Arabes du Christ


" الهجرة المسيحية تحمل رسالة غير مباشرة للعالم بأن الإسلام لا يتقبل الآخر ولا يتعايش مع الآخر...مما ينعكس سلباً على الوجود الإسلامي في العالم، ولذلك فإن من مصلحة المسلمين، من أجل صورة الإسلام في العالم ان .... يحافظوا على الوجود المسيحي في العالم العربي وأن يحموه بجفون عيونهم، ...لأن ذلك هو حق من حقوقهم كمواطنين وكسابقين للمسلمين في هذه المنطقة." د. محمد السماك
L'emigration chretienne porte au monde un message indirecte :l'Islam ne tolere pas autrui et ne coexiste pas avec lui...ce qui se reflete negativement sur l'existence islamique dans le monde.Pour l'interet et l'image de l'Islam dans le monde, les musulmans doivent soigneusement proteger l'existence des chretiens dans le monde musulman.C'est leur droit ..(Dr.Md. Sammak)

jeudi 3 janvier 2013

Re: إلى شركاء الوطن - رسالة المطران الياس سليمان راعي أبرشية اللاذقية للموارنة في مناسبة عيد الميلاد المجيد

إلى كلّ شركاء Message  de Mgr Elias Sleiman ,eveque maronite de Lattaquieh - Syrie, a l'occasion des fetes, a tous ses concitoyens 

سوريّة وطننا جميعًا. إنّها مهد الحضارات. هذا ما ورثناه عن أجدادنا وما سوف نورّثه لأولادنا. مرّت على هذه الأرض الحبيبة حضارات توالت في الازدهار والتطوّر والإبداع، وكذلك في التّحارب والتّقاتل والصّراع، أيّها موضوع افتخارنا وحضارتنا؟ الأولى حضارة وانتصار، والثانية انحطاط واندثار. لقد اندثر الانحطاط وولّى... وتوالت الحضارات وسلّمت كلٌّ منها إلى التالية بعدها مشعل الكرامة والتّضامن والمحبّة في سبيل البناء. إنّ أقدم منطقة في التاريخ "مَوْسَمَت" الزّراعة و"دجَّنَت" المواشيهي سوريّة، أرضنا العريقة التي نفتخر بها، فهل هي تفتخر بنا؟

اندثرت حضارات بالحروب والتّناحر، وبزغت حضارات بالمحبّة والتّضامن. لا تُبنى الأوطان بالتّقاتل والتفكّك، وإنّما بالتّحالف والمنافسة في المحبّة والخدمة. فالتّحالف والمحبّة لا يعنيان التّماثل والتّشابه، وإنّما احترام الاختلاف والحفاظ على غنى المغايرة وقبول الآخر، والانفتاح على الحوار والنموّ والتطوّر من خلال الأمانة للتّراث والتّقاليد والسّير قدمًا في النموّ. تمتاز أرضنا بالتنوّع، مصدر الغنى الحضاري. ما هي مرجعيّتنا جميعًا نحن أبناء الوطن الواحد؟ وما هو هدفنا المشترك؟ أليس بناء الوطنمعًا؟ سوريّة وطننا وقد بذل الشّهداء دماءهم الذكيّة للحفاظ على أرضها ووحدتها وتشابك أيدي أبنائهافي التّعاون والبناء. سوريّة وطننا الذي يسكب في عروقنا الحياة أبيّة، فلا يحقّ لنا أن نقتله بأيّة ذريعة كانت. هو ليس بقرة نحلبها ثمّ نذبحها! من وطننا نعيش، وإياه نبني ونفدي بدمائنا! لماذا تسيل هذه الدّماء في وطننا؟ نستحلفكم باسم الله أنقذوا هذا الوطن الجريح، وهيّا نجلس جميعًا للحوار الحقيقي البنّاء والصّادق! جميعنا إخوة في المواطنة والإنسانيّة والأرض والانتماء، ويجب أن تجمعنا عبادة الله، ومن حق كلٍّ منّا أن يعبده بموجب انتمائه الدّيني العريق، وبموجب انتمائه إلى الجماعة التي ينتمي إليها، وبموجب حريّة الضّمير، إذ أنّه "لا إكراه في الدّين". يدعونا الله لأن نعيش مع بعضنا بالمحبّة، وعلى كلٍّ منّا أن يشهد عن جوهر إيمانه ومصداقيّته من خلال شهادة حياته. يدعونا الله إلى التآخي، فلا يحقّ لي أن أقتل أخي في الوطن باسمه. لنرفض الانغلاق ونقبل بعضنا بتنوّعنا. في التنوّع تحت لواء المحبّة والاحترام غنى.

