فتفت: المسيحيون سيدفعون الثمن غالياً على المدى البعيد
شكل اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع وفد كتلة "المستقبل" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعضوية النائب نهاد المشنوق والمستشار السياسي لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح, الحدث السياسي الأبرز في الساعات الماضية الذي يأتي في أعقاب انتهاء عمل اللجنة النيابية الفرعية, من دون التوصل إلى نتيجة حاسمة في موضوع قانون الانتخابات, يمكن أن تؤسس إلى اقتراح قانون يتفق حوله الجميع وتجري الانتخابات النيابية المقبلة بموجبه, وفي الوقت الذي ترزح فيه القوى السياسية تحت وطأة مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" الذي شكل صدمة لعدد من هذه القوى في مقدمها تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" والنواب المسيحيين المستقلين, من دون أن يكون رئيس المجلس متحمساً له إلا بما يجمع المسيحيون عليه, وهذا ما لم يحصل, ما ساهم بتسريع هذا اللقاء بين الرئيسين بري والسنيورة.
وأكدت مصادر المجتمعين من الطرفين ل¯"السياسة" أن اللقاء يؤكد أن لا قطيعة بين رئيس مجلس النواب وتيار "المستقبل", كما أن كتلة "المستقبل" تمايز بين الرئيس بري كرئيس لحركة "أمل", وحلفائه في "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".
وأشار إلى أنه لم يسجل على الرئيس بري برغم التباين السياسي معه أي خرق للدستور ولاتفاق "الطائف" في غالبية المواقف السياسية التي يتخذها.
وفي هذا السياق, أوضح الوزير شطح ل¯"السياسة" أن المحادثات مع رئيس المجلس اقتصرت على العموميات ولم تدخل في صلب الموضوع الانتخابي لأنها ليست جلسة مفاوضات على أمور محددة.
ولفت إلى أن الرئيس السنيورة وضع الرئيس بري بأجوائنا, وكان رئيس المجلس مستمعاً أكثر مما كان متحدثاً, لكن التباين كان واضحاً بيننا وبينه, وبجميع الحالات فإن الزيارة كانت إيجابية لأن لا مقاطعة مع الرئيس بري.
بدوره, وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت الزيارة في اتصال مع "السياسة" بأنها "كانت زيارة تواصل أولى, عبر فيها كل فريق عن هواجسه, وكانت تأكيدا على أهمية التواصل في المستقبل".
وأشار إلى أن الرئيس بري حاول أن يكون مستمعاً أكثر مما كان متحدثاً, وهو يسعى لإيجاد مخرج لكل الطروحات التي على ما يبدو ليست فيها مخارج يمكن الاعتماد عليها.
وأضاف فتفت "حتى عندما يطرح مشروع الوزير فؤاد بطرس على أساس النسبية فسيكون أسوأ من المشروع الأرثوذكسي", معتبراً أن المعركة سياسية بامتياز, فإذا كانوا مصممين على فرض "الأرثوذكسي" بقوة الأعداد فليتحملوا النتائج, لأننا سنتصدى له بكل إمكاناتنا.
وأوضح أن "حزب الله" يقود هذه المعركة بهدف الحصول على مكاسب إضافية تمكنه من السيطرة سياسياً على البلد بعد أن نجح بالسيطرة عليه أمنياً.
وأشار إلى أن "المعركة المقبلة تندرج تحت عنوان هل سيسمح لحزب الله بالسيطرة السياسية?", مضيفاً "للأسف بعض حلفائنا في 14 آذار ليسوا متنبهين لهذا الأمر لأنهم ضحوا بالستراتيجية من أجل التكتيك, لكن المسيحيين سيدفعون الثمن غالياً على المدى البعيد بعد أن يكتمل مشروع حزب الله بالسيطرة السياسية".
السياسة الكويتية
Envoyé de mon iPad jtk
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.