http://ucipliban.org/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=41984&Itemid=221 UCIPLIBAN - بيع الأراضي والصراع عليها مستمرّان في 2013 بقلم بيار عطالله
سنة جديدة انقضت والمعركة على اشدها. معركة ليست بالرصاص ولا بالقذائف ولا بالعصي بل بما هو اخطر وادهى واكثر فتكاً بالمجتمع، وتتمثل بشراء أراضي المسيحيين بواسطة مجموعة
من المتمولين من كل الطوائف وبمساعدة سماسرة ومقاولين وبعض رجال الدين المسيحيين ممن لا يقيمون وزناً لاعتبارات الوجود الحر والآمن والتعايش المشترك وحفظ التنوع والتعددية على ارض لبنان.
معركة يشبهها عضو الرابطة المارونية طلال الدويهي المكلف بمتابعة ملف بيع الاراضي في هيئة طوارئ الرابطة، بأنها بـ"اللحم الحي" يخوضها من يتمسكون بأرضهم وبلادهم ويحرصون عليها ويدركون معنى خسارة الارض دون اي احتضان او ادنى اهتمام من غالبية رجالات الكنائس اللبنانية، او من الاحزاب والتيارات والقيادات المسيحية التي تتذبذب مواقفها بين "الحياء" و"الصمت" و"السكوت الذي يشبه الرضى" امام ملفات خطيرة وتشكل تهديداً للوحدة الوطنية في شكل سافر.
لكن الاخطر هو ما اخذ يظهر من خلال اقدام بعض الرهبانيات المسيحية الكاثوليكية على عرض بعض من عقاراتها للبيع في مناطق مختلفة، مع ما يحمله ذلك من مؤشرات خطيرة خصوصاً ان بيع اي من املاك الرهبانيات الكاثوليكية انما يحتاج الى درجتين من الموافقة، الاولى من السلطات الكنسية المحلية والاخرى من دوائر الفاتيكان، ما يطرح السؤال بالحاح عن مغزى الدعوات في "الارشاد الرسولي" الى المسيحيين لعدم بيع ارضهم في حين تعطي روما اذونات البيع لهذه الرهبانيات، بدليل ما جرى مع رهبنة "الفادي الاقدس" التي تسعى الى بيع عقارين تملكهما في منطقة المتن، وتبين بعد البحث والتدقيق في الموضوع ان هذه الرهبنة تريد بيع ارضها في لبنان من اجل شراء عقارات في المانيا، علماً ان هذه الرهبنة او الارسالية هي لاتينية وتتخذ من برلين مقراً رئيسياً لها.
"ما إلنا خبز هون"
على نسق ما يجري في المتن، يروي الدويهي نقلاً عن عدد من المسيحيين في النبطية حيث اقلية مسيحية تعيش بأمان واطمئنان مع محيطها، ان رهبانية "المرسلين اللبنانيين" انما تسعى الى اخلاء احد عقاراتها هناك من شاغليها ومن بينهم مسيحيون جنوبيون بهدف بيع العقار، ويروي عدد من مسيحيي النبطية باستنكار ان احد رجال الدين الموارنة القيمين على شؤونهم في المنطقة ابلغوهم صراحة: "ما في إلنا خبز هون والافضل ان نبيع"، بدون ان يوضح الراهب المفترض انه مسؤول عن رعيته وشعبه مدعاة هذا الكلام "التهجيري" و"المثير للخوف والخشية"، والاسباب التي تدعو الرهبانية المذكورة الى البيع وترك الرعية وسط القلق.
الصورة القاتمة التي ينشرها السماسرة وبعض رجال الدين المسيحيين من انصار "العملة الخضراء" تتعمم على جميع المناطق. وفي القاع عند الحدود السورية - اللبنانية لم تكلف الدولة اللبنانية نفسها عناء التحرك للتصدي لمن اغتصب 80 مليون متر مربع من اراضي البلدة، ولا ارسلت الجيش او القوى الامنية، ولم تحرك القضاء لمتابعة الموضوع وحفظه مستقبلاً ما دامت غير قادرة على التحرك حالياً. اما في منطقة الفوارة قرب زغرتا فلا الدولة ومؤسساتها ولا الكنيسة ولا الاحزاب والتيارات السياسية "التي تتمرجل بعضها على بعض وتتعنتر في شوارع زغرتا وساحاتها، استطاعت ان تفعل شيئاً لوقف الاعتداءات المتمادية والبناء غير الشرعي للعرب الرّحل على املاك آل طربية في تلك الناحية. اما قضية بلدة حوارة في قضاء الضنية والتي تتمثل في الاستيلاء على 20 مليون متر مربع من اراضي المسيحيين، فدخلت غياهب النسيان واندثرت وذهبت كل الوعود والتحركات هباء لاسباب ليس اقلها ان لا دولة في لبنان و"الشاطر بشطارته".
"فسحة أمل"
في مقابل هذه الصورة السوداء ثمة فسحة أمل تتمثل في محاولات الغيارى الدفاع عما تبقى من ارض للمسيحيين في لبنان، وفي لاسا يبدو ان الامور تحلحلت بعد تدخل "المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى" ووزير الداخلية والكنيسة المارونية في الموضوع بقوة، ويؤكد طلال الدويهي ان ثمة مشروع اتفاق يدرس على نار هادئة وقد يشكل مدخلاً الى حل هذه القضية الشائكة، لكنه ينحي باللائمة في العرقلة على بعض السماسرة والمحامين ورجال الدين المسيحيين المستفيدين من الوضع بطريقة او بأخرى. اما في الدبية في الشوف حيث اقدم الملياردير روبير معوض على بيع اراض شاسعة الى آل تاج الدين، فثمة محاولة من الاهالي في تلك الناحية لاصلاح الامور بالتي هي احسن. اما في "تلة الصليب" في كسروان فانتهت الامور الى تخمين من مصرف لبنان لقطعة الارض بقيمة 900 الف دولار، علماً ان الامير مقرن بن عبد العزيز اشتراها بثلاثة ملايين دولار لكن الامير السعودي قرر بعد الضجة التي اثيرت حول الموضوع ان يهب الارض الى ابناء المنطقة في بادرة حسن نية منه.
تبقى الدامور التي تجري مفاوضات كثيفة، من اجل استعادة العقارات التي بيعت فيها، وثمة كثر من المتمولين والمتنفذين من ابناء البلدة واركان الطائفة المارونية قرروا المساهمة في استرجاع الارض. وهذا ما هو عليه قطعة ارض الوروار في الحدت التي يقال ان المفاوضات في شأنها وصلت الى خواتيمها.
"فسحة أمل"
Envoyé de mon iPad jtk
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.