Annahar-UCIPLIBAN - 18/3/2013 المطران بطرس مراياتي عن الوضع في حلب: لا أحد يعرف ماذا يخبئ لنا المستقبل
لا تنقل الاخبار الواردة من حلب سوى صور المتقاتلين والقصف والدمار، لكن الأسوأ من كل هذا معاناة أهالي تلك المدينة او من بقي فيها رافضاَ النزوح، حيث يتعين عليه ان يتحمل شظف العيش
والقهر وسط ظروف قاسية جدا خبرها اللبنانيون ويعرفون ويلاتها مع اختلاف المعايير. فلبنان الذي لا يتجاوز عدد سكانه اربعة ملايين نسمة لا يمكن مقارنته بحجم الجغرافيا السورية الواسعة وملايين السكان الذين يتميزون باختلاطهم الطائفي الكبير في احوال السكن والمعيشة، إضافة الى ان القصف الجوي لم يستخدم مرة في الحرب اللبنانية كما يفعل النظام السوري في حربه، ولا صواريخ "سكود" ولا غيرها. والمرة الوحيدة التي استخدم فيها الطيران كانت من النظام السوري نفسه ضد قصر بعبدا والجيش اللبناني يوم 13 تشرين الاول 1990.
يقول مطران حلب للارمن الكاثوليك بطرس مراياتي إن "الحرب في لبنان شيء وما يجري في سوريا شيء آخر ولا يمكننا المقارنة بين الحربين، لكن رغم كل شيء معاناة الناس واحدة". ويروي أن "الأهم من كل شيء في حلب اليوم هو التعامل مع الوضع الانساني للناس الذين يعانون نتيجة الحرب ومآسيها الكثيرة من تشرد وقهر وفقر وحاجات عديدة يجب تأمينها. وهكذا يتم التعاون بين الجميع على التعامل مع هذا الوضع وتأمين اعمال الاغاثة ومساعدة المحتاجين الموجودين في المدارس، حيث نتصرف مجموعة من الرهبان والكهنة الى تنظيم هذه العملية والتعامل مع الوضع الصعب". ويشير الى الدور الذي يقوم به مطران الكلدان انطوان آودو الذي يتولى تنظيم عمليات الاغاثة والاشراف عليها بما يشبه دور المفوض المسؤول عن هذه العملية في أنحاء حلب. ويبدو ان مؤسسة "كاريتاس" تقوم بدورها بشكل فاعل في سوريا وتوزع المساعدات بشكل جيد ومنظم على السوريين جميعاً، مسيحيين ومسلمين، في نطاق عملها. ويشرح المطران مراياتي ان الهلال الاحمر السوري يقوم بدوره أيضاً بتوزيع المساعدات لأن الناس في حاجة الى المساعدة بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار.
وعن أحوال المسيحيين في حلب، يوضح أن لا قرى وبلدات مسيحية في ريف حلب على نقيض ريف حمص وريف اللاذقية حيث الكثير من البلدات والقرى المسيحية. ويشير الى أن أقرب قرية مسيحية الى حلب تقع على مسافة 100 كيلومتر عنها. ويضيف ان بعض المسيحيين في حلب انتقل من أحياء الى اخرى بسبب احتدام المعارك، وان حركة النزوح هذه محدودة وليس هناك هجرة وتهجير كما يشاع. أما ما يقال عن هجرة الأرمن الى ارمينيا والتسهيلات التي تقدم لهم لمغادرة سوريا، فيقول المطران، مراياتي إن قسماً قليلا من الارمن انتقل موقتاً الى لبنان وأقلية ضئيلة غادرت الى ارمينيا لأسباب خاصة ترتبط بوجود أولادهم أو أقاربهم هناك، لكن غلاء المعيشة وصعوبات الحياة في ارمينيا دفعت قسما كبيراً منهم للعودة الى سوريا.
وفي خلاصة كلام المطران الصامد مع شعبه، تشديد على ان الكلام عن نزوح مسيحيي حلب غير دقيق، ويقول: "صحيح اننا في حال ترقب وانتظار أسوة بكل أبناء شعبنا السوري، ولا أحد يعرف ماذا يخبىء لنا المستقبل. الحضور موجود والناس موجودون ونحن لا نريد الرحيل، وندعو شعبنا الى الصلاة والصوم لكي تمر هذه الأيام ويعود السلام الى سوريا(...)".
Envoyé de mon iPad jtk
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.