترضين. هم ذاتهم الذين فشلوا في مقاومة اسرائيل حتى العام 1982، وهم ذاتهم الذي اخبرهم عماد مغنية عشية الاجتياح ان تجربتهم قد فشلت، هؤلاء يزايدون اليوم على حزب الله في الموقف السياسي المعادي لاسرائيل، حزب الله الذي حارب اسرائيل في لبنان، ولم يقل طريق القدس تمرّ في جونية. هؤلاء يثورون اليوم على البطريرك، في حين ان حزب الله ممتنع عن ابداء الرأي لاسباب كثيرة، اهمها يقينه المطلق ان التطبيع لن يحدث بزيارة الراعي، وان المقاومة لا تكون بعزل مسيحيي القدس وفلسطين. لاسباب سياسية ايضاً، لم يعلق حزب الله الى الآن، فهو عرّاب تحالف الاقليات، والساعي الدائم لانجاحه، والعلاقة مع بكركي والفاتيكان اساس في هذا المجال.
اما عن هؤلاء الذين يطالبون البطريرك بانتظار موعد التحرير القريب. فاولاً: بلا مزح. وثانياً عند التحرير تفقد زيارة البطريك رأس الكنيسة اهميتها، اذ انها اليوم تأت كبقعة الضوء التي ينتظر مسيحيو القدس وفلسطين رؤيتها. وهي جزء من مقومات الصمود التي يحتاجونها للبقاء. ام انكم تريدون تهجير مسيحيي فلسطين العياذ بالله؟ لا نظن ذلك، فهذه وظيفة الاميركيين كما علمتمونا.
لنتحدث قليلا بنَفَسْ طائفي. المسيحيين ليسوا عملاء، ولن يكونوا كذلك. في العام 1982 حين قيل انهم تعاونوا مع الاسرائيلي، كان ابناء الطائفة الشيعية يستقبلون الاسرائيلي بالورد والارز، لذات السبب الذي ادى الى التعاون المسيحي مع الاسرائيلي يومها، وهو الخلاص من التجاوزات الفلسطينية.
ولا داعي للتذكير انت الطائفة الشيعية قادت المقاومة ضد اسرائيل في السنوات العشرين الماضية. كذلك يمكننا التذكير ان عدد المسلمين في جيش انطوان لحد كان اكبر من عدد المسيحيين، رغم كل الاحاديث التي تحاول اخبارنا بالعكس.
تريدون منع البطريرك من زيارة فلسطين، حسناً. فليكن ذلك. عندها اظن نستطيع منعه من السفر الى سوريا ايضاً حيث يعتبرها بعض اللبنانيين عدو كأسرائيل واكثر. كما يمكننا منعه من السفر الى تركيا، حيث يعتبرها بعض اللبنانيين عدواً كاسرائيل واكثر.
الامر ينطبق على مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، يمكن لاي احد منعهم من الذهاب الى اي دولة كالسعودية وايران مثلاُ. وهذا لا يعني ان موقفنا من هذه الدول كموقفنا من اسرائيل، لكن في لبنان تكثر العداوات، الا تذكرون زيارة البطريرك الراعي الى سوريا؟ يوم اعترض البعض، وسكتم.
زيارة البطريرك ليست سياسية، ولن تكون تطبيعية. كما ان زيارته الى سوريا لم تكن دعماً للنظام. الزيارة الرعوية حق. لا بل واجب، الا اذا رأى البطريرك غير ذلك.
Envoyé de mon Ipad
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.