هيّا أيّها الإخوة ننبذ العنف والكراهية والتّحريض ونتضامن بالمحبّة لنستطيع أن نقول كلمة الحقيقة. فالإنسان، كلّ إنسان، هو من أهلي وإخوتي وأخواتي. مع هذا الإنسان أبني وطني، لا بدونه أبدًا. أحترمه ليحترمني ونبني معًا الوطن لأولادنا ليعشوا فيه إخوة. فالوطن هو العائلة الكبرى، والعائلة هي الوطن الصغير. من هو الذي يقتل أهله وإخوته وأخواته وأولاده؟

هيّا يا أبناء الوطن الأم نطرح من أيدينا الخناجر لنتعانق قبل أن نتكلّم، وننبذ عنّا لغة التطرّف والتّحريض والتحدّي الذي لا يعبّر إلاّ عن ضعف صاحبه والذي يولّد العناد والإفناء المتبادل. من هو المستفيد من الفوضى والعنف والكراهية؟ الجميع خاسرون في الحرب، والجميع رابحون في السّلام والمحبّة وبناء الوطن. سوريّة بلد البحبوحة والازدهار والانفتاح، فهيّا نقلب البنادق مناجل للحصاد والمدافع معاول للبناء. أرضنا الخصبة بانتظار تضامننا للعمل.

هيّا يا أخي توقّف وصمَّ أذنيك وأغمض عينيك وادخل في أعماق ذاتك حيث ينتظرك الربّ ويقول لك "السّلام عليك!"، ويقول لنا "السلام عليكم"، "سلامي أعطيكم لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا". فسلام الربّ هو سلام الحبّ والتّضامن والتّعاون والتّحاور وقبول الآخر. أنظُر إلى الآخر نظرة أخ وصديق يصبح كذلك، وصافحه بمحبّة ترتاح وتبني جسور السّلام، وتعبران معًا نحو مستقبل زاهر لنبني سوريّة معًا جميلة مزدهرة وغنّاء لأولادنا. من حقّنا النموّ والتطوّر والإصلاح، ولكن في الحوار والتّفاهم والمحبّة وقبول الآخر المغاير. لا يأتي البناء من الدّمار وإنّما من التعاون والالتزام والحوار باحترام.

مدَّ يدك يا أخي لإخوتك وخذ يدي ليكتمل العناق ونجلس معًا نتحاور بالاحترام والكرامة والحقيقة ونبني سوريّة معًا، يدي ويدك وقلبي وقلبك، فنتساعد ونتحاور ونتعلّم أن نختلف بحضارة وحريّة واحترام وسلام لنبني وطنًا نفتخر به أمام الله وأبنائنا والتّاريخ.

سامحنا يا وطني الحبيب، وعلّمنا بدل أن نذرف دموع الحزن والانكسار أن نزفّ دموع الفرح والانتصار. إن كان لا بدّ من الاستشهاد، فهيّا نقدّم دماءنا لأجل بناء وحدتنا الوطنيّة متينة، وبناء الوطن على المحبّة والتّضامن. لنذرف جميعًا دموع التوبة والنّدامة طالبين من الله ومن سوريّة ومن بعضنا البعض الصفح والغفران.

نحتاج إلى ثلاثة لنستيقظ ونمدّ يد المصافحة لجميع إخوتنا شركاء الوطن: المحبّة والتّواضع والحقيقة. التواضع لنخرج من عنفوان التّحدّي العقيم سلاح الضّعفاء، والمحبّة لنتلاقى ونتصافح بشهامة وقوّة ومسؤوليّة، والحقيقة لتكون لنا مرجعيّة ثابتة نلتقي حولها، لأنّها الشمس التي لا يستطيع أن ينظر إليها سوى الأبطال. فالحقيقة بلا محبّة جارحة، لا تُقبَل، والمحبّة بلا حقيقة تغرق في المساومات والتّوافقيّة، والحقيقة والمحبّة بلا تواضع تضيع في التّحدّي. مِنَ المتواضع وحده نقبل الحقيقة بمحبّة.

ليس البطل والقوي من يواجه الآخرين، بل من يواجه نفسه ويدرّبها على السّير في نور الحقيقةمتغلّبًا على أهوائه حتى بلوغ النّضوج المحاوِر والوعي المصافِح. تحت نظر الربّ تبلغ المحبّة فينا ذروة قوّتها لنذهب إلى إخوتنا ونعانقهم ونبدأ الحوار البنّاء، لغة السّلام والعقل في ظلّ الإيمان بالله، القيمة المطلقة في السّماء، وبالإنسان، القيمة المطلقة على الأرض، لنستطيع أن نبني الوطن ونعيش فيه معًا بالقبول المتبادل والتّضامن والمحبّة.

 

المطران الياس سليمان

عيد ميلاد يسوع المسيح، نبع السّلام، في 25 كانون الأول  - <إلى شركاء الوطن




Envoyé de mon iPad jtk

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.